القمة العربية وفلسطين.. بوريطة يغرد خارج السرب بالقاهرة!

اختار وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، التغريد خارج السرب، خلال اجتماع لوزراء الخارجية العرب بالقاهرة، والذي تبنى اقتراحا جزائريا باحتضان القمة القادمة يومي 1و2 توفمبر 2022، وهو ما عارضه مبعوث الملك، كما تذكّر وجود قضية فلسطينية، بعد أن تفوقت بلاده حتى على الدول الغربية، في ابرام اتفاقيات اقتصادية وأمنية مع تل أبيب.

واحتج بوريطة، في كلمته خلال الاجتماع على التاريخ الجديد للقمة المقرر بالجزائر، بدعوى إنه خالف التقاليد، وكان يجب عقدها شهر مارس، قائلا: أن القادة العرب أبانوا سنة 2000 من خلال اعتمادهم الملحق الخاص بتاريخ ودورية وانتظام القمم العربية شهر مارس من كل سنة.

وفي وقت، زكّى كل وزراء الخارجية العرب وكذا الامانة العامة للجامعة العربية، مقترح الجزائر حول تاريخ القمة، والتي تم حجبها سنتي 2020 و2021، بسبب الجائحة، تجاهل بوريطة الظروف الصحية الدولية ونصب نفسه وصيا على “تقاليد الجامعة” ولوائحها.

ولم يتذكر الوزير المغربي، الحريص على احترام اللوائح العربية والعمل العربي المشترك، أن الدول العربية لديها مبادرة تعود إلى عام 2002، تشترط أن يكون أي تطبيع مع اسرائيل بـ “إنهاء احتلال كل الأراضي العربية التي احتلتها إسرائيل عام 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، ومنح الفلسطينيين حق تقرير المصير”.

وأكثر من ذلك، فإن ممثل العاهل المغربي، وبعد سلسلة اتفاقيات سياسية، اقتصادية وأمنية، مع الاحتلال الاسرائيلي، لم توقعها حتى دول غربية حليفة لاسرائيل، مازال يسوق لخطاب بأنه يجب الاهتمام بـ “قضايانا العربية المركزية وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي تشكل محور اهتماماتنا وأولوياتنا، بعيدا عن منطلق المزايدات والتوظيف السياسي”.

وحسبه، فالقضية “تمثل إحدى ثوابت السياسة الخارجية للملكة المغربية منذ الاستقلال ويظل صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله حريصا عليها ومتشبثا بالدفاع عنها”.

وقدم بوريطة “فتوى” جديدة للعرب، بشأن القضية الفلسطينية، يقول فيها إن “نصرة هذه القضية ينبغي أن يأخذ أساليب ومناهج مختلفة تجعلها منسجمة مع تطورات العصر لكي تكون أكثر فعالية”، دون أن يوضح طبيعة هذه المناهج، وهل تعني كما فعل نظامه، فتح أبواب المنطقتين العربية والافريقية أمام الصهاينة، وشرعنة احتلال اسرائيلي يقتل الفلسطينيين يوميا.