-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رهان على الشراكة بين خالدي ومرسلي لإنقاذها من جحيم الفساد

الفضائح تشوّه الرياضة وأمراض الكرة هزمت وزراء برتبة أطباء وجراحين

صالح سعودي
  • 1587
  • 0
الفضائح تشوّه الرياضة وأمراض الكرة هزمت وزراء برتبة أطباء وجراحين
ح.م

يأمل الشارع الرياضي الجزائري أن تضخ الحكومة الجديدة بقيادة الوزير الأول عبد العزيز جراد دما جديدا في الحركة الرياضية والكروية الجزائرية، وبالمرة السعي إلى تطهير المحيط العام من مختلف المظاهر والظواهر السلبية التي تسببت في تراجع المردود وتقهقر المستوى وانتشار البزنسة والمخدرات، ناهيك عن نهب المال العام في ظل الفساد الذي عشش في الأندية ومختلف الهيئات الكروية والرياضية من الناحية التنظيمية والتسييرية.

خضعت حقيبة وزارة الشباب والرياضة للتغيير مجددا، بمناسبة تشكيل الحكومة الجديدة التي يقودها جراد، حيث تم تعيين سيدعلي خالدي خلفا لرؤوف سليم برناوي الذي تولى المهمة خلال حكومة تصريف الأعمال، وفي كل تغيير يطرح المتتبعون الكثير من التساؤلات عن الإضافة التي يمكن أن يقدمها الوزير الجديد، في محيط رياضي متعفن على جميع الأصعدة، في ظل طغيان البزنسة والنهب وتبييض الأموال وانتشار المخدرات وغيرها من الظواهر السلبية التي أساءت إلى الكرة والرياضة الجزائرية، يحدث هذا في ظل مراهنة الحكومة الجديدة على ضخ دماء جديدة في رياضة النخبة التي خصصت لها البطل الأولمبي السابق نور الدين مرسلي الذي عين كاتب دولة مكلف بهذه الفئة، أملا في تطوير الرياضة الجزائرية في المستوى العالي.

لأول مرة شراكة ثنائية لتولي شؤون قطاع الرياضة

وقف الكثير من المتتبعين على التغييرات التي أحدثتها الدولة الجزائرية بخصوص سياستها تجاه الرياضة الجزائرية، بدليل أن الأمر لم يقتصر على تعيين وزير جديد لتولي حقيبة قطاعه الرياضة، وهو السيد سيدعلي خالدي الذي يعد من خريجي المدرسة الوطنية للإدارة، وهو غير معروف في المحيط الرياضي، إلا أن الرهان عليه كبير لتفعيل الشق التسييري، في الوقت الذي تم اختيار البطل الأولمبي نور الدين مرسلي في منصب كاتب الدولة مكلف برياضة النخبة، هو الأمر الذي يعيد إلى الواجهة الوعود التي كان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون قد قدمها خلال حملته الانتخابية، حيث راهن كثيرا على تطوير رياضة النخبة، من خلال تسخير الإمكانات بغية الرفع من مستوى الرياضة الجزائرية في المستوى العالي، مع الحرص على صيانة المرافق والتجهيزات الرياضية ومراقبتها حتى تكون تحت تصرف أندية النخبة. وفي الوقت الذي اعتبر بعض المتتبعين هذه الخطوة ايجابية، مادام أنها تصب في منحى الاهتمام بقطاع الرياضية بشكل أكبر، إلا أن بعضهم الآخر تحفظ عن إمكانية حدوث تداخل في الصلاحيات بين وزير الشباب والرياضة الجديد وكاتب الدولة المكلف برياضة النخبة نور الدين مرسلي في بعض المسائل الحساسة، علما أن نور الدين مرسلي يملك ماضيا رياضيا مميزا، وهو الذي رفع رأس الجزائر في المحافل الدولية خلال فترة التسعينيات، بإهدائها الذهب في البطولات العالمية لألعاب القوى وخلال الألعاب الأولمبية (نسخة 96).

لعبة القط والفأر دائمة الحضور و”الكان” خدم برناوي وزطشي

وبعيدا عن مسألة التعيينات وتأجيل الحكم على مستقبل المعنيين في مهامهم الجديدة، إلا أن الكثير من المتتبعين يجمعون بأن لعبة القط والفأر كانت السائدة في أغلب العلاقات بين وزراء الشباب والرياضة والقائمين على الهيئات الرياضية، وفي مقدمة ذلك اتحادية كرة القدم، خاصة في حال التعثرات والنكسات، على غرار ما حدث قبل وبعد مونديال مكسيكو 86، وفي نكسة زيغنشور 92، وفي قضية كعروف 93، وبعد مهزلة مباراة كينيا عام 1996، كما تدخل وزراء الشباب والرياضة في شؤون “الفاف” في عدة مناسبات، من ذلك ما حدث في عهد يحي قيدوم ضد روراوة، وفي عهد الهادي ولد علي الذي انحاز لزطشي على حساب روراوة، في الوقت الذي لاحقت محمد حطاب متاعب بالجملة من المحيط الكروي في ظل انتشار البزنسة وسوء التسيير والمظاهر غير الأخلاقية التي طفت على السطح. فيما خرج رئيس شبيبة القبائل عن صمته وأكد بأن السعيد بوتفليقة هو الذي يسير الكرة الجزائرية، وبذلك هو الوزير الفعلي للرياضة في الجزائر، من حيث طبيعة القرارات المتخذة وفق منطق الكواليس. وكانت الصراعات الدائرة في المحيط الكروي في مقدمة المتاعب التي واجهت وزراء الشباب والرياضة خلال السنوات الأخيرة، حيث لم تشذ فترة الهادي ولد علي عن سابقاتها، بدليل توظيف جميع مساعيه لإبعاد محمد روراوة عن سباق الانتخاب لعهدة جديدة على رأس “الفاف”، في الوقت الذي انحاز ولد علي بشكل واضح للرئيس الحالي لـ”الفاف” خير الدين زطشي الذي تم تعيينه أكثر من انتخابه، وهذا باعتراف بعض مسيري الأندية، ناهيك عن صراعاته الكثيرة مع عديد رؤساء الهيئات والاتحادية الرياضية، على غرار رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية بيراف، في الوقت الذي عانى الوزير السابق محمد حطاب من تواصل مآسي محيط كرة القدم، من ناحية البزنسة وانتشار المخدرات والكوكايين، وكذا تأخر إنجاز الملاعب وغيرها من المتاعب والمهازل التي لم يجد لها حلولا فعلية، وهي نفس المتاعب التي لاحقت خليفته برناوي، ولو أن هذا الأخير كان محظوظا بتتويج المنتخب الوطني باللقب القاري خلال فترة توليه شؤون الوزارة، والكلام ينطبق على زطشي بحكم أنه المسؤول الأول على “الفاف”.

وزراء للرياضة غير رياضيين ومرسلي قلة ممن شذوا عن القاعدة

عرف قطاع الشباب والرياضة بالجزائر تداول أكثر من 25 وزيرا منذ الاستقلال، أغلبهم ليسوا رياضيين، حيث لم يمارسوها فوق الميدان، وآخرون لم يسبق لهم أن سيّروا على صعيد الهيئات الرياضية أو الأندية، مع تسجيل استثناءات قليلة، من ذلك البطل الأولمبي نور الدين مرسلي الذي عيّن هذه المرة كاتب الدولة مكلفا برياضية النخبة. فيما عادت الكلمة للسياسيين والإداريين في تسيير قطاع الرياضية، والبداية كانت برئيس الجمهورية السابق عبد العزيز بوتفليقة الذي تولى وزارة الشباب في عهد الرئيس الأول للبلاد أحمد بن بلة، كان ذلك عام 1962، ليخلفه عبد الكريم بن محمود في أول حكومة تحت إشراف هواري بومدين شهر جويلية 1965، وتوالى تداول الوزراء على حقيبة الرياضة بتوالي التغييرات الحاصلة على الأطقم الحكومية منذ الاستقلال إلى آخر تغيير مس حكومة بدوي.

أحمد فاضل كسب رهان ألعاب المتوسط 75 وحوحو أسس للإصلاح الرياضي

خلال التعديل الحكومي الذي قام به بومدين عام 1970، أوكل قطاع الشباب والرياضة للسيد أحمد فاضل لمدة 7 سنوات، وعرفت فترته تتويج الجزائر بذهبية ألعاب البحر الأبيض المتوسط أمام فرنسا، وتوجت مولودية الجزائر بكأس إفريقيا للأندية البطلة ضد حافيا كوناكري، إضافة إلى عديد الإنجازات التي سمحت ببروز الرياضة الجزائرية بشكل عام، ليتم بعد ذلك اختيار جمال حوحو عام 1977، وقد كلف حينها بمشروع الإصلاح الرياضي، حيث تتولى المؤسسات والشركات العمومية عملية تمويل أندية النخبة الناشطة في حظيرة الكبار، وهو المشروع الذي بقي ساري المفعول إلى غاية نهاية الثمانينيات، وقد انعكس مشروع الإصلاح الرياضي بشكل ايجابي على الرياضة الجزائرية، بدليل تنشيط المنتخب الوطني لنهائي “كان 80″، وتأهله مرتين إلى كأس العالم خلال فترة الثمانينيات، فيما نال منتخب كرة اليد 5 ألقاب إفريقية متتالية، والكلام ينطبق على بقية الرياضات الفردية والجماعية التي خطفت الأضواء بفضل سياسة الإصلاح الرياضي الذي وصفه بعض المختصين بأنه مرادف للاحتراف الحقيقي في تلك الفترة.

سعدان عانى في عهد بوشامة وعسلاوي عاقبت كزال وكرمالي

وإذا كان عرّاب الإصلاح الرياضي جمال حوحو قد انتهت مهامه مطلع العام 1982، موازاة مع المسيرة الايجابية للمنتخب الوطني التي أهلته لأول مرة إلى المونديال، فقد تولى المهمة بعده الفقيد عبد النور بقة الذي لا يزال محل إشادة الكثير من المتتبعين والعارفين بمسار الكرة الجزائرية، بحكم أنه اشتغل في الخفاء لترقية الرياضة الجزائرية، من خلال عديد المهام التي تولاها في الوزارة وبقية الهيئات، فقد عمل بقة في هدوء، إلا أن رحيله خلّف موجة من الخلافات، وخاصة قبل وبعد مونديال مكسيكو 86 التي كان خلالها كمال بوشامة هو المسؤول على قطاع الشباب والرياضة، حيث اصطدم هذا الأخير كثيرا بالناخب الوطني آنذاك رابح سعدان الذي لم يتقبل تدخلات وضغوط بوشامة، وهذا بناء على تصريحاته الإعلامية التي أدلى بها في هذا الجانب، حيث قال منذ 4 سنوات لـ”الشروق”: “كنت أسدا في عهد منتوري، وفي عهد بوشامة كيماهبلتش راني مليح”، إشارة إلى الضغوط التي أرغمته على التخلي عن مساعده نورالدين سعدي، وهي نفس الضغوط التي تسببت في تغييرات في هيئة “الفاف”، موازاة مع الإقصاء من الدور الأول في “كان 86” بمصر، وذلك قبل 3 أشهر عن مونديال مكسيكو. وفي عهد الوزير شريف رحماني فقد عايش تتويج وفاق سطيف بكأس إفريقيا للأندية البطلة، وحصول المنتخب الوطني على أول كأس إفريقية للأمم بقيادة المدرب الراحل عبد الحميد كرمالي، إلا أن الأمور سرعان ما عادت إلى التأزم، حدث ذلك بعد مهزلة زيغنشور 92 التي أخرجت “الخضر” من الدور الأول بعد الخسارة بثلاثية أمام كوت ديفوار وتعادل بطعم الخسارة أمام الكونغو، ما جعل وزيرة الشباب والرياضة آنذاك ليلى عسلاوي تعاقب الطاقم الفني بقيادة كرمالي وتتدخل في شؤون “الفاف” بشكل أرغم عمر كزال على المغادرة.

خمري غادر بسبب قضية كعروف وصراع أزم الوضع بين لبيب وعيساوي

تأكد مرة أخرى بأن تعثرات وفضائح الكرة الجزائرية كثيرا ما تفرض تدخل وزراء الشباب والرياضة الذين يدخلون في صدامات مباشرة مع المشرفين على “الفاف”، مثلما حدث ذلك عام 1993، بسبب ما اصطلح عليه بقضية كعروف التي تسببت في حرمان “الخضر” من المشاركة في نهائيات “كان 94″ بتونس، حدث ذلك في عهد الوزير خمري، قبل أن تنفجر الأمور بعد ذلك، وتقرر توقيف المكتب المؤقت للاتحادية بقيادة رضا عبدوش والبقية، ناهيك عن عقوبة المدرب مزيان إيغيل مدى الحياة، كما تواصلت تبعات هذه الأزمة في عهد الوزير الجديد سيدعلي لبيب الذي دخل في صراعات مباشرة مع الرئيس الجديد لـ”الفاف” مولدي عيساوي الذي استاء حينها من طريقة إبعاده من “الفاف”، واصفا ما حصل له بـ”الحقرة”، إلا أن الأمور سرعان ما انقلبت لمصلحة مولدي عيساوي الذي كان قد أخرجه لبيب من النافذة، وذلك بعد تكليفه بحقيبة وزارة الشباب والرياضة خلفا لسيدعلي لبيب نفسه الذي أنهيت مهامه منتصف التسعينيات.

الإقصاء من مونديال 98 أحرج عيساوي وصراع مباشر بين قيدوم وروراوة

وفي 1996 كانت لمولدي عيساوي تدخلات شديدة اللهجة، بعد نكسة “الخضر” أمام كينيا، في تصفيات الدور التمهيدي لمونديال 98، والخروج بشكل مبكر من سباق المشاركة في دورة فرنسا، حيث أوقف أعضاء المكتب الفدرالي، ما تسبب في تصعيد الوضع بعد تدخل “الفيفا” التي هددت بفرض عقوبات صارمة، وهو الأمر الذي حتم اللجوء إلى حل وسط، بعد الاستنجاد برؤساء الرابطات الجهوية لتولي تسيير “الفاف” مؤقتا. وفي مطلع الألفية الحالية شهد قطاع الرياضة الذي تولاه وزير الصحة السابق يحي قيدوم عديد القرارات لتطهير محيط الرياضة، حيث دخل في حرب مباشرة مع عديد الجهات، وفي مقدمة ذلك الرئيس السابق “الفاف” محمد روراوة الذي أرغمه على الانسحاب دون الترشح لعهدة جديدة، حيث عرفت هذه القضية صعودا إلى “الفيفا” مجددا، ما جعل بلاتير يهدد بمعاقبة الجزائر، قبل أن يتم التضحية بالوزير يحي قيدوم، موازاة مع الابتعاد المؤقت لروراوة عن محيط “الفاف” الذي عاد إليه قبل مونديال 2010.

أمراض الكرة الجزائرية هزمت وزراء برتبة أطباء وجراحين

والملاحظ، أن الكثير من الوزراء الذين توّلوا وزارة الشباب والرياضة لا علاقة لهم بالرياضة، حيث أن الكثير منهم قدموا من مجالات أدبية وسياسية وحتى طبية، بدليل أن هناك أطباء وجراحون عجزوا عن معالجة واقع الرياضة، على غرار البروفيسور يحي قيدوم رغم أنه معروف بقراراته الصارمة على طريقة “راك موقف”، والوزير تهمي، إضافة إلى طبيب الأسنان مولدي عيساوي وغيرهم، في الوقت الذي تولى هذا القطاع وزراء هم في الأصل مؤرخون وأدباء وباحثون في العلوم الإنسانية والشؤون السياسية، على غرار الهاشمي جيار وكمال بوشامة وخمري وغيرهم، كما أن عبد المالك سلال مرّ مؤقتا بهذا القطاع رفقة بن بوزيد الذي كان قد عمر طويلا في قطاع التربية، لتبقى الوجوه المحسوبة على الحقل الرياضي قليلة جدا، إذ يمكن ذكر على سبيل المثال عزيز درواز الذي قام بأول مجهود لتكريس الاحتراف نهاية التسعينيات قبل أن تعود الأمور إلى نقطة البداية، وكذلك مولدي عيساوي الذي كان لاعبا بارزا في اتحاد العاصمة وسيد علي تبيب الذي كان رياضيا هو الآخر.

وزراء الشباب والرياضة منذ الاستقلال

عبد العزيز بوتفليقة، عبد الكريم بن محمود، أحمد فاضل، جمال حوحو، عبد النور بقة، كمال بوشامة، شريف رحماني، ليلى عسلاوي، عبد القادر خمري، سيدعلي لبيب، مولدي عيساوي، عزيز درواز، عبد المالك سلال، برشيش، بن بوزيد، علالو، زياري، هيشور، يحي قيدوم، الهاشمي جيار، محمد تهمي، الهادي ولد علي، محمد حطاب، رؤوف سليم برناوي. سيد علي خالدي، نورالدين مرسلي (كاتب دولة مكلف برياضة النخبة).

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!