-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الشيخ الطاهر رحماني في ذمة الله

الشيخ الطاهر رحماني في ذمة الله

انتقل إلى رحمة الله الشيخ المربّي المصلح الطاهر رحماني (90 سنة) يوم السبت 8 جانفي2022م، ودفن يوم الأحد 9 جانفي في مقبرة قرية أجداده إعشوبة بعد صلاة الظهر. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله الصبر والسلوان، إنّا لله وإنّا إليه راجعون، وجعل الله قبره روضة من رياض الجنة، في درجة العليّين. آمين.

ولد الشيخ الطاهر رحماني يوم 2 جوان 1932م بقرية إعشوبة، بلدية أزفون، ولاية تيزي وزو. أبوه الشيخ العلامة المصلح محند أولحاج، وأمّه رحمة آيت عيسى بنت الشيخ أرزقي أخ الشيخ الشريف(من قرية ثيمليلين، دائرة ثيڤزيرث). تتلمذ على يد الشيخ الطاهر عمارة ثم على يد الشيخ محمد السعيد أولبشير أمزياني رحمهما الله بالقرية، وتعلم عنهما مبادئ القراءة والكتابة، وحفظ ما تيسّر من أحزاب القرآن.

وفي سنة 1947م انتقل إلى زاوية سيدي منصور بعرش آث جناد، أين واصل حفظ القرآن على أيدي المشايخ: الشيخ الحسين، والشيخ محند الشريف، والشيخ محند السعيد، وكلهم من عائلة داوي المكلفة بتسيير الزاوية. وفي سنة 1949م انتقل إلى زاوية سيدي أحمد بن إدريس في يلولة أومالو(دائرة بوزڤن، ولاية تيزي وزو)، وهناك أكمل حفظ القرآن، ثم شرع في دراسة وحفظ الآجرومية وألفية بن مالك، ولامية المثال، في اللغة، وابن عاشر في الفقه المالكي، وجوهرة التوحيد، وابن بري في التجويد. وفي سنة 1951م انتقل إلى معمرة(زاوية) عبد الرحمن اليلولي ودرس هناك الفقه واللغة والحساب والتاريخ على يد الأستاذ محمد الصالح آيت الصديق، وعلى يد الشيخ الصادق الينيوي (من آث يني)، وهما عالمان تخرّجا من جامع الزينونة. وبموازاة ذلك أخذ علوما كثيرة عن أخيه العلامة الشيخ الطيب.

عندما أغلق الاستعمار معمرة (زاوية) عبد الرحن اليلولي سنة 1956م، انتقل الشيخ الطاهر رحماني إلى معمرة سيدي أحمد إدريس(سيذي وذريس)، وكلفه قادة الثورة بمهمة التدريس وإلقاء دروس الوعظ والإرشاد في مسجد قرية آث علي ومْحَاندْ، وليس في مقر الزاوية التي اتخذها المجاهدون مركزا لحفظ الأرزاق والمؤونة. وكان المجاهد عمر خوجة هو همزة وصلٍ بين الشيخ الطاهر وقيادة الثورة.

كان الشيخ الطاهر رحماني متعطّشا للعلم، فرغب في الزيادة منه مبديا رغبته في السفر إلى جامع الزيتونة، لكن مسؤولي الثورة في تلك الناحية كانوا في حاجة إلى خدماته، لذلك أجلّوا سفره. ولما جاء دوره للسفر إلى تونس سنة 1958م، ألغيت البعثة الطلابية التي كانت مقرّرة تحت إشراف قيادة الولاية الثالثة التاريخية.

وبعد الاستقلال عيّن معلما في آزفون، ثم رُقي إلى منصب مستشار تربوي ومكث به إلى أن أحيل إلى التقاعد سنة 1993م. واعتبارا لمكانته العلمية وثقافته الواسعة فقد عيّنته مديرية الشؤون الدينية لولاية تيزي وزو إماما أستاذا بمسجد آزفون إلى سنة 1997م، ثم انتقل إلى معمرة (زاوية) سيدي بوبكر بقرية الشرفة، بلدية ثيڤزيرث إماما ومدرّسا، وقضى هناك أربع سنوات، ثم اضطر لأسباب أمنية (تقع الزاوية في غابة ميزرانة) ولأسباب صحية، إلى العودة من جديد إلى مسجد آزفون، وظل يقدم فيه دروس الوعظ والإرشاد إلى أن تقدم في السن.

وبموازاة مع واجبه الوظيفي التربوي/التعليمي، فقد اشتهر الشيخ الطاهر رحماني بنشاطه الإصلاحي التطوّعي على مستوى منطقة آزفون، وبسعيه المشكور في حلّ مشاكل المواطنين في إطار الصلح، وفي محاربة الذهنية البالية التي تعطّل الحياة. ومن مآثره الانتساب إلى الجمعية الدينية المكلفة ببناء مسجد مدينة آزفون في موقع الكنسية، وكانت هذه الجمعية تحت إشراف الشيخ مُحند وَاعْمَرْ سادو( وهو من رجالات الإصلاح والوطنية). ومن مآثره أيضا الانخراط في لجنة قريته إعشوبة التي أنجزت مشاريع اجتماعية عديدة، عن طريق التطوع وتمويل المحسنين، يسّرت الحياة لأهلها، كبناء المدرسة، وتوسيع وتحديث مسجد القرية، وإلقاء دروس الوعظ والإرشاد فيه، وتزويد القرية بالماء الشروب، وبناء شبكة تصريف المياه المستعملة، ومحاربة الآفات الاجتماعية، كما كان يحثّ السكان على إرسال أبنائهم إلى معمرة(زاوية)سيدي منصور، خاصة بالنسبة للأطفال غير المتمدرسين، بدل توجيههم نحو الرعي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • قبائلي حر

    رحمه الله و أسكنه فسيح جناته مع الانبياء و الصديقين و الشهداء إن شاء الله. أحببت التردد على المسجد و الاستماع لدروسه، و كان لي شرف التعلم على يد ابنه اللذي يعمل كاستاذ علوم إسلامية في ثانوية أزفون.

  • دولة مدنية

    رحمه الله برحمته الواسعة وجعله في جنة الفردوس الأعلى