“الطابونة” والمفرقعات تسبب 150 ألف حادث سنويا بالجزائر

احتضنت قاعة الحفلات لبلدية تبسبست بالمقاطعة الإدارية تقرت، الجمعة، يوما إعلاميا وتحسيسيا حول الحوادث المنزلية وطرق الوقاية منها من تأطير نخبة من الإطارات من قطاعات مختلفة ومن تنظيم المديرية المنتدبة للتجارة بتقرت.
شمل هذا اليوم الإعلامي مداخلات هامة، كانت بدايتها مع الدكتور أيت أوبلي كمال ممثل وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الذي ركّز في مداخلته على خطورة الحوادث المنزلية وخاصة الحروق وسبل الوقاية منها مع ذكر إحصائيات مرعبة حول حوادث الحروق بسبب الإهمال أو سوء التقدير، حيث ذكر ممثل الوزارة أن الجزائر سجلت خلال 2016 أكثر من 150 ألف حادث منزلي، فيما سجل سنة 2017 أكثر من 159 ألف حادث منزلي من بينها 11 ألف حادث منزلي تم تسجيله بولايات الجنوب الشرقي للبلاد غالبيتها تتعلق بالحروق ويكون ضحاياها بنسبة كبيرة أطفال ومراهقون بسبب الألعاب النارية والمفرقعات، وكذلك بسبب “الطابونة” التي تحدث المآسي من خلال عادات غالبية المجتمع الجزائري تسخين الماء من أجل التدفئة أو الاستحمام وتكون في متناول الأطفال، حيث تم تسجيل أخطاء وتهور عائلات في حمل أوان حديدية أو بلاستيكية كبيرة ممتلئة عن آخرها الماء الساخن من المطبخ إلى الحمام، مشيرا إلى أن الوزارة وككل عام تحذر من خلال حملاتها التحسيسية من هذه الأخطار الجسيمة، مطالبا القطاعات الأخرى بالمساهمة في التوعية وخاصة الشركاء المهمين كالتربية والمساجد والشباب والرياضة والتجارة.
كما تلتها مداخلات أخرى كمداخلة الدكتور حاج ماتي رضا من وزارة الصحة الذي أبرز دور الوقاية والتطلعات المستقبلية في الجزائر، كما كانت لقطاع التجارة مداخلة من طرف السيّد سعداوي عبد الوهاب إطار بالمديرية المنتدبة للتجارة بتقرت الذي أبرز دور قطاع التجارة وأهم النصوص القانونية للحد من الحوادث المنزلية، أما عن وضعية الحوادث المنزلية بتقرت، فقد أوضح الدكتور بن عامر كمال من مصلحة الوقاية بتقرت أن المؤسسات الاستشفائية بتقرت بدورها استقبلت حالات حرجة للحوادث المنزلية بالمئات سنويا تأتي في مقدمتها إصابات بجروح ثم الحروق والكسور بالإضافة إلى التسممات الغدائية وخاصة العقربية، موضحا أن 65 بالمئة من الضحايا من فئة الذكور، كما كانت الفرصة للحماية المدنية لوحدة تقرت لتقديم بعض النصائح للحضور لتفادي الحوادث المنزلية وأخطار الغاز وكيفية الوقاية خاصة في فصل الشتاء الذي يكثر فيه استعماله.
هذا وفي ختام هذا اليوم الإعلامي والتحسيسي قدمت جملة من التوصيات مثلما صرح بها المدير المنتدب للتجارة بالمقاطعة الإدارية تقرت مصطفى بضياف إلى “الشروق”، حيث حملت هذه التوصيات ضرورة التنسيق بين المؤسسات التربوية والمصالح المعنية من خلال تخصيص حصص تحسيسية وتوعوية حول مخاطر الحوادث المنزلية والتسممات بالغاز، وإبعاد كل مسببات الحوادث عن الأطفال وتعليمهم كيفية الاتصال بالإسعافات الأولية عندما يكون وحيدا بالمنزل، ونشر ثقافة الإتقان والاحترافية لدى المصنعين ومقدمي الخدمات والتصريح التلقائي من طرف المتعامل بالخلل أو العطب قصد سحب هذه المنتجات من السوق والتشجيع على فتح مخابر الجودة من طرف الخواص معتمدة لفحص وإجراء التجارب والاختبارات على المنتجات الصناعية الكهرومنزلية، وضرورة مساهمة شركة سونلغاز على تسهيل اقتناء جهاز كشف الغاز في كل بيت بالإضافة إلى ضرورة الإسراع في تنفيذ الوعود الخاصة بإنشاء مصلحة متخصصة بالحروق على مستوى الولاية المنتدبة تقرت، والتنسيق بين وزارة التجارة والقطاعات الأخرى حسب اختصاصها للعمل على وضع خطط كفيلة للحد من الحوادث المنزلية.