-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الشعب ينتظرك يا رئيس

ياسين فضيل
  • 1227
  • 1
الشعب ينتظرك يا رئيس

لقد كتبنا في هذه الصفحة منذ أربعة أشهر مضت أن الانتخابات الرئاسية في الجزائر محسومة لصالح مرشح السلطة، وقلنا آنذاك أن مئات الملايير التي ستصرف في الحملة الانتخابية.. الأولى أن تخصص في بناء مستشفى كبير.. لأن الشعب مرض فعلا من هذه السلطة وعلى الأقل إذا ارتفع له السكر وانخفض رقد في هذا “السبيطار”!

إذا.. فالجزائر تنتقل إلى العهدة الرابعة على كرسي متحرك، يحدث ذلك لأول مرة في تاريخها.. كما فوت بوتفليقة على نفسه فرصة الخروج البطولي من قصر المرادية على شاكلة الراحل الزعيم مانديلا.. وبقي أمام هذا الشعب سيناريو بورقيبة ليتكرر عندنا، والله يعلم الطريقة التي تكون عليها.

الغريب في الصدف أن رئيس فرنسا هولاند  يوم إعلان فوز بوتفليقة، اعلن هو أنه لن يترشح ثانية ما لم تنخفض نسبة البطالة في بلاده، صرح بهذا بمعية عدد من العمال والمديرين الفنيين في شركة ميشلان بالعاصمة باريس، وقال أنه وعد الشعب بتخفيض نسبة البطالة إلى أدناها، فإن لم يتحقق ذلك فقد فشلت، وليس لي مبرر لأكرر الترشح ثانية..

لكن الذي يحدث في بلادنا يجعلنا لا نحلم إلا بالخبز والزيت والنوم، لأن سياسة التخويف التي طغت قبل الانتخابات أرغمت المواطنين على الانتخاب لصالح بوتفليقة كضمان وأمان على الاستقرار الافتراضي.

الشعب الجزائري ليس غبيا كما وصفه البعض، ولعلكم تتذكرون أيها القراء زمن إعلان التفتح السياسي، فقد عاقب الشعب الجزائري جبهة التحرير “الحزب الواحد” بالتصويت لصالح الفيس في الانتخابات البلدية والتشريعية وقتذاك.

و لما رأى انزلاق الوضع إلى حمام الدم.. غير تفكيره إلى “انتخابات الملجأ” كما يسميها السياسيون.. فلجا الناس إلى اختيار الأمن والاستقرار، وقد جربوا الإسلاميين من قبل ولم ينجح هؤلاء في مهامهم.

التخوف من القفز نحو المجهول هو السبب الرئيسي الذي جعل الشعب يتجه إلى بوتفليقة، على الرغم من أن هذا الأخير لم يشكر الشعب ولم يقف له وقفة إجلال وتعظيم كما فعلها لوزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري.

ما يلام على الرئيس القديم الجديد اختفاءه كليا من مشهد غرداية الذي صوت لصالحه ما يقارب 90، وهي تحترق منذ أشهر.. ولو كانت الدولة تحترم إرادة هذه المنطقة لاستدعى ممثلين عن المزابيين واستقبلهم في قصره للبحث في مشكلتهم.. لأنه معذور التنقل إليهم على كرسي متحرك..

لو فعل ذلك.. أو يفعلها الآن.. لشفعت له البلاد لعهدات أخرى.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • عادل

    أنا متابع لجريدة الشروق مند صدورها في 08 ماي 1991 لما لا تؤرشفوها حت نستطيع إعادة تصفها على هدا الموقع.... شكرا