العطلة والأطفال يفسدان جولة المثقفين في معرض الكتاب

يشهد معرض الكتاب هذه الأيام إنزالا بشريا، حيث غصّت مختلف أجنحته بأعداد كبيرة وهائلة من المثقفين والشغوفين المتعطشين للإطلاع على جديد دور النشر واقتناء ما يحتاجونه من الكتب، بالإضافة لعديد العائلات، والتي انتهزت فرصة العطلة المدرسية حتى ترافق أبنائها لهذا الحدث الهام، وهو ما خلق حالة من الفوضى وموجة استياء كبيرة لدى زوار المعرض وحتى مستعملي الترامواي.

 يحكي لنا أحد الطلبة في السنة الثانية طب، التقيناه في المعرض وهو يستشيط غضبا من عدم مراعاة الأولياء لأهمية الحدث وجلبهم لأطفال في السنوات الأولى من التمدرس، بل وهناك من يحضرون وبرفقتهم رضعا ليتجولوا في مختلف الأجنحة، فيتفحصون ويطلعون على مختلف العناوين حتى التي تحتوي على كتب جامعية وسياسية وفكرية يقصدونها، وهو ما يؤثر على تركيز المواطنين المتواجدين في نفس الجناح ولا يسمح لهم بتفحص وتمحص الكتب جيدا بسبب حركة الأطفال.

وتشاطره الرأي محامية لدى مجلس قضاء العاصمة، وقفت مطولا بجناح إحدى دور النشر المصرية حتى تطلع على أحدث إصداراتها، غير أن الازدحام الكبير داخل الجناح دفعها للمغادرة والبحث عن وجهة أخرى، حيث أكدت محدثتنا أن المطالعة وقراءة الكتب هو سلوك يجب حث الأطفال عليه، ولكن بطريقة حضارية فقد حوله الأطفال وأوليائهم لمدينة ملاهي بفعل غياب مراقبة أولياءهم وترك الحرية لهم في التجوال ولمس الكتب وفحصها، مناشدة السلطات اعتماد خيم خاصة بكتب الأطفال تكون خارج المعرض في الطبعات المقبلة بغية تقليل الازدحام والحركة داخل الأجنحة وإبقاء الأطفال على صلة وإطلاع بالكتب التي تعنيهم وتتناسب مع سنهم.

وانتقلت موجة الاستياء لمستعملي الترامواي، والذي تعرف عرباته هذه الأيام اكتظاظا رهيبا من قبل الراغبين في زيارة معرض الكتاب، حيث لا يصعب على الراكب إيجاد مساحة ليقف فيها، خصوصا وأن غالبية المواطنين يفضلون استخدامه بدلا من السيارات لتفادي الازدحام الرهيب، ويرى محبو الكتاب أنه بات من الضروري تمديد أيامه حتى يتسنى للجميع زيارته.