-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الصحفي حوّام… تضامن محمود!

الصحفي حوّام… تضامن محمود!

الوقفة التي نظّمها الصحفيون الأربعاء بدار الصّحافة عبد القادر سفير بالعاصمة تضامنا مع الزّميل بلقاسم حوام، بادرة محمودة في ظل تراجع التّضامن المهني بين الصّحفيين خاصة خلال السنوات الأخيرة، والأداء الباهت للتنظيمات النقابية التي لم تتمكّن من فرض وجودها في الساحة، كما تفعل النقابات في كل القطاعات الحيوية في البلاد.
وفي الواقع، فإن هذه التنظيمات لا تتحمل المسؤولية وحدها، إنما يتحمل الصحفيون المسؤولية الأكبر، لأنهم عاجزون عن التكتل في تنظيم نقابي يدافع عن قضاياهم ويتصدى للتّجاوزات المسجلة في حقهم، سواء من قبل السّلطات المحلية والمركزية أو من قبل مسؤولي المؤسسات التي يعملون فيها.
ومع ذلك؛ فإنّ صرخة الصّحفيين الذي حضروا بقوة تعدّ شهادة مهمّة في حق الزّميل بلقاسم حوام الذي طالما التزم بالمعايير المهنية في كتاباته الصحفية، وتخصّص في مجال قضايا المجتمع ودافع مطولا عن المحرومين والمقهورين، وكان واسطة خير في كثير من الحالات الاجتماعية التي يعرضها على صفحات الشّروق اليومي فتتحرك الجهات الوصية للتكفل بها.
لقد كتب الزميل بلقاسم حوام عن ظواهر الفقر والحرمان، ونقل صرخات المستضعفين عبر المقالات التي كان ينشرها في الشّروق، يتناول فيها الظواهر الاجتماعية بالتّحليل والنقاش ضمن فعاليات منتدى الشروق الذي كان يديره باقتدار، وساهم بذلك في تكوين عدد كبير من الصّحفيين الذين كانوا يختارون قسم المجتمع لما يتيحه للصحفي المبتدئ من فرص لكتابة قصص صحفية حول مختلف القضايا.
إنّ إيداع الزّميل بلقاسم حوام الحبس المؤقت بسبب مقال خبري، هو تجاوز واضح للإجراءات القانونية المنصوص عليها في الدّستور وقوانين الجمهورية، وفق ما أجمع عليه المتضامنون في بيانهم المذاع، وهو نفسه ما أكدته هيأة دفاع الزميل حوام، إذ كان يمكن متابعته قضائيا وفق ما تنص عليه القوانين وعندما تصدر العدالة حكمها لا يمكن لأحد التّعليق عليه، فما بالك رفضه أو إدانته.
لكن أن يتم الزّج بصحفي في السّجن على خلفية ممارسة المهنة، فهذا إجراء لا يخدم صورة الجزائر التي تخوض رهانات كبيرة على الساحة الدولية، فيما يجري التحضير لاستقبال ضيوفها، تحسّبًا لاجتماع القمة العربية.
أملنا أن يتمّ الإفراج عن الصّحفي بلقاسم حوام في أقرب وقت ليعود إلى عائلته ووظيفته، وأن تعود جريدة “الشروق” إلى قرائها الذين لم يتوقفوا عن الاتّصال تضامنا ودعما ومطالبة بعودتها إلى الطّبع، فقد ارتبطت هذه الجريدة بتاريخ الجزائر المعاصر وسايرت مختلف المراحل التي عاشتها البلاد منذ آخر عشرية في القرن الماضي، والحفاظ على هذا إرث الراحل علي فضيل هو مسؤولية الجزائريين جميعا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!