الفلسطينيون يدخلون النفق

في دمشق عقد مؤتمر حق العودة للاجئين الفلسطينيين وحضر المؤتمر مئات المدعوين من قيادات العمل السياسي والثقافي العربي، الأمر الذي ألقى بحجر في بركة مياه ساكنة التفت إليه الرئيس الفلسطيني الذي كان يلقي خطابا أثناء عقد المؤتمر وألقى بتحد على الجميع بأن المبادرة العربية التي لا تعطي الفلسطينيين حق العودة موقعة من قبل كل الدول العربية، بما فيها سورية، بل أن مؤتمر الدول الإسلامية في طهران تبنى المبادرة لتصبح المبادرة تقول بالحرف إذا إسرائيل انسحبت من الأراضي التي احتلتها في 1967، فإن كل العالم الإسلامي سيرفع رايات إسرائيل في عواصمه.

• في دمشق أكد قادة حماس أن لا أحد يخول عباس بالتنازل عن حق اللاجئين بالعودة وانه إذا لم ينصع للحوار مع حماس، فإن آخر أجل شرعي لوجوده كرئيس للسلطة هو أول يناير القادم.. وفي رام الله أصدر المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية قرارا بتعيين محمود عباس رئيسا لدولة فلسطين، فيما هو أعلن عن إجراء الانتخابات في مطلع العام القادم، الرئاسية والتشريعية الأمر الذي أدانته حركة حماس.
• اجل إننا الآن في نفق مظلم..كل شيء على الجبهة مع إسرائيل يتم كما تشتهي إسرائيل وتتمنى.. ففي الخليل وجنين قوات الأمن الفلسطينية التابعة لسلطة رام الله تقوم بالواجب لتفتيت أي بؤرة مقاومة ضد إسرائيل وإلقاء القبض على مئات الناشطين من حركة حماس والجهاد الإسلامي لإقناع توني بلير والأمريكان الأمنيين بجدوى الاعتماد على أجهزة السلطة.. وفي غزة يرابط المجاهدون على الحدود ليمنعوا أي شاردة أو واردة تبدي مقاومة لإسرائيل ويلتزم كل المقاومين بالتهدئة، وحسب شروط أرسلتها إسرائيل عن طريق القاهرة.
• الاستيطان مستمر والقتل مستمر والحواجز مستمرة وحصار غزة القاتل مستمر وكل عناوين الظلم تلاحق الفلسطينيين في كل مكان في مخيماتهم بلبنان والعراق والشتات.. وأصحابنا في فتح وحماس لا هم لهم الآن إلا كيف يتصدون لبعض من خلال مناورات عبثية أرهقت الشعب وخسرت القضية.
• إن الوضع الفلسطيني لا يحتمل وجود رئيس ولا وجود حكومة ولا وزراء ولا مجلس تشريعي ولا سفراء !!فماذا يعني رئيس لا يستطيع أن يزور أي من مدنه إلا بإذن من المحتل ؟ماذا يعني مجلس تشريعي أكثر من ثلث أعضائه بالسجن الإسرائيلي؟ماذا يعني وزراء وهم لا يملكون من أمرهم إلا الرواتب والمهمات؟ ماذا يعني أجهزة أمن لا تستطيع دفاعا عن شعبها وأهلها، بل يكون المطلوب منها هو العكس؟
• ولكن للأسف لأننا في نهاية مرحلة النضال يبحث الكل عن مكاسبه الشخصية مغلفة بالجهوية والحزبوية والشللية.. وإسرائيل تعيث فسادا في ساحتنا ونحن كل منا يتهم الآخر بأنه ينفذ أجندة خارجية..انه النفق الخطير الذي يكاد يعصف بوجودنا وبكل تضحيات شعبنا.. أليس في القوم رجال راشدون..لعل ذلك سيأتي نبأه بعد حين؟