-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الصحابة يقتدون برسول الله

خير الدين هني
  • 242
  • 0
الصحابة يقتدون برسول الله

كان الصحابة -رضي الله عنهم- يحبون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكثر مما يحبون أنفسهم وأهليهم، وكانوا يتسابقون في التودّد إليه والتقرّب منه، وتقديم الخدامات له في الحرب والسلم، ولا يردون له كلمة أو طلبا، لأنهم كانوا يعلمون أن حبهم له قربى إلى الله -تعالى- وفوز يوم القيامة بالدرجات العليا في أعلى الجنان، كما كانوا يتسابقون في الاقتداء بخلقه وسيرته وسنته وجميع أفعاله وأقواله وحركاته وسكناته وتصرفاته، ولاسيما بعدما نوّه الحق -سبحانه- بأخلاق رسوله وأشاد بها ((وإنّك لعلى خلق عظيم)) (القلم: 4).

جعل الحقّ -سبحانه- أخلاق النبي في موضع آخر مقام القدوة والأسوة، فقال جل ثناؤه: ((لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)) (الأحزاب: 21). فهذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله -صلى الله عليه وسلم-في أقواله وأفعاله وأحواله، ولهذا أمر سبحانه المسلمين بالتأسي بأخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- في صبره ومصابرته ومرابطته ومجاهدته، وتوكله على الله في كل شيء كبير كان أو صغيرا بسيطا أو صعبا.

واقتداء الصحابة بسيرة النبي بعد وفاته، لم تتغير بل كانوا يحرصون على الاقتداء به في كل الأمور التي تحل بهم، فكانوا يرجعون إلى سنته ليبحثوا عن أفعاله وأقواله وتقريراته، ليستنبطوا منها الأحكام الشرعية والحلول الملائمة لمشكلاتهم الطارئة، فقد كانوا متمسكين بطاعته وأوامره ونواهيه قدر ما استطاعوا، ولفرط حبهم له -صلى الله عليه وسلم- كانوا يخشون من عدم لقائه يوم القيامة في الجنة، لأن مقامه رفيع في أعلى مقامات الجنان مع الأنبياء والمرسلين.

فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: جاء رجل إلى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: يا رسول الله، إنك لأحب إليّ من نفسي وأحب إليّ من أهلي وأحب إلي من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين، وإن دخلت الجنة خشيت أن لا أراك، فلم يردّ عليه النبي، حتى نزلت عليه ((وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا)) (النساء:69).

ولم يتوقف الصحابة -رضوان الله عليهم- عند حدود تصديق النبي -صلى الله عليه وسلم- فقط، بل كانوا يتبعون التصديق بسرعة الاستجابة والعمل بما أمرهم به، فلم يغيروا أحوالهم وأفعالهم ومواقفهم، ولم يبدلوا أو يستبدلوا عملا بعمل أو فعل بفعل، بل كانوا متمسكين بطاعته وأوامره ونواهيه، فهذا أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- يواصل قتال المرتدين عن الدين بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- ويقول قولته الشهيرة: “والله لأقاتلنّ الذين يفرقون بين الصلاة والزكاة”، لأن المرتدين امتنعوا عن دفع الزكاة للخليفة، وقالوا هذه إتاوة كنا ندفعها لمحمد، فلما توفي لا ندفعها لابن أبي قحافة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!