العطل الصيفية لمستخدمي الصحة تهدد بإفراغ المستشفيات!

بعد عامين من المنع بسبب وباء كورونا، سمحت وزارة الصحة رسميا بعودة العطل لمستخدمي الصحة العمومية في المستشفيات والعيادات الجوارية، وهو ما تسبب في تهافت أصحاب المآزر البيضاء على طلب العطلة خلال الفترة الممتدة ما بين منتصف جويلية ونهاية أوت 2022، ما يهدد حسب مختلف نقابات الصحة بإفراغ المصالح الطبية ونقص التكفل باحتياجات المرضى، في حين أصدرت العديد من مديريات الصحة تعليمة تأمر من خلالها بضرورة ضمان الحد الأدنى من الخدمات والتناوب على العطل الصيفية بين المستخدمين بما يضمن سير المصالح الطبية بالشكل المعتاد.

وفي هذا الإطار، أكد رئيس النقابة الوطنية لشبه الطبيين غاشي لوناس أن العطلة هي حق أساسي من حقوق جميع عمال الصحة، والذين حرموا منها لمدة سنتين بسبب الظروف الصحية الاستثنائية التي كانت تعيشها الجزائر والعالم بانتشار فيروس كوفيد 19، “حيث التزم العمال بهذا القرار وقاموا بواجبهم في مكافحة الوباء والتكفل بالمرضى على أكمل وجه وقدموا في ذلك مئات الشهداء، واليوم مع تحسن الوضعية الوبائية من حق أصحاب المآزر البيضاء أن يرتاحوا ويستفيدوا من عطلتهم السنوية بالاتفاق فيما بينهم لتفادي التأثير على سير مختلف المصالح الطبية”.

وانتقد محدثنا بشدة إقدام وزارة الصحة على برمجة الدورة التكوينية لشبه الطبيين في الفترة الصيفية، وهذا ما سيحرم حسبه 55 ألف موظف من العطلة، مطالبا الإدارة بضرورة تأجيل التكوين إلى ما بعد شهر سبتمبر، لتمكين العمال من الاستفادة من العطلة الصيفية وبعدها مباشرة التكوين الذي يعد شرطا أساسية لترقية لموظفين.

من جهته، طالب رئيس النقابة المستقلة لمستخدمي الصحة العمومية إلياس مرابط من مديري المستشفيات والعيادات الجوارية بضرورة التعامل بسلاسة ومرونة مع طلبات العطل للمستخدمين وتفادي المنع والبيروقراطية، “خاصة بعد الإجهاد الذي تعرض له عمال الصحة بعد عامين من الكفاح المتواصل ضد الوباء”، ونصح مرابط عمال الصحة بضرورة التحلي بالمسؤولية وتنظيم عطلهم بالتشاور فيما بينهم والتناوب بما يضمن السير الحسن للخدمات الصحية والتكفل الجيد بالمرضى، مؤكدا أن الإدارة هي التي تملك في الأخير كلمة الفصل بالترخيص بالعطلة “لأن الأمر يتعلق بمؤسسات صحية تقدم خدمات تتعلق بحياة الناس وتواجد الأطقم الطبية ضروري على مدار الساعة”.

وتأسف محدثنا لغياب الحوار بين مستخدمي الصحة والوزارة الوصية وهذا ما يهدد حسبه بالوصول إلى طريق مسدودة في العديد من المجالات بما فيها العطلة، أين رفض بعض المديرين طلب العمال بالاستفادة من العطلة بحجة ضمان السير الحسن للخدمات الصحية في حين كان بالإمكان تنظيم الأمر والتناوب بين الموظفين من دون التأثير على العمل.