الجزائر
السفير الفلسطيني بالجزائر أمين مقبول في منتدى "الشروق":

القمة العربية بالجزائر.. وبلد الشهداء قادرة على قيادة جبهة الصمود والتحدي

الشروق أونلاين
  • 3612
  • 12
ح.م
أمين مقبول

يفكك السفير الفلسطيني بالجزائر، أمين مقبول المواقف العربية غداة إعلان الإدارة الأميركية عما سمي بـ “صفقة القرن”، ويبدي السفير الذي نزل ضيفا على منتدى “الشروق” استياء بالغا من مواقف بعض الأنظمة العربية التي وصفها بالمخزية والمتخاذلة، وبالمقابل يشيد بالجزائر، ويعتبرها الدولة القادرة على أن تكون قائدة لجهة التصدي والصمود، ويكشف كذلك عن انعقاد القمة العربية القادمة في الجزائر.

السفير الفلسطيني في الجزائر أمين مقبول يؤكد:
تفطنا لـ”مؤامرة القرن” ورفضناها منذ سنتين
كلفنا بحراستها وحراسة الأقصى وقبة الصخرة والأماكن المقدسة ولا تنازل عنها

وصف السفير الفلسطيني، بالجزائر أمين مقبول، الصفقة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ”مؤامرة القرن، وقال إن موقف السلطة الوطنية الفلسطينية واضح منذ زمن وسبق الإعلان عنه منذ سنتين تقريبا بعد تحويل أمريكا لسفارتها من تل أبيب إلى القدس، وهو الموقف الذي أبان عن بعض من تفاصيل “صفقة القرن” قبل الإعلان الرسمي عنها منذ أيام.
وذكرَ السفير الذي حل ضيفا على “منتدى الشروق”، بموقف القيادة الفلسطينية ومعها الشعب الفلسطيني الرافض لكل بنود الصفقة أو ما وصفه بـ”المؤامرة”، قائلا “القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني بكل أطيافه وفئاته وألوانه يقفون ضد هذه الصفقة وموقفهم واضح منذ سنوات”.
ولفت المتحدث إلى أن موقف السلطة الفلسطينية ليس حديثا، وسبق وأن تم الإعلان عنه قبل كشف ترامب لتفاصيل المؤامرة، ولفت إلى أنه قبل سنتين من الآن قامت الإدارة الأمريكية بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقلت سفارتها من تل أبيب للقدس، وهو ما كان بداية لإعلان المؤامرة، ومنذ تلك اللحظة –يضيف- عرفنا بعضا من تفاصيلها، وأهم ما كان فيها هو أن تعترف الإدارة الأمريكية بالقدس وضمها للكيان الصهيوني، وأضاف السفير أنه منذ ذلك الوقت أعلنت القيادة الفلسطينية موقفا واضحا ضد عملية ضم القدس، وأكدت على رفضها كل فكرة أو مبادرة من الولايات المتحدة، ليصرح “القدس بالنسبة لنا كفلسطينيين هي عاصمة دولة فلسطين وهي درة التاج والمدينة المقدسة التي كلفنا بحراستها وحراسة المسجد الأقصى وقبة الصخرة والأماكن المقدسة جميعها”.
وقال أمين مقبول أن السلطة الفلسطينية بعد إعلان الإدارة الأمريكية لموقفها المعادي للشعب الفلسطيني والأمة العربية ككل، قررت قطع كل علاقاتها الإدارية معها، ورفضت أي وساطة من الجانب الأمريكي بعد كشفها عن قناعها التآمري مع الصهاينة، وأضاف أن هذا الإجراء كلف الفلسطينيين غاليا، حيث تم الرد عليها من قبل الإدارة الأمريكية بسلسلة من العقوبات والإجراءات من بينها إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، ووقف المساعدات للأونروا “وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين”، ومحاولة شطب الوكالة لطمس قضية اللاجئين، والتحريض على الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية، فضلا عن إعلان أكثر من مسؤول أمريكي تشريع الاستيطان وضم الجولان السوري للكيان الصهيوني، وعدة إجراءات كانت ظاهرة للعيان تقوم بها الإدارة الأمريكية لكسر فلسطين، ورد الإدارة الفلسطينية – يقول السفير – كان واضحا لرفض أي تعامل مع أمريكا وأي وساطة تقترحها.
وأضاف السفير “لم نفاجأ بإعلان ترامب ونتنياهو لـ”صفقة القرن”، مشيرا إلى أن التفاصيل المذهلة والقرارات التي تضمنتها تناقص قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وتناقض مبادرة السلام العربية، فهي تحوي تنازلا عن حقوق الشعب الفلسطيني، ولفت إلى أن ترامب ونتنياهو عرضوا خطة لإنهاء فكرة الدولة الفلسطينية من خلال إخراج القدس من الأراضي الفلسطينية ومنع عودة اللاجئين وكل هذه المقترحات هي تآمرية.

السفير الفلسطيني “إلغاء اتفاقية أوسلو يحتاج دعم ومظلة عربية ودولية”

قال السفير الفلسطيني، أمين مقبول، إن القيادة الفلسطينية تدرس بتأن وحذر تطورات الوضع الحالي بعد إعلان “صفقة القرن” من قبل ترامب ونتنياهو، وأن الذهاب نحو إلغاء “مسار أوسلو” والاتفاقية المبرمة في هذا السياق من شأنه أن يؤثر على تمديد الأراضي الفلسطينية بالكهرباء والغاز والمواد الغذائية.
ولم يخف السفير، حساسية الوضع وتعقيده خاصة أن الأراضي الفلسطينية واقعة تحت الاستعمار الصهيوني وحتى لما يخرج الرئيس الفلسطيني من رام الله فلا يمكنه ذلك إلا بالمرور على الحواجز الصهيونية، وأضاف “الحديث عن إلغاء اتفاقية “أوسلو” يحتاج إلى توفير دعم عربي وأممي قوي”، معتبرا أن الإلغاء التام لها يعني الذهاب إلى صدام مع الاحتلال مباشرة، وإذا لم يكن هناك استعداد تام لذلك فالوضع سيكون كارثيا على الشعب الفلسطيني.
وأكد أن القيادة الفلسطينية ستتخذ قرارات حاسمة ومصيرية تجاه “صفقة القرن”، لكن دون الوصول لإلغاء الاتفاقيات والتنسيق الأمني الاقتصادي، خاصة أن هذا الأمر من شأنه أن يحرم الفلسطينيين من التزود بالكهرباء والغاز والمواد الغذائية، وشدد السفير أن إعلان أي قرار من هذا القبيل يحتاج إلى مظلة عربية ودولية لدعم هذه الخطوات ليصرح “القيادة الفلسطينية تدرس بحذر تطورات الوضع”.

نحو رؤية سياسية موحدة في البيت الفلسطيني
أمين مقبول “الحوار مستمر لإنهاء الانقسام الداخلي لتوحيد الصف الفلسطيني”

أكد السفير الفلسطيني في الجزائر، أمين مقبول، أن إنهاء الانقسام الداخلي والوصول إلى رؤية سياسية موحدة داخل الدولة الفلسطينية أصبح ضرورة ملحة الآن للذهاب لانتخابات تشريعية ورئاسية لمواجهة “مؤامرة القرن”.
وقال أمين مقبول، إن الاتصالات لم تتوقف من جميع الأطراف السياسية والمعارضة في فلسطين للرئيس أبو مازن والذين أعلنوا دعمهم للسلطة الفلسطينية في مواقفها الرافضة للمؤامرة الأمريكية الصهيونية، وأفاد أن الحوار سيتسمر لإنهاء الانقسام الداخلي بين مختلف الأطراف الفاعلة في فلسطين، خاصة وأن الموقف السياسي الحالي واحد لدى الأطراف جميعها سواء من حماس أو منظمة التحرير الفلسطينية، وأضاف السفير أن هذا الانقسام ما هو إلا مسائل داخلية يمكن حلها من خلال التنازل من هنا وهناك للذهاب إلى انتخابات تشريعية ورئاسية قريبا.

السفير الفلسطيني “يجب التراجع عن التطبيع بعد كشف الكيان الصهيوني عن أطماعه”

يرى السفير الفلسطيني في الجزائر، أمين مقبول، أن الكيان الصهيوني له أطماع في كل العالم العربي وليس فقط فلسطين وأنه حان الوقت لمراجعة بعض الأنظمة العربية لسياستها والعدول عن التطبيع مع دولة الاحتلال، الذي وقعت فيه بعض هذه الأنظمة جراء الدعاية الإعلامية الضخمة الأمريكية الصهيونية والتي كانت سببا رئيسا في بث سياسة الإحباط وبث الأكاذيب بخصوص إمكانية تغيير الوضع.

وشرح السفير أن تطبيع بعض الأنظمة العربية غالبا ما يكتنفه الغموض والأكاذيب من قبل الإعلام الأمريكي لإضعاف الموقف العربي، وهو الوضع القائم منذ اتفاقية “كامب ديفيد” والتي بدت فيها ملامح التراجع عن الموقف القومي، وذهب مقبول لحد القول إن جر القيادة الفلسطينية لمثل هذه الاتفاقيات دفع بالكثيرين إلى القول أنه “إذا كان الفلسطينيون قبلوا بإقامة دولتهم في جزء، فلماذا لا نقبل إقامة علاقات مع إسرائيل”، وتابع “الآن بعد ما انكشفت الإدارة الأمريكية والصهيونية أنها لا تريد السلام، فبالنسبة للدول التي قبلت التطبيع الآن ليس مبررا لها”.

في هذه الحالة فقط نقبل بدولة منزوعة السلاح

وصف السفير الفلسطيني، أمين مقبول، تصريحات الرئيس محمود عباس ابو مازن، قبوله إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، أنها “كلام سياسي دبلوماسي”، مؤكدا أن بناء مستشفى أفضل من شراء دبابة.
قدم الدبلوماسي الفلسطيني، القراءة اللازمة لتصريحات أبو مازن بخصوص إقامة دولة منزوعة السلاح، وذكر “قد يكون هذا الأمر مقبولا من السلطة الفلسطينية، وأن يقبلها جميع الفلسطينيين”، لكن هذا يتحقق في حالة “الحصول على المطالب المرفوعة وهي إقامة دولة مستقلة ذات سيادية عاصمتها القدس الشريف، مع إنهاء ملف اللاجئين في الخارج”، ويتابع “بدل شراء دبابة نفضل أن نبني مستشفى، التفوق الصهيوني ظاهر، ومسألة التسلح تصبح مسألة نسبية”.
ولكن السفير مقبول، يُذكر أن الطلب الأمريكي بفلسطين من دون سلاح، المقصود به نزع سلاح عن غزة، وأن الرد حوله لن يكون إلا إذا حُلت جميع القضايا، ليصبح السلاح الفلسطيني موحدا تشرف عليه القيادة الفلسطينية.

السلطة توقعت أن يقوم العرب بطرد سفراء الإدارة الأمريكية
مواقف دول عربية مخزية.. لكن لن نعاديها

وصف السفير الفلسطيني بالجزائر، أمين مقبول، موقف بعض الدول العربية مما سمي بصفقة القرن بـ”المخزي” وأنه “انفلات غير مسبوق”، خاصة وأن السلطة كانت تنتظر خطوات عملية من العرب، ومنها طرد السفراء الامريكان أو سحب السفراء من واشنطن الأمر الذي لم يتحقق.
سألت الشروق ممثل السلطة الفلسطينية، عن نظرتهم للمواقف العربية التي تدور في فلك الصهاينة والأمريكان، والمهللة بـ”صفقة القرن”، فرد ضيف الشروق “هنالك انفلات في الموقف العربي”، واستعمل الدبلوماسي عبارة أخرى “المواقف المعبر عنها مخجلة”، ويبدو أن الاستياء الفلسطيني هو نتيجة لما توقعته السلطة الفلسطينية من إمكانية استفاقة عربية واستعادة النخوة الضائعة، حيث قال السفير أمين مقبول “كنا ننتظر موقفا عربيا موحدا، مثل سحب السفراء /يقصد هنا السفراء العرب، أو طردهم /سفراء ترامب/، ووقف التطبيع باعتباره معاديا لحق الشعب الفلسطيني، وليس إصدار بيانات ضد صفقة القرن فقط”.
وبالعودة إلى مسار التطبيع الذي دخلته بعض الأنظمة العربية والخليجية بشكل متسارع للغاية، قال السفير “التطبيع الذي يحصل أمر مخز.. التطبيع ورد في مبادرة السلام العربية، ويأتي بعد عدة مسارات منها الانسحاب الصهيوني من الأراضي المحتلة عام 1967 بما في ذلك الجولان السوي، وحل ملف اللاجئين، لكن الاحتلال يطبق المبادرة من الآخر”. وأعاب أمين مقبول، العبارات التي تحدثت بها بعض وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الأخير بالقاهرة، بطلب من الرئاسة الفلسطينية، رغم الموقف الذي خرجت به الجامعة العربية في بيانها الختامي برفض “صفقة القرن”، واستغرب ضيف الشروق امتداح دور الإدارة الأمريكية في “مؤامرة القرن”، واستشهد هنا بكلام للرئيس أبو مازن مفاده “الدور الأمريكي واضح في هذه المؤامرة، وهي تقف وراء النكبات التي طالت القضية الفلسطينية”، وتابع “المحافظون الجدد همهم اكبر ممن استهداف فلسطين فقط، بل الأمة العربية والإسلامية، وهذا الأمر يتطلب موقفا إسلاميا موحدا”.
وعن المسافة التي ستقف عندها السلطة الفلسطينية، حيال العرب المطبعين والمتخاذلين كما وصفهم، ذكر المتحدث “قلنا يجب أن نجري عملية فرز للدول العربية، لكن بعد الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب، والاستماع لكلمات الدور الحاضرة، التي أكدت على حق الفلسطينيين والدولة الفلسطينية، كان علينا أن نتوقف”.
ونبه الدبلوماسي، أن بلاده ليست لديها النية لمعاداة الأنظمة العربية، لكن ذلك سيحث في حالة ما كشرت هذه الأنظمة عن أنيابها اتجاه فلسطين، وهنا أكد “في هذه الحالة يصبح لزاما أن نقف في وجهها ونتصدى لها”، وبرر تحفظ القيادة الفلسطينية عن معاداة الأنظمة العربية المتخاذلة والمقربة من الكيان الصهيوني أبانه هذا “حكمة وتوري”.

قال إنها ستحضن القمة العربية
الجزائر مؤهلة لقيادة جبهة الصمود والتحدي

كشف السفير الفلسطيني، أمين مقبول، أن الجزائر ستحتضن القمة العربية، وهي فرصة ليحظرها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن ويلتقي خلالها بنظيره عبد المجيد تبون، وأكد أن الجزائر قادرة أن تقود جبهة الصمود والتحدي.
أشاد الدبلوماسي الفلسطيني، بالمواقف الثابتة للجزائر من القضية الفلسطينية، كما هو الحال لبيان الخارجية الرافض لـ”صفقة القرن” وبعدها تصريح الرئيس عبد المجيد تبون في لقائه مع نظيره التونسي قيس سعَيد.
ووصف السفير أمين مقبول، الموقف الجزائري والتونسي، بأنهما “متميزان ومتقدمان للغاية”، وذكر “الموقف الجزائري ثابت، ولهذا البلد العظيم دور كبير في دعم قضيتنا منذ انطلاق ثورتنا عام 1965، واستمر الموقف ثابتا داعما دون تغير، وربما تجاوز القيادة الفلسطينية في التمسك بالقضية الفلسطينية”، وفي اعتقاد المتحدث فإن الجزائر بإمكانها قيادة جبهة الصمود والتحدي، لترفع من الموقف العربي وتجدد الثقة في الشعوب العربية، وإن أقر بصعوبة هذا الدور، لكنه هذا ممكن التحقق بمعية الجارة تونس.
وكانت الفرصة للسفير ليشيد بموقف تونس الذي عبَر عنه الرئيس قيس سعَيد، وقال بخصوصه “الموقف التونسي موقف شجاع وصارم وحاد، ويعيدنا لمرحلة الخمسينيات، لما كان النفس الثوري العربي عاليا وشاهقا”.
وبالعودة للجزائر، كشف أنها ستحتضن القمة العربية التي ستعقد إما شهر مارس أو أفريل (الراجح شهر أفريل)، بحسب المعلومات التي ابلغ بها من طرف وزار الخارجية الجزائرية، وأفاد أنه رفع طلبا يتعلق بزيارة الرئيس أبو مازن للجزائر، وهو ينتظر الموافقة عليها.

مقالات ذات صلة