-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الفتنة أشدّ من القتل !

الشروق أونلاين
  • 1321
  • 0
الفتنة أشدّ من القتل !

قادة بن عمار

يشعر كثير من المواطنين الذين أبدوا استعدادا تطوّعيا لسماع رؤساء الأحزاب في حملتهم الانتخابية داخل القاعات الرياضية وصالات السينما بخيبة وحيرة وتعجب، حيث تكون بعض الخطابات الركيكة قد بيّنت هزال السياسيين وفقرهم المدقع عن إنتاج مزيد من البرامج، كما ظهروا في غاية البؤس والعجز عن إقناع الشعب لملأ قاعة صغيرة فما بالك بإقناعهم للتوجه إلى صناديق الاقتراع !وان كان هذا الكلام طبيعيا ترديده بشأن طبقة سياسية ساهمت في رفع نسب المقاطعة بدلا من رفعها، وفي تقليص حرية الرأي والتعددية بدلا من توسيعها، فانه من غير الطبيعي واللامقبول تعامل بعض الزعماء الذين أمسكوا بزمام السلطة أو شجعوها لسنوات مع الشعب على أنه غير راشد، أو بحاجة إلى وصاية.
حيث يقول أويحى للشعب مثلا أنه غير راض عن مناهج تدريس التاريخ في قطاع التعليم، رغم أن أحد وزرائه هو من يتقلد حقيبة القطاع منذ فترة طويلة، كما أنه يصف وزيرا آخر من حكومتيه السابقتين أنه بابا نوال، ويقصد وزير التضامن رغم أنه لم يغير طريقة توزيعه للحافلات والهبات الخيرية حتى عندما كان زعيم الأرندي رئيسا للحكومة، إضافة لكونه أحد وزراء التحالف الذي يعد الرندو شريكا أساسيا فيه !.
أما الزعيم السياسي الذي يعيش شيزوفرينيا سياسية بمنتهى الكلمة فهو أبو جرة سلطاني الذي تقوم حركته أساسا على مبدأ (إننا في الحكومة لكننا لسنا في الحكم) رغم أنه لم يقل إن كان في المعارضة أو لا، وهو هذه الأيام يبدي غضبه لكل شيء وافق عليه أو صمت عنه (وذلك أضعف الإيمان لدى النظام)، ناهيك عن الانضمام لقافلة المطالبة بأشياء وقرارات أبدى الرئيس موافقته عليها سرا في انتظار التوقيت المناسب للإعلان عنها، مثل التقسيم الإداري الذي لم تقدم أي حركة أو حزب حتى الآن تصورا بديلا عن ذلك الذي اقترحته الإدارة أو السلطة.
وفي ذات الصدد، تبرز محاولة السياسيين أيضا اللعب على وتر الحراقة والفقر، وتسريح العمال، والبحبوحة المالية، وكذا الجهوية ..وغيرها من الظواهر التي باتت تنخر المجتمع في العمق، كأمور تفضح عبث السياسيين وتفكيرهم المحدود والمقتصر على رغبتهم المجنونة في اختطاف أصوات الناخبين، الأمس بالتزوير واليوم بزيادة المقاطعين وتخلّي ملايين الناخبين عن واجبهم الوطني بعدما فقدوا أبسط حقوقهم، وهي فتنة سياسية وانتخابية كبيرة وخطيرة،..والفتنة كما يقال أشد من القتل !

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!