-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تابعوها باهتمام وتوقّفوا عند تفاصيلها

القمة العربية تزيد الجزائريين فخرا في شهر الثورة

كريمة خلاص
  • 1521
  • 0
القمة العربية تزيد الجزائريين فخرا في شهر الثورة
ح.م

شدّت مجريات القمة العربية الـ31 المنعقدة في الجزائر يومي 1 و2 نوفمبر الجاري انتباه واهتمام الجزائريين على اختلاف أعمارهم وانتماءاتهم السياسية، وبعثت فيهم العزة والافتخار بالانتماء إلى بلدهم لما حقّقه من إنجاز يحسب له في لمّ شمل العرب على أرض المليون ونصف المليون شهيد في شهر الثورة، ولما أبانت عنه من حسن تنظيم وكرم ضيافة.

أينما تولي وجهك تجذبك أحاديث القمّة وتفاصيلها الدقيقة التي لم يفوتها المواطنون وروّجوا لها بامتياز على مواقع التواصل الاجتماعي.. استقبال الرئيس تبّون لرؤساء الدول وخطابه الذي ألقاه بمناسبة افتتاح الأشغال وكذا حضور الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام للاتحاد الإفريقي وحركة عدم الانحياز ورسالة الرئيس الروسي بوتين وغيرها من التفاصيل والجزئيات كانت محل تمحيص ونقاش عميق بين مواطنين تحولوا إلى “محللين سياسيين وخبراء في العلاقات الدولية والإستراتيجية”، وهي مؤشرات على مدى الاهتمام بالحدث الذي كان يمر في سنوات سابقة دونما اهتمام من قبل عامة المواطنين.

“الجزائر” و”القمة العربية” من أكثر المحتويات رواجا على مواقع التواصل
ومن أكثر المحتويات التي يتم تداولها هذه الأيّام بشكل كبير هي منشورات وفيديوهات مصوّرة تتعلق بالقمّة العربية والجزائر التي تحتضنها، حيث أنّ القمة العربية شكّلت “الترند” على موقع “تويتر” وإلى جانبها الجزائر، وإلى ذلك تم تداول مقتطفات لأشغال القمة مركبة ومرفوقة بأغان وطنية تشدّ الحمية على “الفيسبوك” و”تيك توك” وكذا “انستغرام”… ونالت كل تلك المنشورات تعليقات عديدة وتشاركا واسعا بين روّاد العالم الافتراضي، الفيلات 123 التي أقام فيها ضيوف الجزائر نالت هي الأخرى حصّتها من المتابعة والمشاهدة.

لقطات عفوية تحت مجهر المواطنين
وتطرّق مواطنون “واقعيا وافتراضيا” إلى بعض اللقطات العفوية التي صنعت الحدث أثناء القمة العربية وعلى هامشها ومنها تصريح رئيس الجمهورية عبد المجيد تبّون على هامش اختتام أشغال الجلسة الافتتاحية الذي هتف بحياة الجزائر قائلا “تحيا الجزائر” وهو يسحب إليه ميكروفون التلفزيون العمومي.. لقطة تم تداولها بشكل واسع جدا على كافة المنصات.. وكذا حديثه إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس المصري أثناء التقاط الصورة الجماعية لأشغال القمة، وما زاد الاهتمام أكثر ببعض المقاطع المصورة أثناء خطاب الرئيس تبّون هو جعل القضية الفلسطينية قضية محورية وأساسية في أشغال القمة وقوله أن “القضية الفلسطينية تبقى القضية الأولى للعرب”.
ومن بين اللقطات العفوية التي شدّت الانتباه ما قاله الرئيس تبّون أثناء إلقاء خطابه وأنّ الأمر جاء بتوجيه من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

ربيج: قمّة الجزائر الأكثر تمثيلا ومتابعة…
وفي هذا السّياق، أرجع المحلّل السّياسي علي ربيج، في تصريح للشروق، الزّخم الذي أخذته القمّة والالتفاف الجماهيري عليها وطنيا ودوليا من قبل عامة الشعب وليس النخبة فقط، إلى تأخّر انعقادها منذ 2019 في تونس تاريخ انعقاد آخر قمة وتأخّر البت في كثير من القضايا الحسّاسة والهامة، خاصة وأنّ “القمة تعقد بعد ما يسمى بالحرب الروسية الأوكرانية التي انعكست تداعياتها بشكل مباشر على هذه القمة بسبب الفجوة التي تركتها الأزمة في العلاقات الدولية واحتمال مواجهة عكسرية والتخوف من أن تكون المنطقة عرضة للتجاذبات الدّولية وعودة الحرب الباردة، كما أنّ هذه الحرب أبانت عن فجوة في الإمدادات الغذائية منها الحبوب، خاصة أنّ روسيا وأوكرانيا من أكثر الدول التي تمدّ تلك الدول العربية التي تعتمد على استيراد نحو 42 مليار دولار سنويا من الغذاء”.
وأضاف ربيح بأنّ “القمة مهمة جدّا، لأنها تعقد في الجزائر والتاريخ يقول أن كل القمم الجزائرية السابقة أثبتت أهميتها وتوصياتها كانت تترجم على أرض الواقع”.
وهي أيضا مهمّة لمشاركة عدد أكبر من الرؤساء والوفود فيها، فهي إذن أكثر القمم تمثيلا وحضورا وهي أكثر القمم التي عرفت حضور عدد كبير من المنظمات الدولية والإقليمية على غرار الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وعدم الانحياز، ورافقها اهتمام من قبل الشارع العربي، فكل مواقع التواصل الاجتماعي تتداول أخبار هذه القمة وكل ما يدور فيها.
وزادتها المواضيع الاقتصادية والتكتل الاقتصادي أهمية مع إمكانية تحقق الحلم العربي في تحقيق مشروع عربي اقتصادي.
بالإضافة إلى أنّ القمة، يقول ربيج، “لاقت ترحيبا وطنيا وعربيا وأعادت لنا القضية المركزية والجوهرية وهي القضية الفلسطينية التي سبقها إعلان تاريخي ولم يسبق لأي دولة اختراق جدار الصمت الفلسطيني ولعب دور الوسيط المعتدل والكفء ما أثمر عن توقيع مصالحة فلسطينية – فلسطينية بين 14 فصيلا.. الخطوة التي نتوقع أن تؤدي إلى انتخابات فلسطينية وتعزيز موقع الطرف الفلسطيني في المفاوضات وإعادة القضية إلى أروقة الأمم المتحدة وهو ما ذهب إليه الرئيس تبّون عندما قال “أدعو العرب إلى الوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية وقبول عضوية فلسطين كدولة كاملة الحقوق”.
كل هذه المعطيات جعلت الالتفاف شعبويا أكثر منه نخبويا على القمة العربية بالجزائر، فالحدث كبير وملفت لانتباه الشارع العربي والمجتمع المدني الذي أصبح يضغط أيضا بدوره في الحياة السياسية، فكل هذه الأمور كانت محط أنظار الشباب والمواطنين على اختلافهم، لأن اللاأمن واللااستقرار يثير مخاوف الجميع.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!