جواهر

القولون العصبي عدوّك اللدود فاحذريه

جواهر الشروق
  • 11557
  • 0
ح.م

القولون العصبي مشكلة صحية واسعة الانتشار بين كثير من الناس حيث تصل نسبة الانتشار أكثر من 10 إلى 20 شخصاً لكل مائة شخص في كل من أميركا وأوروبا وتقل النسبة قليلا في آسيا وأفريقيا.

وتقول إحصاءات الدول الغربية أن النساء أكثر إصابة من الرجال بنسبة الضعف إلى ثلاثة أضعاف كما تقول شبكة صحة الطبية، وربما كانت المشاعر المرهفة للمرأة وسرعة تقلبات مزاجها والجانب النفسي لها سببا في ذلك. 

تتمثل بعض أسباب القولون العصبي أي، الأسباب التي تؤدي إلي اعتلال وظيفي مؤقت في عمل الجهاز الهضمي) بالآتي،  التدخين وبعض الحالات النفسية التي يكون فيها الشخص قلقاً أو مكتئباً أو حزيناً، بعض المأكولات والتي يختلف نوعها من شخص إلى آخر. 

 والقولون العصبي مشكلة إكلينيكية مزمنة تشمل مزيجا من آلام البطن وتغيرا في عادات تفريغ الأمعاء ويمكن أن يعاني المرضى أيضا من سلسلة من المشاكل المرتبطة بهذه الحالة مثل الشعور بعد التفريغ الكامل للأمعاء، شكل غير طبيعي للبراز، إفراز المخاط وشعور بالانتفاخ، وتطبل في البطن.  

 ويمكن للقولون العصبي أن يظهر بدرجات مختلفة من الحدة وفي أكثر أشكاله المدمرة، تكون الأعراض طويلة الأمد، مسببة العجز وثابتة دائما ولها ارتباط ضئيل بتناول الطعام أو حركة الأمعاء.  

 أما في الحالات الأخف حدة، يمكن للأعراض أن تظهر نتيجة لتناول بعض أنواع الطعام أو حركة الأمعاء وبغض النظر عن حدة المرض، فإن القولون العصبي مرض مزمن و يلازم المريض طوال حياته و في كثير من الأحيان.  

ما هي أسباب المرض؟  

ظل العلماء يعتقدون لمدة طويلة أن تشنج القولون أو العوامل النفسية كانت السبب لهذا المرض وحتى لو أن هذه العوامل يمكن أن تكون مرتبطة بالقولون العصبي لدى بعض المرضى، فأنها لا تبدو بلعب دور رئيسي في المرض في المقام الأول.  

وفي السنوات القليلة الماضية تمكن العلماء من تحديد خلل محدد في القولون السجمي (sigmoid)، المستقيم والشرج من شأنه إيجاد تفسير لمعظم أعراض القولون العصبي مثل الانتفاخ، تكون الغازات، الشعور بالامتلاء أو الإمساك.  

ويمثل الخلل هذا زيادة الحساسية في أجهزة الاستشعار الموجودة في جدران الأمعاء ويمكن مقارنة الحساسية الداخلية هذه بما يحدث حين يكون الشخص مصابا بحروق الشمس حيث أن اقل لمسة أو حتى نسمة هواء يمكن أن تكون مؤلمة بينما أن الجلد غير المصاب يكاد بكل صعوبة الشعور بنفس المحفز وفي الشخص المصاب بفرط الحساسية هذه يمكن لعمليات انقباض الشرج أو القولون و تمددهما أن تؤدي إلى إحساس شديد و لذا يبدو أن معظم أعراض القولون العصبي تنجم عن الإدراك المفرط للأحاسيس الداخلية.  

وفي كثير من الأحيان هناك أعراض أخرى لفرط الحساسية مرتبطة بالقولون العصبي فالمريض يمكن أن يشعر بصداع أو ألم في أسفل الظهر، أو الألم أثناء الجماع ويمكن أن يعزى ذلك لحقيقة أن الآليات التي تسبب فرط الحساسية في القولون يمكن أن يكون لها نفس الأثر أيضا على أجزاء أخرى من الجسم.  

ولا تزال أسباب فرط الحساسية هذه غير معروفة لحد الآن فقد تكون هناك عوامل وراثية تجعل الشخص أكثر عرضة للمشكلة وعلى كل حال، فإن الشخص حين يكون عرضة للإصابة بالقولون العصبي، تصبح عوامل في البيئة التي يعيش فيها أكثر المسائل المثيرة للحالة والمفاقمة لها. 

ما هي الأشياء التي تؤثر على المشكلة؟  

إن مجرد شرب الماء في بعض الأحيان يمكن أن يسبب الانتفاخ في بعض المرضى أما بالنسبة للآخرين، فإن أنواعا محددة من الطعام يمكن أن تسبب أو تكون ذا علاقة بانتفاخ المعدة بما في ذلك البهارات، منتجات الحليب، المواد الصناعية المحلية، الحوامض والدهون.

ويمكن أن تتفاعل كافة هذه المواد مع نفس المستقبلات العصبية في القناة الهضمية ويمكن أن تثير المشاكل العاطفية، اضطرابات النوم، الحزن، الاكتئاب والقلق أعراض القولون العصبي وكذلك المواقف التي يمكن للفرد أن يعتبرها مثيرة للتوتر وفي معظم الأحيان تظهر الأعراض بسبب عدة عوامل.  

ما الذي يمكن عمله؟  

 القولون العصبي لا يمكن شفاؤه ولكن يمكن السيطرة عليه في كثير من الحالات وفي الوقت الذي يحاول العلماء فيه اكتشاف أسباب فرط الحساسية وتطوير أدوية فعالة، فأن هدف المعالجة يتمثل في تخفيف حدة الأعراض الى مستوى بحيث لا تتدخل في نمط حياة المريض.  

وتكمن الخطوة الأولى في مراجعة الطبيب من أجل استبعاد أي مرض آخر يمكن علاجه وتثنيت تشخيص القولون العصبي لدى المرضى ويمن إصلاح بعض أوجه الخلل الجسدية بالجراحة بينما تمكن الأدوية من تخفيف الإسهال، الإمساك و الألم.  

ويستطيع المختصون بتحديد مثيرات الحالة لدى معظم المرضى سواء كانت هذه غذائية، سلوكية أو نفسية و ذلك من اجل التخطيط لعلاج ناجح ويمكن أن يشمل العلاج الأدوية، التدريب على الاسترخاء ،العلاج النفسي القصير الأمد، الإبر الصينية والاستشارات الخاصة بالتغذية وفي العادة فإن مزيجا من هذه يعتبر الأكثر فعالية.  

وبصورة عامة ،تصبح الاستجابة للعلاج أكثر فاعلية حين تكون الأعراض مرتبطة بشكل محدد بالمثيرات الغذائية أو السلوكية وحين يتقبل المريض الطبيعة الخاصة للمرض.

مقالات ذات صلة