-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
سجل طويل لإسكات صوت الحقيقة

الصحفيون في مرمى نيران الكيان الصهيوني

الشروق
  • 1711
  • 0
الصحفيون في مرمى نيران الكيان الصهيوني
ح.م

لا تكف نيران الاحتلال الصهيوني عن حصد أرواح الصحفيين؛ حيث استشهد أزيد من 30 صحفيا، وللكيان الصهيوني سجل طويل من القتل الممنهج الذي يستهدف به الاحتلال الصحفيين ومقار عملهم، في إطار يُوصف بأنه “نمط فتاك مستمر منذ عقود”، بينما مرّت كل هذه الجرائم بلا محاسبة.

وفي غزة التي تتعرض لقصف مكثف على مدار الساعة منذ إطلاق المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الجاري، وثّقت وحدة الرصد والمتابعة بالمكتب الإعلامي في قطاع غزة، عشرات الاعتداءات بحق الصحفيين، ومن يمكنهم نقل جرائمه التي يرتكبها بالصوت والصورة، ما أسفر عن استشهاد عديد الصحفيين وذويهم.
ومن بين الصحفيين الذين استشهدوا جراء حرب الإبادة التي تقوم بها دولة الاحتلال وهم: حسام مبارك، وأحمد شهاب، وعلي نسمان، ومحمد أبو مطر، وإبراهيم لافي، ومحمد جرغون، ومحمد الصالحي، وأسعد شملخ، وسعيد الطويل، ومحمد صبح أبو رزق، وهشام النواجحة، والصحفية سلام ميمة التي استشهدت وزوجها وأطفالهما الثلاثة، وآخر فصول الجريمة الإبادة التي حلت بالمراسل وائل الدحدوح، حيث استشهد 13 من أفراد عائلته بنيهم زوجته وابنيه وحفيده.
وفي غزة أيضا، فإن من لا يُستهدف بالنيران، ينتظره الاعتقال؛ فقد أعلنت عائلة الصحفي نضال الوحيدي، الأحد الماضي، أن ابنها أسير لدى قوات الاحتلال، عقب اعتقاله برفقة آخرين، خلال تغطية الأحداث التي اندلعت أثناء اقتحام حاجز إيرز “بيت حانون” شمالي قطاع غزة. كما اعتقلت قوات الاحتلال في الضفة الغربية الصحفيين مصطفى الخواجا، وصبري جبر، وعبد الناصر اللحام، ومعاذ عمارنة.
وتعرض طاقم قناة “القاهرة الإخبارية”، للاعتداء خلال تغطية الأحداث في القدس، ووجهت قوات الاحتلال السلاح في وجه الطاقم وأجبروهم على إخلاء المكان.
وعملية استهداف الأطقم الصحفية لا تمس فلطسطين المحتلة وقطع غزى، بل حتى في لبنان، في تأكيد من الجانب الصهيوني انه يعمل على “قتل الحقيقة”، حيث استشهد الصحفي اللبناني عصام عبد الله -الذي يعمل في وكالة رويترز- وأصيب 6 صحفيين آخرين هم كارمن جوخدار وإيلي براخيا من شبكة الجزيرة وثائر السوداني وماهر نازح، من رويترز، وكريستينا عاصي وديلان كولنز، من وكالة الصحافة الفرنسية.
وقبل ذلك أعلنت شبكة “بي بي سي” البريطانية أن فريقها الصحفي في الكيان الصهيوني تعرض للاعتداء والاحتجاز تحت تهديد السلاح، بعد أن أوقفتهم الشرطة في مدينة تل أبيب. وقالت الشبكة -في بيان نشر على موقعها الرسمي-، “كان مهند توتنجي، وهيثم أبو دياب، وفريق بي بي سي عربي في طريقهم إلى أحد الفنادق، عندما اعتُرضت سيارتهم”.
وأضافت، “سُحبت السيارة -التي تحمل علامة تلفزيون بالخط الأحمر- وفُتِشوا ودُفعوا باتجاه الحائط”. وقال توتنجي وأبو دياب، إنهما عرّفا نفسيهما على أنهما صحفيان في “بي بي سي”، وأظهرا للشرطة بطاقات الهوية الصحفية. وأثناء محاولته تصوير الحادثة، قال توتنجي، إنه رُمي هاتفه على الأرض، وضُرب على رقبته.

سجل أسود للاحتلال
ويزخر سجل قوات الاحتلال الصهيوني باعتداءات ممنهجة على الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام، راح ضحيتها -قبل عملية طوفان الأقصى- ما يزيد عن 46 منهم، كما يكشف العدوان على غزة في 2021 -خلال معركة “سيف القدس”- استهداف عدد من مقار وسائل الإعلام بغارات جوية.
وحسب تقرير لمنظمة “مراسلون بلا حدود”، تعرّض أكثر من 144 صحفيا فلسطينيا وأجنبيا، لاعتداءات جيش الاحتلال خلال تغطيتهم الأحداث بفلسطين المحتلة، خلال السنوات ما بين 2018 و2022، بما في ذلك إطلاق النار عليهم، ورشقهم بقنابل الغاز والقنابل الصوتية، والضرب بالعصي، والسحل، مما خلَّف إصابات بليغة نتج عن أغلبها عاهات دائمة، كفقدان الأطراف والأعين، والتشوهات في الوجه.
وحسب نقابة الصحفيين الفلسطينيين، فقد أدت هذه الاعتداءات إلى استشهاد أكثر من 46 صحفيا منذ 2000 وحتى 2022، بينهم صحفي “صوت الأقصى” يوسف أبو حسين الذي استشهد 2021 جراء القصف الإسرائيلي لمدينة غزة، وصحفي وكالة أسوشيتد برس الإيطالي سيموني كاميلي، الذي قُتل برفقة مترجمه الفلسطيني علي شهة جراء انفجار صاروخ إسرائيلي في غزة 2014.
ووفق تقرير “لجنة حماية الصحفيين”، يشكل الفلسطينيون 90% من الصحفيين والإعلاميين الذين قاستشهدوا على يد الجيش الصهيوني، أما الـ10% فكانوا من الصحفيين الأجانب.

قصف واعتداءات
ولا يقتصر استهداف قوات الاحتلال الصهيوني لوسائل الإعلام على أشخاص العاملين بها؛ فقد أشار “منتدى الإعلاميين الفلسطينييين” إلى أن الاحتلال دمّر مقار عدة مؤسسات إعلامية في غزة، منها وكالة شهاب، ومكتب صحيفة الأيام، وشركة “إيفينت” للخدمات الإعلامية، ومكتب اليوم الإخباري، ووكالة معا وسوا، وإذاعة القرآن الكريم، وإذاعة بلدنا، ومؤسسة فضل شناعة، وغيرها من المؤسسات ممن لم يتم رصدها بسبب العدوان.
كما شهد العدوان على غزة في عام 2021 تدمير مقار عدد من وسائل الإعلام العربية والدولية. ووثقت نقابة الصحفيين الفلسطينيين تدمير أكثر من 33 مؤسسة إعلامية خلال 10 أيام من القصف الإسرائيلي، أبرزها: شبكة الجزيرة ووكالة أسوشيتد برس الأميركية.
وفي 15 ماي 2021 استهدفت 4 صواريخ إسرائيلية برج الجلاء، الذي يضم مقار عدد من وسائل الإعلام الدولية والمحلية في غزة. وقبل ذاك استهدفت الطائرات الحربية برج الشروق الواقع في الحي نفسه، الذي يضم مقار 15 من وسائل الإعلام؛ أبرزها: قناة روسيا اليوم والتلفزيون الألماني “زي دي إف” وتلفزيون دبي.
وأدان الاتحاد الدولي للصحفيين عمليات الاستهداف هذه، وقال أمينه العام أنتوني بيلانجي، إن “الاستهداف الممنهج للمؤسسات الإعلامية هو محاولة مخزية من الجيش الإسرائيلي لإسكات صوت الإعلام، الذي ينقل الأخبار عن العنف الذي يمارسه في غزة، وهو مخالف للقانون الدولي. ويجب وضع حد لاستهداف الصحفيين والاعتداءات المقصودة عليهم”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!