الرأي

الفرق بين “باي” و”بن مهيدي”!

قادة بن عمار
  • 2150
  • 4
ح.م

حتى الآن ورغم كل الجدل الحاصل في قطاع الثقافة، وحول فيلم “أحمد باي” لم تقم منتجته سميرة حاج جيلاني بتقديم أيّ حوار عبر أيّ قناة تلفزيونية جزائرية؟ اللهم ما عدا إطلالتها الوحيدة عبر قناة “العربية” والتي تكلمت فيها براحة تامة (لا أعلم هل صارحتهم قبلها بأنها تتعاون مع السفارة الإيرانية ومع مخرج من هناك أم لا؟)؟ لا حوار تلفزيونيا ولا مشاركة في برنامج، ولا في أيّ نقاش جماعي، فهل هذا يعني أن السيدة حاج جيلاني تتكبر على الإعلاميين في بلدها وتعتبرهم إما أعداء أو خصوما أو حفنة من الحاقدين!

وعلى عكس منتجة فيلم “أحمد باي”، فإن المنتج والمخرج بشير درايس، دافع عن فيلمه “العربي بن مهيدي” منذ البداية، وتفوق من خلال ظهوره التلفزيوني في الداخل والخارج معا، كما استطاع إقناع الجميع من خلال إطلالته عبر الشروق نيوز، وظهر منسجما مع مواقفه، واضحا في رسائله، رغم كل الانتقادات التي تلقاها.

لا يختلف اثنان على أن الاتصال يبدو أمرا مهما من أجل نقل الجدل من الفضاء الفايسبوكي الذي يسمح للجميع بالخوض في كل المسائل دون رقيب ولا حسيب دون تخصص، إلى فضاء أكثر عقلانية وهو التلفزيون، والذي وإن كان غير مسموح له بفتح نقاشات في السياسة حاليا، وبحرية كاملة، فإنه لا يلوم إلا نفسه لو قام باعتبار ما يحدث في السينما والثقافة هذه الأيام مجرد كلام فارغ، أو بمثابة أمور غير مهمة، و”ترف” لا يعني الشعب، ذلك أن الثقافة تمثل رافدا حقيقيا بالنسبة لأي مجتمع وأنت لا تستطيع المراهنة على خيارات الشعب في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي ما لم تقم بحماية ثقافته من أي انحدار أو تدهور أو فساد! والحملات المنزمة وشبه المنزمة التي تعرض لها.

مقالات ذات صلة