-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نيشان

الفجر‮.. ‬آت‮!‬

محمد عباس
  • 4010
  • 1
الفجر‮.. ‬آت‮!‬

التغيير حتمي، والفجر آت، في الجزائر أيضا! غير أن الأهم في التغيير أن يحمل قضية، ومشروع بناء بديل للعبث السائد في بلادنا، والعبث فساد على الصعيدين: صعيد الطاقات البشرية وصعيد القدرات الماداية والإمكانات المالية.

  • التغيير‮ ‬نعم‮! ‬لكن‮ ‬من‮ ‬يقوده؟‮ ‬وعلى‮ ‬أي‮ ‬أساس؟
  • كان‮ ‬التيار‮ ‬الوطني‮ ‬الثوري‮ (‬التقدّمي‮) -‬ممثلا‮ ‬في‮ ‬طلائع‮ ‬العمال‮ ‬والفلاحين‮ ‬والشباب‮ ‬المتعلّم‮- ‬في‮ ‬طليعة‮ ‬ملحمة‮ ‬التحرر‮ ‬الوطني‮.‬
  • وقد‮ ‬استطاع‮ ‬هذا‮ ‬التيار‮ ‬تعبئة‮ ‬القوى‮ ‬السياسية‮ ‬والشعبية،‮ ‬ليخوض‮ ‬معركة‮ ‬الحرية‮ ‬والشرف‮ ‬بفعالية‮ ‬ونجاح‮.‬
  • وميزة هذا التيار أنه خاض تجربة سياسية غنية، مكنته من وضع مشروع تنمية من الشعب وإليه: شعاره أن تحرير الجزائر لا معنى له بدون تنمية اقتصادية اجتماعية حقيقية لفائدة الأغلبية من العمال والفلاحين والشباب؛ وأن بناء الاستقلال الوطني على أسس اقتصادية وثقافية صلبة،‮ ‬بحاجة،‮ ‬ربما‮ ‬إلى‮ ‬تعبئة‮ ‬شعبية‮ ‬أضخم‮ ‬من‮ ‬تعبئة‮ ‬التحرر‮ ‬الوطني‮.‬
  • والملاحظ أن هذا المشروع الإنمائي المتكامل شبه معطل منذ نحو ثلاثة عقود، بعد أن بدأت ملامحه ترتسم وتكتمل في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، لا سيما من خلال النسيج الصناعي المتعدد الأبعاد والذي بدونه لا يمكن لأي اقتصاد أن ينهض نهضة جدية، وأن يدخل السوق العالمية‮ ‬من‮ ‬بابها‮ ‬الواسع‮ ‬بكل‮ ‬جدارة‮.‬
  • وبمنظور ثورة فاتح نوفمبر 54 يمكن القو إن الجزائر تعيش منذ مطلع الثمانينيات من القرن الماضي ثورة مضادة حقيقية، تعتبر حوادث أكتوبر 88 من أبرز حلقاتها، وأخشى ما نخشاه اليوم ونحن على وشك تغيير مصيري في تاريخ بلادنا أن تحاول الثورة المضادة قيادة “التغيير” بما استجمعت‮ ‬من‮ ‬إمكانات‮ ‬مالية‮ ‬ضخمة،‮ ‬ووسائل‮ ‬إعلامية‮ ‬كبرى،‮ ‬وبتجربتها‮ ‬الأكيدة‮ ‬في‮ ‬مجال‮ ‬تسيير‮ ‬الشؤون‮ ‬العامة‮ ‬بالخداع‮ ‬والتضليل‮.‬
  • نقول ذلك لأن رموز الاستفادة من “ثورة أكتوبر” -التي فتحت الباب واسعا لتبديد طاقاتنا البشرية ونهب ثرواتنا “الظاهرة والباطنة”! وتكريس تعطيل مشروع الاستقلال الوطني على أسس صلبة هذه الرموز المتغربة- والتي تعيشها معنا ببطونها دون أرواحها المهاجرة!- هي التي تحاول‮ ‬أن‮ ‬تتصدر‮ ‬حركة‮ “‬التغيير‮”‬،‮ ‬بينما‮ ‬ينبغي‮ ‬لأيّ‮ ‬تغيير‮ ‬جدي‮ ‬وحقيقي‮ ‬أن‮ ‬يستهدفنا‮ ‬بالدّرجة‮ ‬الأولى‮! ‬وذلك‮ ‬لسببين‮ ‬رئيسيين‮ ‬على‮ ‬الأقل‮:‬
  • ‮- ‬أن‮ ‬هذه‮ ‬الرموز‮ ‬والفئات‮ ‬المافياوية‮ ‬التي‮ ‬تقف‮ ‬وراءها‮ ‬هي‮ ‬المستفيد‮ ‬الأول‮ ‬ماليا‮ ‬وماديا‮ ‬وسياسيا‮ ‬من‮ ‬الانتكاسة‮ ‬التي‮ ‬أوقعت‮ ‬فيها‮ ‬البلاد‮ ‬منذ‮ ‬نحو‮ ‬ثلاثة‮ ‬عقود‮.‬
  • – أن واجهتها الإعلامية أصبحت لا تتحرج من التعبير عن الثورة المضادة بكل صراحة، من الأمثلة على ذلك أن معظم الصّحف الصادرة بالفرنسية في الجزائر تخصص صفحات كاملة لقنوات التلفزة الفرنسية، متجاهلة بكل استعلاء واحتقار قنواتنا الوطنية!
  • وأكثر‮ ‬من‮ ‬ذلك‮ ‬أن‮ ‬هذه‮ ‬الواجهة‮ ‬خصصت‮ ‬قبل‮ ‬أيام‮ ‬قليلة‮ ‬صفحة‮ ‬كاملة‮ ‬لتغطية‮ “‬حدث‮ ‬عظيم‮”: ‬منح‮ ‬السلطات‮ ‬الفرنسية‮ ‬رجل‮ ‬أعمال‮ ‬جزائري‮ “‬وسام‮ ‬الشرف‮ ‬بدرجة‮ ‬فارس‮” (‬أي‮ ‬أدنى‮ ‬درجة‮!).‬
  • وعند مطالعة “الكتاب الذهبي” للاحتلال الفرنسي في الجزائر، نكشف أن سلطات الاحتلال بالأمس كانت تبرر مكافأة عملائها وهي توشح صدورهم بمثل هذه الأوسمة بعبارة بليغة: أن “خدمة القضية الفرنسية بتفان ووفاء”! أي نعم! الاستعمار في الجزائر كان “قضية فرنسية”!
  • ولا‮ ‬شك‮ ‬أن‮ ‬صاحب‮ ‬الخطوة‮ ‬في‮ ‬المحتفى‮ ‬به‮ ‬قد‮ ‬خدم‮ “‬القضية‮ ‬الفرنسية‮” -‬في‮ ‬ظل‮ ‬الاستقلال‮- ‬بتحويل‮ ‬الأموال‮ ‬الطائلة‮ ‬إلى‮ ‬ضفاف‮ “‬السان‮”‬،‮ ‬ما‮ ‬مكنه‮ ‬سنة‮ ‬1985‮ ‬من‮ “‬انقاذ‮ ‬4000‮ ‬منصب‮ ‬شغل‮ ‬بمنطقة‮ “‬بروطانيا‮”!..‬
  • لذا نصرح بملء حناجرنا -نحن الوطنيين- لا للفجر الكاذب بقيادة الثورة المضادة! نعم للتغيير الحقيقي الذي يستهدف تحرير بناء الاستقلال الوطني لفائدة الأغلبية من العمال والفلاحين والشباب، وجميع الفئات التي ربطت مصيرها -أملا وعملا- بالجزائر..
  • أن‮ ‬التغيير‮ ‬آت‮ ‬لاريب‮ ‬فيه،‮ ‬لكن‮ ‬ليس‮ “‬تغيير‮” ‬الخداع‮ ‬والتضليل،‮ “‬تغيير‮” ‬الثورة‮ ‬المضادة‮!‬
  • وضمن هذه الآفات التاريخية الواعدة، يتعين على الوطنيين في جميع المؤسسات والتنظيمات والجمعيات أن ينظموا صفوفهم من جديد، استجابة لنداء عامة الشعب بالتغيير، التغيير الحقيقي الذي يعني تعبئة القوى الحية، لاستكمال بناء الاستقلال الوطني على ركيزتين رئيسيين:
  • ‮‬اقتصاد‮ ‬الوطني‮ ‬منتج‮ ‬للثروات،‮ ‬يكفل‮ ‬الحد‮ ‬الأدنى‮ ‬من‮ ‬الحياة‮ ‬الكريمة‮ ‬الشريفة‮ ‬لعامة‮ ‬الشعب‮.‬
  • ثقافة‮ ‬وطنية،‮ ‬يصنعها‮ ‬الفكر‮ ‬الحر‮ ‬المستقل،‮ ‬المرتبط‮ ‬بالحقائق‮ ‬التاريخية‮ ‬والثقافية‮ ‬والدينية‮ ‬لعامة‮ ‬الشعب‮ ‬كذلك‮.‬
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • اسماعيل

    سيدي العزيز التغيير ات..فمن يكون له شرف بدايته..والعلاج الجذري حتمية لابد منها..ونقول كفى ترقيعا فان الثوب لم يعد يحتمل..العسكر وفر الحصانة للمفسدين..فلا بد من ادخاله الى الثكنات فورا.لابد من قانون يجرم تزوير الانتخاب.القضاء سلطة يخضع لها الجميع دون استثناء...هذه مفاتيح التغيير ..والله المعين.