الغاز يجمد نشاط مصانع أوروبية والإنتاج الجزائري ينتعش

تحولت نقمة الغاز في أوروبا بالتهاب أسعاره التي وصلت مستويات قياسية تاريخية إلى نقمة على عدة مصانع بالقارة العجوز، لكنها بالمقابل شكلت نعمة وسانحة لا تعوض لمصانع جزائرية لزيادة مبيعاتها إلى الخارج في عدة منتجات، ما سيرفع بشكل لافت صادرات البلاد خارج المحروقات بنهاية العام الجاري.

في السياق، أفادت مصادر بقطاع الطاقة لـ”الشروق” أن شركة “فيرتيال” للأسمدة التي تساهم فيها سوناطراك، قد زادت من مبيعاتها من الأسمدة إلى دول أوروبية وخصوصا اسبانيا بعد توقف مؤقت لمصانع عن الإنتاج جراء التهاب أسعار الغاز في السوق الدولية.

ووفق ذات المصدر، فإن الشركة الإسبانية المساهمة في “فيرتيال” بـ49 بالمائة، وهي فيرتيبيريا، أوقفت أحد أكبر مصانعها في اسبانيا لإنتاج الأسمدة، بسبب الارتفاع الكبير في سعر المادة الأولية وهو الغاز الطبيعي، الذي تتم معالجته في المصنع للحصول على أسمدة.

وكنتيجة لهذا التوقف، وفي ظل ارتفاع الطلب على الأسمدة والمخصبات الزراعية ايضا في إسبانيا، تم اللجوء إلى شركة فيرتيال لتزويد نقص المصنع الاسباني المتواجد بمنطقة بالوس، بتخصيص جزء كبير من إنتاجها للسوق الاسبانية.

وفي ذات السياق، أفاد ماسيمو لاتيانو، المدير العام لشركة الأسمدة “سورفارت” التي تساهم فيها سوناطراك و”أوراسكوم المصرية” المتواجدة بالمنطقة الصناعية أرزيو بوهران، في تصريح هاتفي لـ”الشروق”، أن أسعار الأسمدة ارتفعت كثيرا في السوق الدولية، موضحا أن الارتفاع بدأ قبل أزمة الغاز العالمية، وزادت الأسعار أكثر فأكثر بعد اشتداد أزمة الغاز.

وأوضح مدير سورفارت ماسيمو لاتيانو، أن أسعار الأسمدة بلغت مستويات مرتفعة وصلت 700 دولار للطن الواحد، وأحيانا بلغت 800 دولار للطن، موضحا أن الأسعار مقارنة بما كانت عليه قبل 6 أشهر يمكن القول انها تضاعفت بثلاث مرات، وشرح المتحدث أن الشركة لها قائمة زبائن دوليين تتوسع باستمرار حسب المعايير والتنظيمات الجزائرية.

وحسب المتحدث، فإن الشركة لو تضع ضعف إنتاجها اليوم في السوق فسيتم تسويقه كليا وبسرعة وفق أسعار جد مرتفعة، في إشارة لارتفاع الطلب بفعل توقف مصانع، وأيضا لكون تكلفة الغاز في الجزائر تعتبر جد تنافسية مقارنة بباقي الدول الأوروبية.

وبخصوص رقم أعمال الشركة المتوقع بنهاية العام في ظل الوضعية المناسبة جدا بارتفاع الأسعار ووجود طلب على المنتجات، أوضح ماسيمو لاتيانو أن رقم الأعمال وخصوصا من التصدير سيشهد ارتفاعا كبيرا مقارنة بالسنة الماضية.

كما تشكل فرصة توقف مصانع أوروبية بسبب أسعار الغاز الملتهبة فرصة أيضا لمصانع الإسمنت والحديد والصلب التي تشتغل هي الأخرى بالغاز الطبيعي، والتي لها حصة من السوق الأوروبية.

وفي هذا السياق، أفاد الرئيس العام لمؤسسة ميناء جن جن عبد السلام بواب، في تصريح هاتفي لـ”الشروق” أن مصانع الإسمنت الجزائرية ستبلغ صادراتها عبر ميناء جن جن المتوقعة بنهاية العام الجاري 3 ملايين طن بعد ما كانت 2.2 مليون طن في العام الماضي، أي بزيادة نحو 800 ألف طن.

وحسب عبد السلام بواب، فإن مصنع بلارة للحديد والصلب هو الآخر دخل مرحلة التصدير عبر الميناء، موضحا أن صادرات الحديد والصلب من مصنع الميلية بجيجل بلغت منذ بداية السنة 250 ألف طن، وكانت الوجهات نحو دول أوروبية وعربية على غرار ليبيا وسوريا إضافة إلى الصين.

وحسب عبد السلام بواب، فإن الميناء يشهد ارتفاعا في نشاطه بنسبة 75 بالمائة مقارنة بالعام الماضي (التصدير والاستيراد) وهي استثناء على المستوى الوطني، موضحا أن 52 بالمائة من النشاط عبارة عن تصدير، وقد ساهمت فيه منتجات عدة مصانع جزائرية.