-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

العنف إلى الأبد في بطولتنا

ياسين معلومي
  • 2608
  • 1
العنف  إلى الأبد في بطولتنا

شاهدت كغيري من الجزائريين الكلاسيكو الإسباني، بين الريال والبارصا، وكيف انهزم رفقاء رونالدو في عقر دارهم أمام برشلونة، في مباراة تابعها ملايير المتفرجين عبر العالم، والآلاف في ملعب البرنابيو، تمتعوا بتلك الفرجة التي صنعها اللاعبون فوق المستطيل الأخضر. ورغم الصراع الذي ساد بين اللاعبين فوق الميدان، وفي المدرجات بين الأنصار، إلا أن المواجهة لم تخرج عن نطاقها الرياضي. وافترق اللاعبون على أمل اللقاء قريبا في مباراة ثأرية قد تجلب نفس الأجواء التي تسود في كل مواجهة بين الفريقين. صورة مباراة البارصا والريال تتكرر أسبوعيا في مختلف الملاعب العالمية إلا في البطولة الجزائرية، حيث اندهش كل محبي الكرة بعودة العنف إلى ملاعبنا بشكل ملفت للانتباه، فلا تمر جولة من بطولتنا “المنحرفة” إلا وتسيل دماء اللاعبين ودماء الأنصار أمام صمت رهيب لمسوؤلينا الذين أصبح لا يهمهم الطريقة التي نقضي بواسطتها على هذه الظاهرة التي انتشرت بشكل مذهل في السنوات الأخيرة.

وإذا كان وزير الشباب والرياضة، محمد تهمي، قد حمل مسؤولي الأندية التي تلعب من أجل المراتب الأولى أو من أجل تفادي السقوط في مختلف الأقسام مسؤولياتهم في أعمال العنف التي تشهدها مختلف ملاعبنا أسبوعيا، إلا أن لجان العقوبات في مختلف الرابطات تتعامل بنوع من السهولة: “الوجوه” والمحسوبية مع الأندية، وعدم ضربها بيد من حديد، فلا يعقل أن تحدث تجاوزات خطيرة بملعب حجوط، وتسلط عقوبة خفيفة على المتسببين في الفوضى، تجر الأنصار في مختلف الملاعب الأخرى إلى الاقتداء بما حدث في حجوط وغيرها من الملاعب كعين الفكرون، وهران، قسنطينة… وفي مختلف ملاعب البطولات الجهوية والولائية، بعدما عجز أصحاب القرار عن القضاء على هذه الظاهرة، مما يثبت أن المسؤولين على الرياضة لم يجدوا الوسيلة التي يقضون بها على هذا الداء الخطير الذي أصاب كرتنا.

أتذكر أني حضرت منذ سنوات ليست بالبعيدة بالجزائر ملتقى حول مكافحة العنف في الملاعب، حضره خبراء إنجليز عرضوا التجربة الإنجليزية التي قضت على الهوليغانز، وكيفية التعامل مع الأنصار قبل وأثناء وبعد المباريات الكروية، خاصة وأن بريطانيا كانت تعيش الجحيم أسبوعيا، وكيف كان الشباب الإنجليزي يتنقل إلى الملاعب من أجل أحداث الفوضى، والطريقة المعتمدة والتي قضت نهائيا على العنف وأصبحت الملاعب البريطانية مثل المسرح، وسيلة للترفيه عن النفس، يقصدها عشاق هذه الرياضة بعد أسبوع من العمل الشاق. ألا تستطيع الدولة الجزائرية ومسؤولوها القضاء نهائيا على العنف في ملاعبنا بعدما أصبحنا بلدا يقتدى به دوليا في القضاء على أصعب المشاكل والآفات الخطيرة.

أسعدني كلام وزير الشباب والرياضة، محمد تهمي، في إحدى خرجاته الميدانية حين قال إن هناك “خطة عمل جديدة للحد من ظاهرة العنف في الملاعب والتي حمّل مسؤوليتها لكل رؤساء النوادي وبمختلف الأقسام”، لكن حزني أكبر حين أعرف أن كلام معالي الوزير ما هو إلا حبر على ورق، وأننا لن نقضي على العنف مادام هناك رؤساء يحثون عليه وعلى الرشوة عبر شاشات التلفزيون، وفي مختلف وسائل الإعلام، دون أن تتحرك هيئتكم لاتخاذ الإجراءات اللازمة، فما الجدوى من التأهل للمونديال، وأرواح تسقط في ملاعبنا، حتى إني أصبحت متيقنا أن العنف في بطولتنا سيبقى إلى الأبد…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • بوتفبيقة

    موضوع عادي كي لا أقول موضوع جايح ومستواه مستوى تلميذ في المتوسطة...العمود كبيييييييييير عليك خونا شوف حرفة أخرى