-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

القطيعة بين الأزواج.. تداوي المشكلات أم تعمق الخلاف بين الطرفين؟

نسيبة علال
  • 2333
  • 2
القطيعة بين الأزواج.. تداوي المشكلات أم تعمق الخلاف بين الطرفين؟
أرشيف

يسبب الانفصال النهائي صدمة لدى الزوجين، ثم يتأقلم كليهما مع الامر بمجرد الابتعاد، أما القطيعة وعيش العزلة والجفاء العاطفي بوجود الشريك، فيعد أقسى وأسوء من الطلاق في بعض الأحيان، اذ على الطرفين الفصل بين صراع محتدم يجمع مشاعر الغضب والبغضاء، ومشاعر الود وربما الندم، حينها يمكن الفصل بين ما ان كانت القطيعة علاجا للمشكلات وضمادة للمشاعر، أم سيفا يستنزف الزواج.

دروس قاسية تعلم التقدير واحترام المشاعر

تجد الاخصائية النفسية، الأستاذة نادية جوادي أن القطيعة بين الأزواج المتفقين في التوجهات، ومشاعر المودة والحب، قد تكون مفيدة في الكثيرة من الأحيان، “فهي فرصة لتجديد وترتيب الأفكار والرؤى والقرارات، ومساحة شخصية لتصفية الحسابات، وتنظيف العلاقات ثم العودة إليها بنفس مختلف مجددا”، فالعزلة التي يختارها أحدها الطرفين لفترة من الزمن، سواء في بيت الزوجية، أو في مكان آخر، يمكن ان تخلق نوعا من الحنين، وإدراك أهمية ودور الشريك في الحياة، لذلك فالكثيرون يتصالحون بعد القطيعة ويعترفون بأن العلاقة أصبحت أقوى وأمتن، يقول عبد الله 33 سنة، موظف، متزوج منذ خمسة سنوات: “عندما يحدث خلاف بين وبين زوجتي، تختار معاقبتي بالذهاب الى بيت أهلها، في تلك الفترة التي تمتد من أسبوع الى شهر، أكون قد اكتشفت خطئي، وفكرت في سبل لتصليحه، افهم كم الضغط الذي تعانيه يوميا بين مسؤولياتها داخل العائلة الكبيرة، وبين العمل بدوام كامل، بالإضافة الى تضحياتها الكثيرة من أجلي انا وطفلي، كيف تقوم بدور الوالدين بمفردها في غيابي طوال الوقت للعمل..”.

هناك من الأخصائيين من يصنف القطيعة كنوع من أنواع العتاب بين الزوجين، ويعتبرها كدليلة عن الاهتمام بدل اللجوء الى معاتبة الشريك بكلمات جارحة أو اللجوء إلى العنف معه.

البعد والخصام يغذي الخلافات ويقود نحو العداوة

رغم أن الامتناع عن التواصل مع الشريك لمدة معتبرة، هو من أشهر الأساليب المعتمدة عالميا ومنذ الازل في الخلافات بين الأزواج، والتي تبيحها الأديان والقوانين والتشريعات، وتمجدها المجتمعات العربية وتصنع لها طقوسا خاصة، الا ان هذا النمط من المحاولات لحل المشاكل قد ينتهي بما هو أبشع، في حين تجاوز الامر حدوده، وقد يتحول الى مرض اجتماعي، تقول أمينة: “عندما يدخل زوجي كهفه الغامض، يتعمق غضبي وغيضي منه، ويشتد تمسكي بفكرة الطلاق في كل مرة يقاطعني بها، فأنا لا أجد أسبابا مقنعة تجعلني أحتمل جفاؤه العاطفي، كما أن قطيعته وصيامه عن الحديث معي، ومخالطتي لا يغير الكثير في حياتنا الزوجية، على العكس، يعمق الفجوة ويجعلنا نكره بعضنا ونتصرف بحقد أكبر”.

القطيعة الروحية تفتك بالعلاقات

حسب دراسات ميدانية جامعية، يعيش حوالي 30 بالمائة من الأزواج في الجزائر، ما يطلق عليه أخصائيون وخبراء مسمى “الطلاق الروحي”، وهو مصطلح انتشر مؤخرا كدليل على نوع آخر من القطيعة والخصام بين الزوجين، بحيث يستمر الشريكان بالعيش لسنوات طويلة تحت سقف واحد، دون أي تواصل روحي أو عاطفي، تجمعهما مصالح مشتركة، أو حضانة الأطفال، تقول حسناء: ” في بداية زواجنا كان يقاطعني لأيام، لا يكلمني ولا يلتفت نحوي، يدخل من البيت لينام في غرفة الضيوف، لا يقاسمني الطعام ولا يأخذني في نزهة، ثم يخبرني أنه يستعمل القطيعة كعلاج لمشاكلنا الزوجية، وهي مذكورة في القرآن الكريم..”، تكرر الامر مع حسناء ذات 24 ربيعا، بحيث أصبح الامر روتينا شهريا لا يطاق، تضيف: “.. لقد فترت مشاعري اتجاه زوجي، حتى في أكثر لحظاتنا سعادة ورومنسية أفكر في موعد القطيعة القريب، ثم تنهار أحاسيسي، لم أعد أشعر بالاستقرار، وأنا استمر في العيش إلى جانبه من أجل ابنتنا الصغيرة ليس إلا.. ربما قد ينتهي بنا الامر الى قطيعة أبدية قريبا فأنا أفكر بالطلاق”، هذا فيما تؤكد الاخصائية النفسية نادية جوادي أن الذين لا يجدون غير القطيعة لعلاج مشاكلهم الزوجية هم أشخاص يعانون من اضطرابات نفسية تدفعهم باستمرار للهروب وعدم المواجهة، ويجدون في العزلة ضالتهم، وأن هذا الأسلوب يولد لدى الطرف المتضرر وعادة ما يكون المرأة في المجتمعات العربية شعورا بعدم الانتماء إلى الزوج.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • سيكون التعدد

    سهل والسهل الذي يتم تجاوز كل الخطوط ليصل الى هدف آني

  • نحن امام انجراف خطير

    سياخذ منا كل جميل سنمنع انفسنا من الحاضر ننعي انفسنا بمستقبل اليأس امي يئست من الكلام معي اختي تخجل من الخروج معي وانا احتاج الى عرض اكثر جودة اطمئن الشعب ان ما نراه اليوم شبيه بعجز بوتاف الم يخلف هذا ذاك وكان الامر بالصدفة