الشابة يمينة: ارتديتُ الحجاب عن قناعة والقرار لم يكن مفاجئا لأولادي وعائلتي!
فاجأت الفنانة الشابة يمينة مؤخرا، خلال حضورها احتفاء مؤسسة “الشروق للإعلام” بإطفاء “الشروق تي. في” لشمعتها الثالثة، الجمهور، بارتدائها الحجاب، كاشفة في حوار حصري خصّت به مجلة “الشروق العربي”، أنها قررت ارتداء سُترتها الجديدة منذ أكثر من شهر، لكنها لم تعلن ذلك أمام الملأ “بعدما هداها الله إلى الحجاب”، مؤكدة أن حلمها الآن هو حج بيت الله الحرام، لتتوقف بعدها نهائيا عن الغناء، حسب قولها.
الحجاب سُترة المسلمة
** شكّل قرارك ارتداء الحجاب مفاجأة كبيرة للجمهور، فهل كان ذلك قرارا صعبا؟
– بالعكس، كان قرارا سهلا جدا، لأنني كنت أفكر فيه منذ فترة طويلة، فقط كنت أنتظر الوقت المناسب لأتخذه. وعموما أحمد الله الذي هداني إليه وارتديته، لكن في نفس الوقت، القرار لم يكن مفاجئا قط بالنسبة للمقربين إليّ، وخاصة أولادي وعائلتي.
** من واقع تجربتك، ماذا تنصحين أي امرأة ما زالت مترددة في ارتداء الحجاب؟
-والله الأمر يعود إليها ولمدى اقتناعها به. فالاقتناع يجب أن يكون حتى لا يتبعه ندم. والحجاب سُترة المسلمة. وفي تصوري الشخصي أن المرأة عندما تصل إلى عمر معين عليها أن تتحجب وتستر نفسها، لكن هذه ليست قاعدة طبعا، لأن الحجاب مفروض على المرأة منذ البلوغ.
** على عكس بعض الفنانات، لم تعلني تحجبك من خلال وسائل الإعلام لهذا ..؟
– ترد مقاطعة: وهل يحتاج هذا الأمر لترويج أو إعلان؟؟، لكن عندما دعتني مؤسسة “الشروق” للإعلام بمناسبة احتفائها بمرور 3 سنوات على انطلاق قناة “الشروق تي. في”، لبيت الدعوة وغنيت بالحجاب، وشاهدني 40 مليون جزائري في وقت واحد (تضحك).
** ألا تخشين أن يؤثر الحجاب على أعمالك، خصوصا أنك قررت مواصلة مشوارك الفني؟
– بالعكس، هناك العديد من الفنانات ارتدين الحجاب ومازلن مطلوبات في المهرجانات والحفلات والأعراس. ضف إلى ذلك، أننا في الأعراس نكون نسوة فقط فيما بيننا.
** هل تأثرت بأحد ما قبل قرار ارتدائك الحجاب؟
– أولا، حجابي جاء عن قناعة تامة، ثانيا، أنا لا أحد يمكنه أن يضغط عليّ. فأنا سيدة قراري، وكما سبق ونوّهت، فقد كنت أفكر فيه منذ سنوات. ومن يدري ربما يرزقني الله مهنة أخرى وأزور بيته الحرام فأعتزل الغناء نهائيا. لكن ولغاية إجراء هذه المقابلة، ما زلت مستمرة في الفن، بدليل أنني أجّهز حاليا لألبوم جديد سيصدر مع حلول صائفة الـ2015.
العبد في التفكير والرب في التدبير
** هل لنا أن نعرف بعض تفاصيله؟
– نحن بصدد تحضيره بأحد أستوديوهات بسكرة، وهو من إنتاج شركة “بروسون” من كلمات وألحان عمر جوماطي، وكالعادة سيكون منوعا بين السطايفي والشاوي.
** هل حدث أن ندمت على أغان قدمتها قبل تحجبك؟
– الحمد لله، لم أقدم ما أخجل منه في مشواري، ولا توجد في تاريخي أغنية واحدة غير محترمة، بل كل أغانيا اجتماعية-عائلية. كما أن لباسي قبل الحجاب لم يكن يوما فاضحا.. ربما ارتديت ألبسة مكشوفة قليلا، لكن ذلك كان في بدايات شبابي، أي بعد التحاقي بالركب الفني مباشرة.
** ما حلم الشابة يمينة حاليا، وما الخطوة المقبلة بعد الحجاب؟
– أكيد زيارة الكعبة الشريفة، هذا حلمي الكبير، بعدها سأعتزل الغناء نهائيا. فإذا حدث وزرت البقاع لن أمسك ميكرفونا أو أغني، إنما حاليا مازلت مستمرة في الفن.
** هل باتت هذه الخطوة قريبة؟
-أصارحك القول: لا أريد التسرع، فديننا دين يُسر وليس دين عُسر، أريد أن يحدث هذا الأمر خطوة خطوة.. المرحلة الأولى السُترة لأن النية موجودة. وطالما العبد في التفكير والرب في التدبير أنا متفائلة.. والله يهدينا جميعا.
سطيف لها فضل كبير في مشواري الفني
** لو سألناك: ما الفرق بين يمينة الفنانة والإنسانة، بماذا تردين؟
– يمينة الفنانة هي يمينة الإنسانة والمرأة، لا أستطيع الفصل بينهما. فحياتي اليومية ليست ببعيدة عن حياتي الفنية، فهما يشكلان شخصية يمينة ويكملانها، فالفنان في الأخير هو إنسان قبل أن يكون فنانا.
** ما تقييمك لمستوى الأغنية السطايفية في الوقت الراهن؟
– تطورت إلى حد كبير، وأضحت مسموعة ومطلوبة في كل منطقة لإيقاعها الخفيف والجميل، خاصة مع انتشار طابع “السطاي- راي”، الذي هو مزيج بين الطابع السطايفي والرايوي. هذا الأمر رفع من مستواها وزاد من عصرنتها وانتشارها، خاصة في أوساط الشباب الذي يفضل عادة الإيقاع السريع. كل هذه العناصر مجتمعة جعلت الأغنية السطايفية معروفة عبر التراب الوطني وحتى في الخارج، لكن هذا لايعني أننا نتخلى عن أصالة الأغنية السطايفية.
** يبدو أنه بينك وبين مدينة عين الفوارة (سطيف) عشق كبير؟
– سطيف مدينة عريقة، وذات أصالة، وهي تعني لي الكثير. فمنذ صغري وأنا مولوعة بتراثها وفنانيها، بالأخص الفنان الكبير بكاكشي الخيّر الذي كنت أؤدي معظم أغانيه، ثم سأقول لك شيئا مهما..
** تفضلي؟
– ولاية سطيف لها فضل كبيرفي مشواري الفني، فأول جمهور شجعني في بداياتي الأولى هو الجمهور السطايفي، ضف إلى ذلك أن الولاية لا تبخل عليّ بالدعوات في كثير من المناسبات، ولأن لها جمهورا يقدر الفن والفنانين، كل هذا يجعل من يدخلها يحبها. خاصة إذا شرب من ماء الفوارة “فهو لابد وأن يعود إليها لا محالة”.
** تميّزت خلال مشوارك الفني بمزج الغناء مع الرقص، وبالرغم من أن البعض حاول تقليدك إلا أنه فشل، فأين يكمن السر في رأيك؟
-في التلقائية وعدم التصّنع أو التكلف، فأنا أساسا أحب الغناء لجمهوري وإمتاعه بالرقصة الشاوية التي تعبر عن أصالة هذه المنطقة. كذلك الأغنية الأوراسية أضحت في السنوات الأخيرة مطلوبة في الأعراس. من هنا وجدتني أمزج الغناء مع الرقص لأعرّف بالرقصة الشاوية، وطالما أنني أغني فلن أتخلى عنها أبدا، لاسيما في المهرجانات الدولية، وذلك لأنقل أصالتي للشعب العربي والعالم كله، ولو أنّ الرقص ليس هدفي، منذ أن تقدمت قليلاً في العمر.
في حال ابتعادي عن الفن سأتحول إلى فلاّحة
** كم عمرك اليوم؟
– 54 سنة، وعلى فكرة لست من الفنانات اللاتي يخفين أعمارهن.
** لماذا؟
– لأن لكل عمر حلاوته ومميزاته، ثم مهما عملت فلن تظل في العشرين. بالتالي علينا تقبل آثار الزمن، والعمر لا يقاس بعدد السنين، بقدر ما يقاس بما أنجزت وتركت وراءك، هذه فلسفتي في الحياة.
**كثيرون يجهلون أن بداياتك الأولى كانت من خلال الأغنية الشرقية، ألم تفكري في أداء “ديو” مع فنان مشرقي على غرار الثنائيات التي قدمتها مع فنانين جزائريين؟
– لم أفكر في هذا الموضوع، وليست لديّ أيّ اتصالات مع أي فنان أو فنانة في الوطن العربي، لسبب بسيط هو أني لا أملك الجرأة للتقرب من المطربين العرب في حال لم يبادروا هم بالتواصل معي. لديّ عزة نفس، ولا أستطيع أن ألهث وراء أحد. كذلك اختياري لتكوين عائلة لم يمكنّي من السفر والبحث عن النجومية في البلدان العربية، على غرار مصر ولبنان.
** خُضت تجارب “ديو” عديدة مع فنانين شباب.. هل كان ذلك بهدف مساعدتهم والأخذ بيدهم فقط؟
– “الديو” موجة عالمية فرضت نفسها في عالم الموسيقى، أما بالنسبة لي هو رغبة في الدفع بمواهب شابة ليسمعها الجمهور. شخصيا لا أرى أن “الديو” يجب أن يكون مع فنان معروف فقط، فالشباب يستحقون الفرصة أيضا، والمثل يقول “لو دامت لغيرك ما وصلت إليك” بشرط أن يكون لهم صوت وأداء في المستوى.
** لو لم تكوني فنانة.. ماذا كنت ستختارين مهنة؟
– لا أعرف.. لكن في حال ابتعادي عن الفن، سأتحول في لمح البصر إلى فلاّحة بامتياز، لأقوم بالاعتناء بمزرعتي الخاصة، فأنا لا طالما أحببت العمل منذ نعومة أظفاري في المزرعة.