-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ظاهرة عالمية سايرت التكنولوجيا والحركية الاقتصادية

الشروق ترصد أطرف طرق الغش في البكالوريا

سمير مخربش
  • 8105
  • 15
الشروق ترصد أطرف طرق الغش في البكالوريا

كان امتحان البكالوريا ولازال مصدر إلهام لبلوغ أرقى وأطرف طرق الغش التي أبدع فيها المترشحون القدماء والجدد، فالغش الذي يعد الأخ التوأم للامتحانات تنوع بين التقليدي والحديث، وظلت القصاصة السحرية الرفيق الدائم للبكالوريا.

في بلادنا بعد اللجوء إلى وقف الأنترنت أثناء امتحانات البكالوريا عاد بعض المترشحين إلى الطرق التقليدية التي تعتمد على القصاصة المعروفة باسم “الأكورديون”، وهي القصاصة التي تشبه الآلة الموسيقية المعروفة، ووجه الشبه يكمن في طي الورقة مرات عديدة، ويمكن فتحها وغلقها بطريقة سريعة كما يمكن إخفاؤها في اليد أو بين الأصابع، وفي السنوات الماضية كانت هذه الورقة تكتب باليد والمعلومات فيها تكون محدودة، بينما الآن تكتب بالإعلام الآلي بخط دقيق، وبإمكانها أن تتضمن كما هائلا من الدروس.

ومن الطرق الطريفة أيضا هناك مترشحون يحاولون الحصول على أوراق وسخ مشابهة لتلك التي يتم توزيعها أثناء الامتحان ويقومون بكتابة الإجابة بقلم جاف لا يوجد به حبر، أي لا يكتب بل يترك أثر الكتابة على الورق، وهي الطريقة التي كانت فعالة في السابق، لكن اليوم أظهرت محدوديتها بعد اللجوء إلى استعمال أوراق وسخ ملوّنة والاحتمال ضعيف أن يتحصل المترشح على نفس اللون الذي حضّر فيه الإجابة الخفية. الكتابة على الجسم هي أيضا من الطرق القديمة التي عادت بعد قطع الأنترنت ولازالت تحتفظ بفعاليتها مثلها مثل الكتابة في الجهة الداخلية للحذاء، وهي الطرق التي تنتشر أكثر وسط المترشحات.

أثبتت التكنولوجيا محدوديتها بعد اللجوء إلى الحل الاستئصالي وقطع الأنترنت من جذورها، وبالتالي استحالة التواصل مع المترشحين، وهي الطريقة التي كان لها آثار مدوية قبل ثلاث سنوات، أين تم تسجيل انتشار مفضوح للمواضيع، وكان ذلك مع ظهور تقنية الجيل الثالث والانتشار الواسع لوسائط التواصل الاجتماعي. وقد سجلت التكنولوجيا منذ سنتين أحد أطرف طرق الغش في الجزائر، وكان ذلك بضبط مترشحة تستعمل بلوتوث دقيق يوضع في الأذن تتلقى فيه الاجابة مع شخص متواطئ من خارج المركز، وهي الحادثة التي كانت متميزة في عالم الغش وتم تداولها حتى في وسائل إعلام أجنبية ومواقع أوروبية تحت شعار “حدث هذا في الجزائر” واعتبرت الحادثة من أغرب ما اكتشف في ميدان الغش الحديث.

الصينيون أبطال الغش وفي الهند امتُحنوا بالتبان

الغش في البكالوريا ظاهرة عالمية ولا توجد في الجزائر فقط بل هي حاضرة في كل الدول بما فيها المتطورة، ومن أطرفها تلك التي ضبطت في فرنسا سنة 2013 أين حاولت أم تبلغ من العمر 52 سنة اجتياز امتحان مادة الانجليزية مكان ابنتها التي تبلغ من العمر 19 سنة، واستغلت الأم وجه الشبه مع ابنتها، لكن إحدى الحارسات تفطنت للأمر، وتم كشف الفضيحة والجرأة التي أظهرتها هذه الأم التي كانت تريد نجاح ابنتها بشتى الطرق ولو بمثل هذه المغامرة التي لم تكلل بالنجاح، وتم حينها توقيف الأم وإحالتها على العدالة بتهمة انتحال صفة. وفي حادثة مماثلة حاول أستاذ بكندا  اجتياز امتحان الرياضيات مكان صديقه المترشح بعد تزوير وثائق الهوية ووضع صورته بدل صورة المترشح، لكن العملية انتهت بكشف الأستاذ الذي تم توقيفه عن العمل وإحالته على العدالة.

وفي فرنسا تم مؤخرا تسجيل عملية غش مفضوحة بمقاطعة فوكليس أين تم  تسريب موضوع مادة الانجليزية قبل موعد البكالوريا، وكان ذلك عبر الوسيط سناب شات، وقد تم فتح تحقيق في القضية، وفي فرنسا أيضا اخترع شاب جهازا يوضع داخل المقلمة بإمكانه إخراج قصاصات الغش وإرجاعها بالتحكم في الجهاز عن بُعد بالضغط على القلم.

وأما في الهند فالغش في البكالوريا كان على طريقة الأفلام الهندية، حيث اكتسح الأقارب والأصدقاء الجهة الخلفية لمركز إجراء امتحانات البكالوريا فصعدوا فوق العمارة ثم نزلوا باستعمال الحبال للتواصل مع المترشحين عبر النوافذ وإعطائهم الإجابة بتواطؤ الحراس، وكان المشهد مثيرا للدهشة مع رؤية أشخاص معلقين بنوافذ المركز.

يذكر أن الهند تعرف تفاقما مذهلا في الغش أثناء اجتياز الامتحانات بمختلف أصنافها ورغم الرقابة المشددة واستحداث طرق الحراسة، ظل الغش في الهند ظاهرة سارية في دماء المترشحين، ففي سنة 2016 أجرت المؤسسة العسكرية بالهند مسابقة للالتحاق بالجيش شارك فيها 1000 مترشح من فئة الذكور ولتفادي ظاهرة الغش، أُرغم المترشحون على إجراء الامتحان بالملابس الداخلية وفي الهواء الطلق، فبدا كل مترشح منشغلا بالإجابة وهو لا يرتدي إلا التبان.

4000 ورقة إجابة متطابقة!

تؤكد دراسة أمريكية نشرتها جريدة وول ستريت بتاريخ 6 جوان 2016 أن الغش متأصل عند الطلبة الصينيين مقارنة مع الطلبة في كل بلدان العالم، فالغش عند الصيني مادة أساسية تضاف إلى المواد التي يمتحن فيها، وقد بينت الدراسة التي أجريت على الطلبة الأجانب بجامعة لاريزونا أن الصينيبن يحتلون المرتبة الأولى في الغش في الامتحانات دون منازع، والطالب الصيني يغش خمس مرات أكثر من الطالب الأمريكي، وبينت الدراسة بأنه في أحد الامتحانات التي شارك فيها الصينيون تم ضبط 4000 ورقة إجابة متطابقة وكلها تبدأ بعبارة واحدة وهي : “القرن العشرين كان قرن الفيزياء، وأما القرن الواحد والعشرين سيكون قرن العلوم والحياة” هذه العبارة قرأها المصححون 4000 مرة.

وقد تبين أن الغش في الصين مسموح ما لم يضبط صاحبه متلبسا، فالغش ليس عيبا في الصين ولا يعتبر من الآفات، وذلك لأن الطالب الصيني له انشغالات اجتماعية كثيرة، وهو غير متفرغ نهائيا للدراسة، وفي نفس الوقت يحب النجاح والظفر بالشهادات حتى وإن كان ذلك عن طريق الغش. بعبارة أخرى في الصين لك أن تغش كيفما شئت لكن حاول إن استطعت أن لا تكون الأمور مفضوحة.

قيمة اقتصادية وتجارة لها روادها

في الجامعات الأمريكية يجد الأجانب والصينيون بصفة خاصة الأرضية خصبة للغش، حتى وإن ضبطوا لا يتم معاقبتهم لأن الأمر يتعلق بمصاريف يدفعها الطلبة للجامعة، وفي حالة طرد أي طالب يعني حرمان الجامعة من دخل مالي، وذلك ما يقوله الأساتذة بصريح العبارة: “الجامعة تخسر إذا طردت الطلبة الغشاشين ولن تجد ما تغطي به المصاريف اليومية”.

وقد أصبح الغش نوعا من البزنس وتجارة لها روادها وسط المؤسسات التربوية والجامعات الأمريكية، فهناك مؤسسات غير شرعية تبنت هذه التجارة وتقدم خدمات في الغش تبدأ ببيع المواضيع المسربة، والتي تختلف أسعارها حسب أهمية الامتحان، وهناك خدمة أخرى تتمثل في تسخير أستاذ مختص في المادة لإجراء الامتحان مكان المترشح وتتكفل المؤسسة بضبط كل الإجراءات مقابل مبلغ 500 دولار لكل امتحان وما على المترشح إلا أن يدعي بأنه ضيّع بطاقة الطالب، فيتحصل على ثانية تستغل لوضع صورة المترشح المزيف.

فالغش في الامتحان إذن ظاهرة عالمية لها جذورها عبر التاريخ، وقد تطورت عبر الأزمان وسايرت التكنولوجيا والحركية الاقتصادية والظاهر أنها لن تزول إلا بزوال الامتحانات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
15
  • نورالدين الجزائري

    مرحى .. مرحى
    بقي أن نستورد طرق الغش ونقول هي ظاهرة عالمية ولا يمكن وقفها ثم نسلم ونرفع عقيرتنا كعادتنا بشعار الله غالب
    الغش هو غش وداء عضال ينخر في أمتنا لنعالجه نعم ... لكن أن نقول لا يمكن وقفه فهو استسلام لا مبرر له دونه بذل الجهد واستقصاء الأسباب لمعالجة الظاهرة من جذورها

  • محمد

    قد ينجح الغشاش لكن لا بركة في نجاحه فالمدار عند المسلمين في البركة.
    الدول المتطورة ماديا قد تمنحك الشهادة لكن لن تعمل في مجال دون أن تكون مؤهلا و هذا هو الفرق بيننا و بينهم. أما عندنا فمهما كان المجال حساس تعمل فيه.

  • ابو علام

    السلام الغش هو ذالك الاغطبوط الخطير الذي ينخر كثير من المجتمعات في العالم لكن لتصحيح هنا في كتدا ليس عندنا اختبار او امتخان الباك لكن هناك امتحانات تسمي امتخات الوزارة مثلا هناك اختبار التاريخ اختبار عادي وامتحان التاريخ التابع للوزارة وهد نفس الشيء في المواد ليس هناك امتحانات تساسليةًلمدة يومين او ثلاثة متل نا هو معمول في الجزائر واروبا

  • كريم

    يبدوا ان الغش لديك شيء هين ، بقي ان تقول انه حلال ،رسالتك سلبية ومشجعة له ايها الكاتب ، او انك كنت من الغشاشين.

  • عبدو

    الغش...أصبح له طرق" راقية" و "طريفة" ؟؟!!
    لا حول و لاقوة إلا بالله

  • بوقروز ميزوني

    كل ما قيل في كوم وما يحدث في ولايتن في كوم لأننا نكتب الإجابة كاملة في ورقة الإجابة الرسمية التي احضرناها مسبقا ثم وبطرقتا الخاصة والسرية تدخلا الورقة الى الى ٱمنة المرگز وتسحب الورقة التى اجاب عليها الترشح وتستبدل بنظيرتها التى جاءت من الخارج وهكذا دواليك في كل المواد وعند ظهور النتيجة يكون طلابنا من الأوائل ويستدعون الى قصر المرادية لتكريمهم من طرف معال الوزير ثم يوجهون الى فرع الطب او المدارس العليا وعندما تبدأ الإمتخانات فالعلامة لا تتجاوز 00.5 وفي السداسي الثاني ينسحب طلابنا ويتوجهون الى مهنتهم الأصلية(التهريب} هل عرفت ولايتي؟ٱه نسيت ان احدثك عن افراحنا عندما تظهر النتائج :تذبخ الخرفان لل

  • علي حسن

    هذا هو العالم حين يتحكم فيه منطق السوق لو أنفق الغشاش في المطالعة والمراجعةعشر الوقت الذي يضيعه في تحضير وسائل الغش لنجح وعرضه وافر لم يكلَم لكنها العجلة خلق الإنسان من عجل

  • +++++++

    بخصوص ما ذكر عن الغش لدى الصينيين فلا أعتقد أنه صحيح .. لو كان فعلا صحيح ما ذكر في المقال ما كانت الصين بهذا التطور و هذا المستوى التي عليه.
    ---
    و أعجب ما أعجبني في المقال ذلك الشاب الذي إخترع جهاز يوضع في المقلمة و يعمل بالتحكم عن بعد بواسطة القلم !!!! .. هذا الشخص الذكي في الحقيقة لا يحتاج إلى الغش أصلا.

  • +7

    للاضافة لصاحب الموضوع
    في الصين توجد نظارة تحتوي على بطاقة ذاكرة تعمل ببصمة العين تتيح لمن يرتديها رؤية جميع الدروس و سهولة النقل وحتى ولو نزعها الممتحن فلن تشتغل لشخص آخر وبالتالي صعبة اكتشافها

  • مواطن

    يوجد من يصمم كعب الحذاء (talon) على شكل كراس ويضع رِجل علىرِجل و يبدا يتصفح .

  • djabar mohamed

    ان عرض هذا المقال بهذه الكيفية لا يعالج ظهرة الغش و لكن بالعكس يشجعها و يفتح المجال أمام الطلبة البحث عن الطرق الحديثة عبر شبكات التواصل و غيرها

  • محمد

    احد الاصدقاء يصرح انه اراد ان يحصل على شهادة الماستر فاندهش في الغش فقال والله على ما اقول وكيل لقد اخرج كل الطلبة كراريسهم في الامتحان وانطلقوا في الغش ثم ينالون الشهادات الجامعية ولدالك اصبح مند سنة 2000 الشهادة لا تساوي شيئ وكل من هب ودب له شهادة جامعية والمستوى ضعيف جدا ادن لا نلوم اصحاب البكالوريا

  • kamel

    لما نعطي لاصحاب المعدلات الممتازة عبر المسار التعلمي ابتدائي متوسط ثانوي جامعي الاولوية في التوظيف سينتهي الغش لان الغش وسيلة لبلوغ التوظيف

  • ADOULA

    j'avais un amis qui ecrivait plusieurs cours dans une feuille de massa

  • karim

    قال رسول الله صلى الله عليهوسلم من غشنا ليس منا
    اظن ان هدا الحديث يكفي ويفيد اكثر من الموضوع الطويل الدي نشرتموه