الجزائر
الحماية المدنية تحذّر من مخاطره مع اشتداد موجة البرد

“القاتل الصامت” يخطف أرواح 120 جزائري منذ بداية العام

كريمة خلاص
  • 1139
  • 0
أرشيف

تواصل حوادث الاختناق بالغاز في الجزائر حصد المزيد من الأرواح، خاصة مع انخفاض درجة الحرارة واشتداد موجة البرد أين تزيد الحاجة الى استعمال التدفئة.

وتؤكد الحوادث المأساوية التي قضت على دفاتر عائلية بأكملها خطورة الظاهرة على أمن وسلامة العائلات والأفراد بسبب قاتل صامت لا رائحة ولا لون له، حيث أحصت مصالح الحماية المدنية، وفق ما استقته الشروق من مديريتها العامة، خلال العشرة أشهر الأخيرة وفاة 120 ضحية منهم 89 ماتوا جرّاء الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون وذلك على إثر 1340 تدخل لإنقاذ أشخاص في خطر حيث تم إسعاف 1981 شخص في مختلف حوادث الغاز منهم 1697 شخص تأثروا من الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون.

وأوضح زهير بن أمزال الملازم الأول على مستوى مديرية الاعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية، في تصريح للشروق، بأن حوادث الاختناق بالغاز شهدت دخولا قويا مع الاضطرابات الجوية التي تعرفها بلادنا حيث يكثر استعمال وسائل التدفئة في غياب منافذ التهوية، وهو ما يتطلب الحذر واليقظة، حيث تسببت اختناقات الغاز خلال شهر واحد وبالتحديد من 11 أكتوبر 2021 إلى غاية 16 نوفمبر 2021 في وفاة 14 جزائريا وإسعاف 228 شخص آخر وذلك على إثر 86 تدخلا للمصالح ذاتها عبر مختلف أنحاء الوطن.

سجلت أغلب الحوادث في كل من ولاية سطيف التي عرفت أكبر حصيلة في الخسائر البشرية بوفاة 5 أفراد من أسرة واحدة تليها ولاية تيارت بثلاث وفيات وتلتها ولاية قسنطينة ووهران بوفاتين في كل ولاية وكذا خنشلة والنعامة بوفاة واحدة في كلتيهما.

ونصح بن امزال العائلات باقتناء كاشف الغاز التي بإمكانه إنقاذ عديد الأرواح من خلال الإنذارات التي يوجهها في حالة التسربات، خاصة أنّ سعره غير مكلف يتراوح بين 3000 دج و4000 دج.
ووفق ما تؤكده التجربة والمعاينات التي يقوم بها الخبراء ومصالح الحماية المدنية فإن معظم الحوادث سجلت نتيجة أخطاء وقائية كان بالإمكان تجنبها وهي تتعلق بالأساس بنقص منافذ التهوية والتركيب السيئ لأجهزة التدفئة وعدم صيانتها من قبل مهنيين محترفين.

ونبهت الحماية المدنية إلى أهمية الحذر واليقظة من مخاطر غاز أحادي أكسيد الكربون الذي لا رائحة ولا لون له وبالتالي فغالبية العائلات لا تتفطن له إلاّ بعد فوات الأوان وما يزيد من خطورته هو أنه يقتل في وقت قصير جدا، حيث أنّ تركيزه في الهواء بنسبة 10 من المائة يقتل في حينه، بينما تركيزه بنسبة 0.1 من المئة يقتل في غضون ساعة وتركيزه في الهواء بنسبة 1 من المائة يقتل في غضون ربع ساعة.

وجدّدت مصالح الحماية المدنية دق ناقوس الخطر بشأن هذه الظاهرة المأساوية المتجددة سنويا رغم أن الوقاية منها بسيطة جدا وبالامكان تفاديها، مشيرة إلى أنها تواصل جهودها الميدانية في مجال التوعية والتحسيس من خلال الحملات الوطنية والجهوية المختلفة التي تنظمها إلى جانب عديد القطاعات على غرار الشؤون الدينية ونفطال وسونلغاز والمجتمع المدني والتربية والتجارة، حيث أطلقت حملتها الوطنية بتاريخ 8 نوفمبر الجاري من أجل توعية الجميع وإنقاذ الأرواح.

مقالات ذات صلة