-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

العدل أساس الملك

سلطان بركاني
  • 2907
  • 22
العدل أساس الملك

من مفارقات هذا الزّمان، أنّ حكّام الأمّة الإسلاميّة أصبحوا يخوّفون شعوبهم بالفتن والقلاقل، كلّما عبّرت عن توْقها للعدل والحرية، وطالبت بحقوقها التي أقرّتها الشّرائع السّماوية والقوانين الأرضية، أو أرادت أن تكون لها كلمة مسموعة في القضايا المصيريّة التي يكون لها الأثر البالغ في حاضر الأمّة ومستقبلها، على النّقيض تماما ممّا كان عليه الأمر في زمان العزّة، يوم كان قادة الأمّة يتواصون بالعدل، ويَأمنون به على أنفسهم وينشرون الأمن بين رعيتهم ويكسبون ودّها وولاءها.

لقد سادت هذه الأمّة أمم الأرض حينما انتشر العدل بين المسلمين، وكان بإمكان الفقير أن يعترض على الأمير ويحاسبه، ويقف معه الندّ للندّ أمام القضاء، ويحكم بينهما القاضي كما يحكم بين سائر النّاس، فإذا كان الحقّ للفقير أخذه كاملا من دون أن يحتاج إلى محامٍ أو واسطة ومن دون أن يخشى تسلّط الأمير أو انتقامه. عرف الرّاعي أنّه خادم لرعيته مسؤول عن كلّ فرد من أفرادها، يخشى أن تنفَقَ سخلة لأحدهم فيسأله الله عنها، يشارك النّاس أفراحهم وأتراحهم، ويغشى مجالسهم ويسأل عن أحوالهم ويتلمّس حاجاتهم، لا يحتاج إلى حرّاس أو حجّاب ولا يغلق دون رعيته الأبواب.

لقد سجّل التّاريخ أنّ رسول كسرى حينما جاء إلى المدينة النبويّة في خلافة الفاروق عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، وسأل عن خليفة المسلمين، دُلّ على رجل متوسّد ثوبا مرقّعا في ظلّ نخلة من نخل المدينة، من دون حرس ولا حجّاب، فلمّا رآه قال قولته المشهورة: “عدَلت فأمنت فنمت يا عمر“.

وقد روى التّاريخ أيضا أنّ أحد الولاة كتب إلى الخليفة الرّاشد عمر بن عبد العزيزعليه رحمة اللهيطلب إليه أن يُقطعه مالا ليرمّم مدينته ويبني حولها سورا يحصّنها. فكتب إليه عمر بن عبد العزيز يقول: “إذا أردت أن تحصّن مدينتك فحصّنها بالعدل، ورمّمها بتنقية طرقها من الظّلم“.

بل وأعظم من هذا وذاك، سجّل التاريخ بأحرف من ذهب أنّ سيّد البشريّة جميعا محمّداصلّى الله عليه وآله وسلّمقال: (إنّما أهلك الذين قبلكم أنّهم كانوا إذا سرق فيهم الشّريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضّعيف أقاموا عليه الحدّ)، ثمّ أعلنها مدوية لتسمعها البشرية جميعا فقال: (وأيْم الله، لو أنّ فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها).. الصدّيقة فاطمة رضي الله عنها، التي عاشت كما تعيش نساء المسلمين، بل قد كانت من أفقر أهل زمانها، لا تكاد تجد قوت يومها، وهي ابنة من دانت له جزيرة العرب، نبيّ الهدى عليه الصّلاة والسّلام.

وفي زماننا هذا، وقع الفصام بين الحكّام والمحكومين، وصارت الرعية تتجرّع ظلم الرّعاة، والرّعاة يخشون نقمة الرعية، فيحتجبون عنها بحرس وحجّاب ومحميات وأبواب، لأنّهم علَوا في الأرض وتخلّوا عن العدل، ونشروا الإقطاعيّة والطبقيّة، وجعلوا الشّعوب شيعا وطوائف، يستضعفون طائفة ويكْرمون أخرى؛ طائفة لها الأموال والامتيازات، وأخرى لها الفقر والأزمات، طائفة لا تُسأل عمّا تفعل وأخرى لا يُسأل عنها.. لا يطمع الفقير في أن يأخذ حقّه من مسؤول صغير فضلا عن أن يحلم بمحاسبة مسؤول كبير.. إذا سرق الفقير عاقبوه وعنّفوه، وإذا سرق الغنيّ وصاحب المنصب والجاه والحظوة تركوه وربّما أكرموه؛ فازداد الأغنياء غنى، وازداد الفقراء فقرا، وأصبحت أموال الأمّة وثرواتها وخيراتها حكرا على فئة قليلة من أصحاب المناصب والمقرّبين.

 

أكثر من 80  % من احتياطي النّفط العالمي في أرض المسلمين، الأراضي الزّراعية القابلة للإصلاح في الوطن العربيّ تتجاوز مساحتها 1400 مليون هكتار. الأموال العربية المكدّسة في البنوك قاربت 3 تريليون دولار أي ما يفوق 29 مليون مليار سنتيم. كلّ هذا وفقراء العالم أكثرهم من المسلمين، كلّ هذا وشباب المسلمين يفكّرون في الانتحار وركوب البحار وتجشّم الأخطار بحثا عن لقمة العيش بعيدا عن الأوطان والديار!. 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
22
  • عبد الله

    **أفجر حاكم في زمن الامويين او العباسيين خير من اتقى حاكم من حكام العرب اليوم !!!** هذه عدالة الأرض و ليست عدالة السماء ..دعك من هذا التقديس الفاضح ..التقي تقي إن وجد لا يحكمه زمان و لا مكان .. هكذا ذهبت العداله بهذا التقديس و عدم تقبل النقد و استخلاص العبر من أخطاء و كوارث الماضي التي لا يراد حتى دراستها و لو كان لأخذ الدروس ..كل الامم تعلمت من تاريخها الا هذه الامه ..و لن تستقيم حتى ترجع الى تحرير العقول من تقديس التاريخ و الاشخاص الى تقديس الله الواحد الاحد

  • Marjolaine

    شكرا جزيلا علمت من شيخي أن القرآن نزّل دفعة واحدة الى اللوح المحفوظ لكن لما قلت أنزله بالصيغة العربية جعلتني أتوه في متاهات لا نهاية لها أحاول دوما التهرب منها لأنها تخيفني ( حول الخلق ونهاية الآخرة....الخ)

  • Bahi

    بارك الله فيك يا زميل الدراسة ايام متقن عبد الحفيظ السوفي
    ارجو التواصل

  • نورالدين الجزائري

    بالنسبة للحديد الآية تقول:أنزلنا هو موجود في باطن الأرض و قد أخطأ مَن قال جاء من السماء نعم قذت من السماء حموض أمينية و لكن كتلة الأرض في تكوينها كان ح موجود و هو العنصر الأكثر وجودا. أنزلنا: كل ما هو في الغلاف الأرضي و عليها و في باطنها.المطر اللباس الميزان و القرآن أنزل إلينا عربيا حتى يُفهم و قبل حدث تنزيل من اللوح المحفوظ .التنزيل لا ِقبَل لنا فيه إطلاقا و لا ندري كيف كان مسجل في اللوح، فعندما حدث تنزيل وصل إلينا إنزال بالصيغة العربية و صيغة قابلة للإدراك. و مواد الكون كلها مؤصلةفيه: إنزال .

  • Marjolaine

    وعليكم السلام والرحمة : شكرا جزيلا لك وضح الله لك كل لبس ونور بصيرتك بنور الله ، كنت أظن أن الإنزال يكون من السماء مثل الحديد " وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد " وأيضا الماء " وأنزلنا من السماء ماء" ربما لأنها تنزل من الغلاف الداخلي للأرض.
    لكن الآن قربت لي الفكرة أكثر بكلمات قليلة وصلت التفسير شكرا لك.

  • عبد الله

    ثم أن الخلافة هي تجسيد سلطان الله في أرضه و الإئتمار بأمره و الإنتهاء بنهيه في كل الأمور,يقوم عليها خليفة يجمع عليه أهل الحل و العقد و هم جمهور العلماء الربانيين العدول في الأمة.ماذا يضيرك في كل هذا؟,و هل غاب عنك أن حكام اليوم يحكمون الناس بمنطق(ما أريكم إلا ما أرى و ما أهديكم إلا سبيل الرشاد),هلك فرعون و ظهر اليوم فراعنة جدد في زمن الحريات و الديمقراطيات و حرية التعبير التي تذوق معها الشعوب ذلا و قهرا لم يعرفه المسلمون خلال ألف و أربعمئة سنة من "الاستبداد".

  • عبد الله

    رد على تعليق -أمانة-10:صاحب المقال استشهد بسيما العدل في حياة الرسول و التي ترك عليها اصحابه و اخذوا بها من بعده,ثم عرج على زمن عمر ابن عبد العزيز,ففيما ذكر خير أسوة يحتدى بها و يقتفى لها أثر فيما يتعلق بالعدل في نظام الحكم.لا أحد ينكر أنه تمة مظالم وقعت لخلال حكم التابعين,فنحن نعلم مسبقا أن أي زمان ليس كسابقه,قال رسول الله:خير القرون قرني ثم الذي بعده ثم الذي بعده لم يدري الراوي أزاد على ذلك أم لا.و إني أذكرك أن أفجر حاكم من الأمويين أو العباسيين خير من أتقى حاكم من حكام العرب اليوم . يتبع ...

  • نورالدين الجزائري

    الملائكة الكفار طلبوا من رسول الهدى أن { و قالوا لو لا أنزل عليه ملك} قال { و لو أنزلنا ملك لقضي الأمر } ! يريدون أن يرون الملك ! طلبوا شيء مادي مشخص لا مجرد.فدائما في القرآن كلمة : أنزل تحويل إلى الصيرورة.بمعنى لم يكن خارج الأرض بل هو موجود فيها مثل آلة الميزان و صناعتها و اللباس الذي كان يوضع على الجسم بدون مخيط و بسبب ظروف الطبيعة و تقليد الغزل عند الطيور تعلم الإنسان. الميزان ذكر في قصة شعيب مفصل ليبين لنا بداية الإنسان في معاملته بالميزان و نشوء الأسواق و البيوع و ألا تطغوا فيه السلام عليكم

  • نورالدين الجزائري

    لابد أن نفرق بين الإنزال و التنزيل فيهما شيء يسمى : نقلة مادية و نقلة إدراكية . جاءنا الهدى عن طريق جبريل الذي له وجود موضوعي خارج الوعي الإنساني ن نقل الرسالة من اللوح المحفوظ إلى رسول الله علية الصلاة هذا النقل هو تنزيل . القرآن حصل فيه إنزال بالصيغة العربية ليفهم { نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا } نزلنا من اللوح ، تنزيلا : في رمضان . { يابني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا } و لم يقل نزلنا مثل آية : الميزان فاللباس و الميزان موجودان في الأرض و تطور الإنسان بلإستعمالهما و التحكم فيهما ، مثلا في شأن

  • Marjolaine

    إسمح لي أن أضيف على تعليقك: أن الميزان هو أحد آيات الله العظيمة على هذه الأرض دلالة على أهمية العدل الذي يقدمه ، يقول الله عز وجل : " الله الذي أنزل الكتاب بالحق وأنزل الميزان " وقوله أيضا في سورة الحديد: " لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط " فلابد أن للميزان آية عظيمة ليقرنه الله بالرسل والرسالات. لكني في الحقيقة كلما قرأت هذه الآيات أتساءل عن كلمة " أنزل " لماذا استعملها الله عن الميزان؟ أتمنى لو أجد عندكم إجابة

  • Marjolaine

    " إن الله يامر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم به لعلكم تذكرون "فالعدل ميزان الله في الأرض الذي يؤخذ به للضعيف من القوي أما الإحسان فهو أعلى مرتبة من العدل لأن العدل "هو أن توافق سريرتك علانيتك" لكن الإحسان "هو أن تكون سريرتك أصفى من علانيتك" وعن رسول اللهﷺقال: "لعمل الإمام العادل في رعيته يوما واحدا أفضل من عمل العابد في أهله مئة عام أو خمسين عام"
    وقال: "ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل والصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم ترفع فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء

  • Marjolaine

    أولا: أشكركم جزيل الشكر على الشرح الوافي من قلم سخي.
    الآية التي استدليت بها تحدثت أولا عن الأمانة لأن حفظ الأمانة هو أساس العدل " إن الله يامركم أن تأدوا الأمانات الى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحمكوا بالعدل " هذه الآية نزلت في عثمان بن طلحة الذي كان بيده مفتاح الكعبة فأخذه منه علي بن أبي طالب رضي الله عنه قسرا في فتح مكة فنزلت هذه الآية - رغم كفره - فأعاده له رسول اللهﷺ فكان هذا العدل سببا في إسلامه.
    وهناك آية أخرى تسمعونها معشر الرجال مرة على الأقل كل أسبوع: " إن الله يامر بالعدل والإحسان

  • أمانة

    ألف وأربعمئة سنة من الخلافة(الإسلامية) كلها استبداد وحكم فردي وتسلط على رقاب النا س في حماية ورعايةكهنة الدين يجعلها الكاتب خلافة عادلة حتى وصل البعض منهم الى اعتبار نفسه خليفة الله على أرضه
    الكاتب يستدل علينا بحكم الخليفتين الراشدين عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز اللذان لا يتجاوز مدة حكمهما 15 سنة ويتناسى كيف تحولت الخلافة على منهج الراشدين الى ملك عضوض في
    الذي يريد قراءة التاريخ عليه أن يتجاوز القراءة الرسمية تاريخ الملوك والسلاطين ويقرأ عن التاريخ الاجتماعي والاقتصادي ليقف على حقيقة ا

  • عبد الله

    الفصام وقع منذ أن ضاعت الخلافه الراشده و ليس في زمننا ....إلا إذا استثنينا بعض الفترات حسب طبيعة الحاكم ... زمن الخلفاء الخمسه كانت المؤسسه هي التي تحكم متمثله في الحاكم و المستشارين من أهل العقد و الرأي و كان آخر مسلم في الجيش إذا اعطى الأمان لأي كان من العدو يلزم هذا الأمان الجيش كله بما في ذلك قائد الجيش و أمير المؤمنين ...أتعرف كيف حصل هذا ..لأن ذلك المسلم اصبح يقدر مسؤوليه رعايته و الحفاظ على الدوله و لا يجازف بأمنها و مراقبه سلوك محكوميه و سير العداله ..صلاح الحاكم من صلا ح المحكوم

  • نورالدين الجزائري

    نفسك . و معنى تلوا : إذا طُرحت عليك بعض الأسئلة يجوز لك ألا تجيب هليها ، الله الله يا عدل الله !
    هذا ما قاله لنا ربّ العالمين ، حاولت أن أجد له تطبيقا في واقعنا توقف حبر قلمي و أبى الكتابة حتى لا يزيد البلاء بلاءا
    العدل و القسطاس من أسمى ما أنعم بهما المخلوق يغوص في قلوبنا حبا و في أرضنا غوصا جذورا تعلو غصونه في السماء مثل الشجرة الطيبة يزداد نورها بإزدياد تعلقنا به لا يجلبه الماس النفيس و لا يمسكه المال الوفير و لا يهز كيانه الجاه العريض ..
    و كم هو جميل أن يعيش المرء مظلوما و لا ظالما .

  • نورالدين الجزائري

    أقسطت و بعدها ذكر المولى تعالى {.. لا نكلف نفسا إلا وسعها ..} فلا نستطيع أن نعدل بالتمام و الكمال مستحيل في حبات قليلات فنلجأ إلى الدقة في الوزن مخافة أخذ حقه طبعا .
    الله تعالى يقول {.. كونوا قوامين بالقسط شهداء لله و لو على أنفسكم أو الوالدين أو الأقربين ..} 135 النساء . مَن الذي يستطيع أن يشهد بالعدل أمام العدالة في مَن هم أقرب إليه ؟! الأمر صعب جدا ، لهذا الشارع الحكيم قال { بالقسط } و { و إن تلوا أو تعرضوا } جاز لك ألا تشهد و لك الخيار حتى لا تجور بشهادتك ! أحذر و إنتبه ! الحق و العدل فوق

  • نورالدين الجزائري

    لا نكلف نفسا إلا وسعها و إذا قلتم فاعدلوا و لو كان ذا قربى .. } 152 النساء . إنها آية في قمة الحضارة الراقية ! c´est leTOP فيها مواصفات مادية عالمية جدا : وحدة الحجم و الوزن و كل الصناعات الدنياوية قائمة عليهما ، و هنا أتى القسط مع العدل في آية 1 يعني أن القسط له معنى مغايّر و دقيق جدا و هو : أن أقدم مصلحة الأخر على مصلحتي مثال : أبيعك كيلو قمح ممكن حبات لا تزيد و لا تنقص من ميزان 1000 غرام أنا أزيدها في الميزان و لا أنقصها هذا هو القسط أزيد شيء لحقك و أنقصه من حقي لأنه ليس ميزان الذهب فأكون قد

  • نورالدين الجزائري

    تطبيقه أو تغيّبه . دولة مثل ألمانيا أخذت جميع أحكام آيات العدل و التداين : الدائن و المدين من القرآن و هي مدسترة في قضائهم ! بل مادة دستورية معصومة لا يجوز لأي مَن كان السطو عليها أو خدشها ، مقدسة لدرجة فهموا جزئيات الآية في منعهم شهادة الأب على إبنه أو الزوجة على بنتها و الأخ على أخيه ... لماذا ؟ لأن الإنسان قد يميل بعاطفته إلى الأقربين فقد يشهد شهادة فيها من الجور فتحدث مظالم في حق الأخرين و هذا لا ينبغي أن يحدث . هذا القانون أخذوه من الآية { .. و أوفوا الكيل و الميزان بالقسط لا نكلف نفسا إلا

  • نورالدين الجزائري

    المسؤولة يعني هذا أن مفهوم العدل هو أساس أمان الناس في كرة تتدحرج بينهم و بدونه لا تتدحرج ، هو كذلك بدونه لا تتحرك الحياة في نواميسها ، لأنه أمان الناس في أملاكهم و حقهم ينامون قريرين العين ، و حتى لا يكون نزاع شقاق ثم إنحراف عن الطريق السوي و الوصول إلى العنف بكل أطيافه و هذا الذي نعيشه: حوت يأكل حوت و قليل الجهد أيموت !
    مكانة العدل مثل الهواء الذي تتنفسه النفس دائرة في كل قضية حياتية و دؤب في كل حركة تكليف بين الحاكم و الرعية و بين الرعية أنفسهم ، و هو أول إصلاح للأمة و أول سبب في دمارها بين

  • نورالدين الجزائري

    العدالة لم تبقى لها قيمة في مجتمعنا إلا في أتفه الأمور مما أدت إلى مظلمة قتلت أنفس و أتعبت ضمائر و شردت أناس من حقهم و يتمت أولاد و أدخلت العقلاء مستشفى جوان فيل ! أصبحنا نهتم بالعدل بدقة متناهية جدا في اللهو لا في الجد، فهذه كرة القدم إذا أخطأ الحاكم في إحتساب هدف أو مخالفة، نقعد الدنيا و نقيمها و نلويها و نثور على الحاكم لأنه لم يكن عادلا ! و هنا أتساءل لماذا طبقنا ميزان العدل في اللعب و أهملناه بدوسنا عليه في حقوق العباد ؟! فإذا كانت مقابلة كرة سالت عليها الدماء و ضُرب و نزلت العقوبة من الجهة

  • نورالدين الجزائري

    و ليأخذ العدل مجراه و لو سقطت السماء !
    يأيها العدل لم يبقى لك إلا هاجس بيننا ، و آية تتلى و لا حُكم يُقضى. هذا ذكرني بقول الحق سبحانه { و إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ..} 58 النساء . و العدل هو الإنصاف و عدم الميل لجهة ، و سمي القاضي العادل منصف، و من أجل الإنصاف جُعل الميزان حيث تختلف دقته حسب الشيء الموزون و قيمته من ميزان الذهب إلى ميزان القمح و الشعير. الآية أخذتها الكثير من الدول الغربية مادة دستورية و ليس قانونا ، و المادة تعني أنها قيمة أساسية في جهاز القضاء للدولة لا تُمس بتاتا!

  • ali

    بارك الله فيك يا اخي صدقت مقال في المستوى