-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد أن ظلّ فضاء لارتكاب جرائم قذف الأشخاص والتشهير بهم

الفايسبوك يوحّد الجزائريين ويطيح بقاتلي جمال بن سماعيل بتيزي وزو

عصام بن منية
  • 804
  • 2
الفايسبوك يوحّد الجزائريين ويطيح بقاتلي جمال بن سماعيل بتيزي وزو

ظلّ الفضاء الأزرق في العالم الافتراضي، الذي أتت به التكنولوجيا الحديثة، إلى وقت قريب، ملجأ لملايين الأشخاص ومن مختلف شرائح المجتمع، الذين يبحرون في صفحاتها ومحتوياتها عبر النت، فيقضون ساعات طويلة خلف شاشة الهاتف أو أجهزة الإعلام الآلي، للتخلص من مختلف الضغوطات الاجتماعية والمهنية التي يواجهونها يوميا في حياتهم، خاصة لاحتواء مختلف صفحات الفايسبوك بعض المنشورات التي قد تريح النفس، وكذا تعليقات ساخرة، وصور قد تجعل المتصفح يدخل عالمه الافتراضي لتبادل الآراء بشأن مختلف القضايا، مع أشخاص قد لا يكون لهم أي وجود في العالم الواقعي، سوى أنهم أشخاص قلدوا أنفسهم أسماء مستعارة للإبحار عبر مختلف الصفحات، دون أي قيد، بل أنهم يتعمدون ذلك لعدم الكشف عن هويتهم الحقيقية، خوفا من مواجهة الواقع، أو مواجهة المتصلين بهم، لا لشيء سوى لأنهم في الحقيقة أشخاص يعانون من اضطرابات واختلالات نفسية، حسب ما تؤكده دراسات المختصين في علم النفس، والتي أكدت أن الأشخاص الذين يختفون وراء أسماء مستعارة، يهربون من واقعهم الذين ليست لهم الجرأة الكافية لمواجهته، وأنهم يعانون من عقد نفسية، تجعلهم يفرغون مكبوتاتهم في ارتكاب جرائم الكترونية، بقذف الأشخاص وإطلاق التعليقات التهكمية في حقهم، وتغمرهم أحاسيس بالفرحة عند إطلاقهم لتلك التعليقات، في الخفاء، بل أنهم يستمتعون بعدم الكشف عن هويتهم الحقيقية ويتلذذون حتى في إطلاق عبارات السب والشتم دون حياء من متصفحي تلك الصفحات التي تدخلها حتى العائلات، والباحثين عن المناقشة لهادفة وتبادل الآراء بهدف تطوير معارفهم، أو بحثا عن علاقات جادة مع أشخاص قد يستفيدون منهم في أمور واقعية.

وعلى الرغم من أن العلماء الذين اخترعوا هذا الفضاء الافتراضي وأطلقوا عليه موقعا للتواصل الاجتماعي، بهدف ربط علاقات صداقة محترمة، وتطوير العلاقات الاجتماعية، بين الأشخاص، حولّه البعض بتصرفاتهم الطائشة، إلى فضاء لممارسة شذوذهم النفسي وعقدهم الاجتماعية، بالهروب من الواقع نحو هذا الفضاء الافتراضي، بل أكثر من ذلك فإن مجرمين حولوه إلى وسيلة لابتزاز الأشخاص وكشف عوراتهم، بارتكاب جرائم أصبحت تطغى على عدد الملفات التي تعالجها المحاكم باستمرار، وهو ما دفع السلطات العليا في البلاد مؤخرا إلى السعي لسنّ، قوانين مشددة تهدف أساسا إلى مكافحة الجرائم المرتكبة في حق الأشخاص عبر هذا الفضاء الافتراضي، وكذا وضع حد لمختلف الأفكار المتطرفة التي يتم الترويج لها عبر الفايسبوك.

وعلى الرغم من السلبيات والممارسات التي ظلّ يمارسها بعض الأشخاص في حق آخرين على مواقع التواصل الإجتماعي، إلاّ أنه ومنذ ظهور جائحة كورونا فقد تحول الفايسبوك إلى فضاء للتضامن بين الجزائريين ووسيلة لجمع قواهم لمكافحة الجائحة ومساعدة المحتاجين، من خلال حملات جمع التبرعات التي ظهرت على الصفحات بغرض شراء مولدات ومكثفات الأوكسجين، أو توفير بعض الزمر الدوائية لبعض المرضى وغيرها.

الفايسبوك أيضا ساهم هذه الأيام في فك خيوط الشبكة المتورطة في جريمة قتل الشاب جمال بن سماعين في الأربعاء ناث نيراثن بتيزي وزو وحرق جثته، وهي الحادثة التي تم توثيقها بالصور والفيديوهات التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، ومكنّت المحققين في ظرف قياسي من كشف هوية المجرمين والإطاحة بهم تباعا، وعدم فسح المجال لهم للإنكار أو التلاعب في التحقيقات بعد ما ظهروا في تلك الفيديوهات بالصورة والصوت وهم يرتكبون جريمتهم الشنعاء في حق الضحية، وقد أشاد مدير الشرطة القضائية بأمن الجزائر بالدور الذي لعبه رواد مواقع التواصل الإجتماعي في كشف هوية المجرمين وتسهيل عملية القبض عليهم، خاصة بعد أن شنت العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، حملة واسعة أبلغت عنهم، لإحباط أية محاولة من مرتكبي الجريمة البشعة للفرار أو الهروب، إلى خارج أرض الوطن، عبر زوارق الهجرة غير الشرعية، وهو ما جعلهم محاصرين من كل جانب، ما سهّل من وقوعهم في قبضة أجهزة الأمن، التي تعمل على التحقيق معهم قبل تقديمهم إلى العدالة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • حقيقة مرة لكنها حقيقة

    الفايسبوك يفرق الجزائريين ولا يوحدهم والفايسبوك يعمل على زرع و نشر الفتنة بل الفتن ... بل الفايسبوك هو أخطر ما يهدد البلاد والعباد .... وهذه هي الحقيقة يا شروق .

  • nacer

    الفيسبوك، يعني دولة معادية!!!!!!!!!!!!!!!!!!