-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رافضا تبرير المخزن للتطبيع مع الكيان الصهيوني

الشعب المغربي لا يصدق خدعة علاقات الجزائر بإيران

محمد مسلم
  • 9342
  • 0
الشعب المغربي لا يصدق خدعة علاقات الجزائر بإيران
أرشيف

بعد ما تحوّل التطبيع مع الكيان الصهيوني إلى معرّة كبيرة لنظام المخزن المغربي، ساهم بشكل كبير في الإضرار بسمعته في الداخل والخارج، بحث منظروه مطولا علّهم يجدوا “معرّة” أخرى يقذفون بها الجزائر، فلم يجدوا غير تهمة واحدة ولكنها واهية، وهي وجود علاقات دبلوماسية بين الجزائر والجمهورية الإيرانية.
ومنذ أن قرر نظام المخزن التطبيع مع الكيان الصهيوني، حرص سياسيو هذا النظام على توظيف العلاقات الدبلوماسية الجزائرية الإيرانية المستقرة، كفزاعة في الداخل المغربي من أجل تبريره بيع القضية الفلسطينية، مقابل تغريدة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، وهي الفزاعة التي لم تأت أكلها، لأن الشعب المغربي لم يجد روابط مقنعة بين تطبيع بلاده مع الكيان الغاضب، وبين وجود علاقات دبلوماسية بين الجزائر وطهران.
واللافت في الأمر هو أن هذا الربط الاعتباطي وجد له صدى حتى لدى بعض النخب العلمية المسيّسة المقربة من نظام المخزن، في صورة الوزير السابق والبرلماني الحالي، رئيس اللجنة البرلمانية المشتركة المغربية الأوروبية، لحسن حداد، الذي غرد متهما الجزائر بـ”تسهيل نفوذ إيران لزعزعة الاستقرار في شمال إفريقيا”.
والمتابع لنشاط هذا السياسي المعروف بارتباطاته بنظام المخزن، على شبكات التواصل الاجتماعي، يقف على استراتيجية يعكف على تنفيذها، مفادها محاولة تسويد صورة الجزائر أمام الرأي العام الدولي بكل السبل. ففي تغريدة سابقة له، حاول توظيف ورقة المهاجرين الأفارقة لمهاجمة الجزائر، متناسيا المجزرة التي تورطت فيها بلاده ضد المهاجرين الأفارقة على أسوار مدينة مليلية المغربية المحتلة في جوان المنصرم، وراح ضحيتها المئات.
وتعتبر العلاقات المغربية الإيرانية رمزا لعدم الاستقرار، فمنذ نجاح ثورة الخميني في نهاية السبعينيات، تم قطع العلاقات بين الرباط وطهران ثلاث مرات، كانت المرة الأول في سنة 1981، بعد سقوط نظام الشاه وقيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ثم أعيدت من جديد في سنة 1991، ليعود التوتر من جديد لتقطع في سنة 2009، ثم تعاد في سنة 2015 لتقطع مرة أخرى في سنة 2018، ومنذ ذلك التاريخ لا تزال مقطوعة إلى غاية اليوم.
أما العلاقات الجزائرية الإيرانية فكانت في عمومها ودية، وقد مثلت السفارة الجزائرية في واشنطن المصالح الإيرانية منذ سنة 1981 لعدم وجود سفارة إيرانية في الولايات المتحدة الأمريكية بعد نجاح ثورة الخميني، إلى غاية تسعينيات القرن الماضي وبالضبط في سنة 1993، أين قطعت الجزائر العلاقات مع طهران، بسبب الاشتباه في التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للجزائر، لتعود العلاقات الودية مجددا مع بداية الألفية الثانية.
ويحاول نظام المخزن جاهدا تبرير استعداء دولة مسلمة مثل إيران وقطع العلاقات الدبلوماسية معها، باتهامات واهية من قبيل نشر التشيع في المغرب، وأخرى أكثر من واهية من قبيل تسليح جبهة جيش الجمهورية العربية الصحراوية، كل ذلك من أجل شيطنة كل من يقيم علاقات مع ايران، غير أن هذا الربط لم يقنع حتى حلفاء نظام المخزن المغربي المقربين في الغرب، ناهيك عن الشعب المغربي.
عدم نجاح النظام المغربي في تسويق مبررات شيطنة العلاقات مع إيران لتبرير التطبيع، يتضح من خلال عدم انخراط الشعب المغربي في استعداء إيران والشروع في مد الجسور مع الكيان الصهيوني على الرغم من مرور أزيد من سنتين على العلاقات مع تل أبيب، فضلا عن استمرار الفعاليات الشعبية المغربية المطالبة بتراجع نظام المخزن عن التطبيع.
وتستغرب الغالبية الساحقة من الشعب المغربي عدم إقدام دول مثل الإمارات العربية المتحدة، التي تملك علاقات دبلوماسية وأخرى اقتصادية قوية مع طهران رغم تماسها جغرافيا، فيما أقدمت الرباط وهي على بعد آلاف الأميال على قطع العلاقات معها، ما يرجح وجود أهداف خفية لاستعداء إيران، قد تكون من بينها عربون انبطاح للغرب وللكيان الصهيوني على وجه التحديد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!