الرأي

السلام على يد “مجانين”

حبيب راشدين
  • 1615
  • 5

الحدث الذي سوف تحتضنه سنغافورة في 12 يوليو القادم قد يسمح بغلق أول وأخطر نزاع نشأ بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بين الكوريتين، ومن خلالهما بين المعسكرين الغربي والشرقي، ليأتي الفرج على يد رجلين (ترامب وكيم جونغ يون) متهمين في صحافة الماينستريم بالخبل والجنون، كانا منذ أسابيع يتنابزان بأقبح أسماء العصافير، فيما انشغل خصوم ترامب داخل الولايات المتحدة وفي المصفوفة العالمية بجبهة ثانية أوقد فتيلها ترامب بين إيران والكيان الصهيوني، ليشغل الجميع ويصرفهم عن نسف قمة سنغافورة.
توقيت القمة كان جيِّدا، حيث يأتي متزامنا مع قرار إسقاط الاتفاق النووي الإيراني وتنفيذ قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بعد يومين، في مناورةٍ كبيرة مثيرة ومعقدة، تشارك فيها الصين، التي استقبلت الزعيم الكوري قبل أيام ومنحته المباركة، وروسيا التي أحنت الظهر مرتين حتى تمنع صقور الدولة العميقة من تفجير حرب كونية ثالثة انطلاقا من سورية بعد إحباط محاولتها انطلاقا من كورية الشمالية.
بجميع المقاييس تأتي هذه القمة الأمريكية الكورية كأول لبنة في مسار معقد يريد أن ينتزع قرار الحرب من أيدي مجموعة قوى خفية ظلامية فاسدة، متحكمة في المال، ومن خلاله في أغلب حكومات العالم، لم تتردد مطلع هذا القرن في تدبير أخطر حادث إجرامي دُبِّر تحت راية كاذبة في 11 سبتمر 2001، وفتح شهيتها لما كان يصفه المحافظون الجدد بـ”القرن الأمريكي”، والذي قد تخرج ملفاته القذرة قريبا إن تمكن ترامب من استكمال عملية “تطهير مستنقع واشنطن” من أدوات النخبة الصهيونية الخزرية المتحكمة في أغلب مؤسسات الحكم الأمريكية، ومن خلالها في معظم حكومات الغرب ولواحقه في جنوب شرق آسيا.
أبرز ما يمكن أن يُتوقع كنتائج لقمة ترامب مع الزعيم الكوري الشمالي: إنهاء حالة الحرب المفتوحة بين الكوريتين منذ جوان 1950، يليها بناء تقارب بين البلدين والشعب الواحد، وربما الذهاب إلى إعادة توحيد الشمال بالجنوب على غرار الوحدة بين الألمانيتين، تمنح ترامب فرصة تفكيك القواعد الأمريكية في كورية الجنوبية، وتخفيض حدة المواجهة مع الصين، كما تسمح بممارسة ضغوط على ملاحق الدولة الصهيونية الخزرية العميقة في اليابان، قبل الالتفات إلى ملف الشرق الأوسط الأكثر تعقيدا، مع دخول ثلاثة أقطاب منغمسة حتى النخاع في مخططات الفوضى الخلاقة والتدبير لحرب كونية مدمرة: الكيان الصهيوني والسعودية وإيران.
توثُّب هذه الأقطاب الثلاثة للدخول في مواجهة مفتوحة قد تحتاج إلى معالجة مختلفة عن معالجة الأزمة الكورية بالسماح لها بمناوشات ساخنة متوسطة الوتيرة كالتي بدأت بين إيران والكيان الصهيوني منذ أيام، وربما بتوسيعها لتشمل السعودية والإمارات، تُنفَّذ خارج الحماية والدعم الروسي والأمريكي، ليس لها فرص كثيرة للدوام أو للتوسع فوق ما هو مسموح به، ربما يحسن بهذه القوى الثلاث أن تلتفت إلى التصريح الأخير للمستشارة الأمريكية التي صرحت أول أمس “أن أوروبا لا يمكنها منذ اليوم التعويل على الحماية الأمريكية” ربما لأنها تعلم أنها هي والرئيس الفرنسي ماكرون ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مهددون بحملة التطهير القادمة التي سوف تطال كل من تورط مع بوش وكلينتون وأوباما وقادة الكيان الصهيوني في إدارة حروب قادتها وموّلتها ثلاث قوى مالية ضخمة: آل روتشيلد وآل سعود وسوروس بأدوات في الواجهة من أمثال كلينتن وبوش وأوباما وساركوزي وميركل وطوني بلير وماكرون وتيريزا ماي.

مقالات ذات صلة