الغاز الجزائري يتدفق مجددا على إسبانيا ويسيطر على الإمدادات

أظهرت وثيقة لشركة تسيير الشبكة الداخلية للغاز في إسبانيا، “إيناغاس” أن إمدادات الغاز الجزائرية عادت لتحتل الصدارة في إسبانيا خلال شهر سبتمبر الماضي، بعد أن أزاحت الولايات المتحدة التي ظلت لشهور المورد الأول لهذه المادة، وهي تطورات تأتي في ظل بوادر تغيير في موقف إسبانيا تجاه قضية الصحراء الغربية.

وتشير الوثيقة التي اطلعت “الشروق” على نسخة منها إلى أن سوناطراك صدرت ما مقداره 7962 جيغاواط/ ساعة من الغاز الطبيعي إلى إسبانيا خلال سبتمبر الماضي، وهي كميات جرى ضخها عبر خط أنابيب “ميدغاز” الذي يربط البلدين مباشرة.

وتكشف نفس الوثيقة أن صادرات الغاز الطبيعي المسال “جي.أن.أل” الجزائري عادت للتدفق مجددا على إسبانيا، بعد انقطاع استمر لأشهر، حيث بلغت الكميات التي جرى توريدها إلى إسبانيا عبر ناقلات الغاز 969 جيغاواط/ ساعة.

وإجمالا باحتساب كميات الغاز الطبيعي والغاز المسال، فقد صدرت الجزائر إلى إسبانيا كميات بلغت 8931 جيغاواط/ ساعة.

ومن البيانات ذاتها، يتضح أن سوناطراك قد عادت لتتربع على عرش موردي الغاز إلى إسبانيا بعد سيطرة أمريكية استمرت لأشهر، حيث مثلت صادرات الجزائر خلال سبتمبر ما نسبته 25.4 بالمائة من مجمل ما استورده هذا البلد الأوربي من الغاز، تليها الولايات المتحدة التي بلغت كمياتها 6012 جيغاواط/ ساعة بنسبة 17.1 بالمائة.

وبالنظر إلى هذه التطورات وأيضا مراجعة أسعار الغاز بين سوناطراك والشريك الإسباني، ناتورجي، المستورد الرئيسي للغاز الجزائري في إسبانيا، فإن هذا البلد الأوربي سيدفع ثمنا أغلى للغاز الجزائري وبكميات أكبر بالنظر إلى أنه عاد مجددا لاستيراد كميات معتبرة.

كما أن هذه التطورات تأتي في وقت صدرت فيه إشارات رسمية من إسبانيا بتغير في موقفها تجاه قضية الصحراء الغربية، بعد الانقلاب المفاجئ الذي أعلن عنه رئيس وزرائها بيدرو سانشيز في مارس الماضي، ودعمه خطة المخزن للحكم الذاتي.

ولعل أبرز مؤشر على تغير محتمل في موقف مدريد هو قيام حكومة بيدرو سانشيز، بتعديل خريطة المغرب على الموقع الإلكتروني للوكالة الإسبانية للتعاون الإنمائي، ووضعها خطا حدوديا يفصل أراضي الصحراء الغربية عن المغرب.

وجاء قرار الخارجية الإسبانية، ردا على سؤال مكتوب، وجهه قبل نحو ستة أشهر، السناتور كارليس موليت، من حزب “كومبروميس” (التوافق)، وفق ما نقلته وكالة “إيفي” الإسبانية، الخميس.

وفي سبتمبر الماضي تجاهل سانشيز خطة الحكم الذاتي التي يروج لها المخزن المغربي خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، رغم إعلانه دعمها في مارس الماضي، حيث ركز على الشرعية الدولية في حل قضية الصحراء الغربية.