-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

العنف الاستيطاني عنوان مرحلة الصراع القادمة

بقلم الأسير: قتيبه مسلم نابلس
  • 249
  • 0
العنف الاستيطاني عنوان مرحلة الصراع القادمة

من البديهي ملاحظة حجم الانزياح في الشارع الإسرائيلي انتخابياً باتجاه اليمين الديني والقومي المتطرف الفاشي وهيمنة سياسة المستوطنين الفاشية على رؤية الحكومة الإسرائيلية الاستعمارية القادمة سياسياً وميدانياً. هذا الانزياح ليس وليد اللحظة وإنما يمثل خلاصة تراكمية منذ هيمنة حزب الليكود على السلطة عام 1977 وتراجع الحزب المؤسس للكيان الصهيوني عن سدة الحكم ممثّلا في حزب العمل ومروراً بلحظة القتل التي تناقض كل إرثهم النظري دينياً وسياسياً لرئيس كيان الاستعمار رابين في 4 نوفمبر 1995.

لقد كشفت عملية الاغتيال هذه طبيعة هذه الدولة الاستعمارية وجوهر رسالتها الاستيطاني التفريغي ورفضها لأي منطق قانوني ودولي وإنساني وحرصها على التواصل الفعلي للمشروع الصهيوني الذي لم يتوقف بإنشاء هذه “الدولة” عام 1948 عبر سياسة المجازر والقتل الجماعي والتطهير العرقي لأبناء شعبنا الفلسطيني.

إنَّ المرحلة السياسية القادمة ستشهد هجوماً استيطانياً مكثفاً على كافة الأراضي الفلسطينية التاريخية وشرْعَنة لكافة بؤر الاستيطان الزراعي والرعوي وهيمنة تهويدية استيطانية على كافة الأراضي الفلسطينية ذات الأهمية لضمان شطب خيار الدولتين وأي رؤية سياسية أخرى وفرض الأمر الواقع الاستعماري على شعبنا وأرضنا وقضيتنا.

والمأساة أن هذا المشروع الاستيطاني الأضخم والذي يمثل ذروة الجهد التهويدي العنفي يتم في ظل واقع فلسطيني متشرذم ومنقسم سياسياً وقيادياً وشعبياً وغياب حقيقي فاعل وداعم للبعد العربي الإسلامي الدولي لقيادتنا وسياستنا الفلسطينية إذ أن الأولويات تفرض ذاتها في سياسات الدول وقدر الشعب الفلسطيني أن يبقى يدفع ثمن صموده التاريخي ونضاله دون حصانة جدية مادية وسياسية أو بدعم فعلي يمثل أداة إسناد وترهيب للسياسات الدولية الخارجية التي لا تتحرك لإنهاء هذا الجنون الاستعماري الاستيطاني.

والحقيقة التي يجب ألا نتجاوزها وطنياً أن دورنا الطليعي النضالي لفلسطيني الذي يُلهب الأرض جمراً وناراً واشتباكاً وبوحدةٍ فلسطينية حقيقية تمثل جبهة الشعب الموحدة والتي تتجاوز كل أشكال الانقسام والتشرذم وتغلّب المصلحة الوطنية العليا على مصالح الأشخاص والأحزاب العاجزة فعلياً عن تحريك الجماهير هو ضمانتنا الفلسطينية من أجل حماية أنفسنا وصد هذا العدوان الاستيطاني.

إن بقاء المنظومات الحزبية والفصائلية والسياسية رهينة سياسات التجربة السابقة فلسطينياً سيسهِّل مَهمَّة جيش المستوطنين ومشروع الطرد والتهجير والخشية من دفع الثمن ميدانياً ستجعل الحالة الفلسطينية رهينة خيارات محدودة لن تتمكن من إفشال مخطط الفاشية الاستعماري القادم بكل أبعاده. ومما لا شك فيه أنَّ الاشتباك الشعبي الشمولي الحاشد هو من أفضل السُّبل لكسب الرأي العام العالمي وصد هذه الهجمة الاستيطانية رغم أن الدم الفلسطيني كضحية هو نافذة لرؤية الحقيقة من قبل مؤسسات العالم.

فعلينا أن نخوض الاشتباك والصدام جماهيرياً رغم حجم المخاطر وعنف المستوطنين وأن نعود شعباً موحدا يواجه استعماراً استيطانياً تفريغياً. لتكون هويتنا وسياستنا وأدواتنا الوطنية التحررية فلسطينية واحدة من دون حزبيات أو مناكفات أو أهداف آنية، لأنَّ هوية عدونا الاستعماري واضحة ومشروعه الاستيطاني يقوده غلاةُ المتطرفين فعودوا يا كل فصائلنا إلى وطنية الثورة وروح الثورة وانتماء الثورة وسياسة حرب الشعب طويلة الأمد بعيداً عن الإنشاء والشعارات والنخبوية.

ولنتجاوز ردات الفعل وخطة الأزمة لابد من منهج وطني حقيقي يعبر عن قراءة الواقع واحتياجاته.. لا نريد نظريات المكاتب أو شعارات أكبر من إمكاناتنا.. عندنا حجرٌ وأرضٌ وشعب.. هذه معادلة القوة الخفية الفلسطينية.. شعبٌ يحمل حجر الحرية ليحمي الحلم والأرض، وهذا لا يعني عدم وجود مبادرات واعية سياسياً تجسد حقنا المشروع قانونياً في استخدام كافة أشكال المقاومة لكن دون الانجرار وراء النخبوية والانحسارية والحزبية التي مثلت مقتلنا سابقاً؛ فثورة المستوطنين التي بدأت في صناديق الاقتراع ولاحقاً في الخليل يجب أن تواجَه بثورة جماهيرية حقيقية فلسطينية تفرض بالتضحيات صوتنا على كل الأجهزة الدولية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!