الرأي

القيم الإنسانية المشتركة

باري لوين
  • 1460
  • 5
أرشيف

ذكرتُ في مقالي الأخير الأمير عبد القادر، وبصدفة، زرت الأسبوع الماضي ساحة الأمير عبد القادر في الجزائر العاصمة وهذا مع وزير الدولة للشرق الأوسط بوزارة الخارجية البريطانية السيد “اليسار برت” والتقينا برئيس بلدية الجزائر الوسطى وتبادلنا حوارا رائعا حيث أطلعنا على برنامج إعادة تهيئة المباني التاريخية للمدينة وكان الحوار مثيرا للاهتمام.

بما أن الوزير كانت له رغبة في تجربة الحياة الليلية في شوارع العاصمة أثناء شهر رمضان المبارك، قمنا بجولة في ساحة الأمير عبد القادر التي كانت مزدحمة بالناس المبتهجة وأكلنا حلويات رمضانية في مقهى “ميلك بار” المشهور، حيث التقى الوزير ببعض الشباب الجزائريين للحوار عن مستقبل العلاقات بين البلدين الصديقين فشهر رمضان هو أيضا للحوار بين الأجيال والأصدقاء.

كانت هذه الزيارة السادسة للوزير بالجزائر، فبلَّغ تفاصيل الزيارة وانطباعاته عن الجزائر في الفيديو الذي قد سجَّله في ساحة الأمير عبد القادر وهذا على صفحة الفايسبوك للسفارة.
https://www.facebook.com/ukinalgeria/

قبل هذه الزيارة، كانت هناك مناقشاتٌ رسمية حول الشراكة في إطار الأمن الاستراتيجي بين البلدين مع المسؤولين الجزائريين الكبار وكذلك الاجتماع الودي المفيد مع معالي وزير الداخلية. وفِي هذا الشأن تطرق الطرفان إلى كيفية استفادة الشعبين من العلاقة الثنائية في مجال الأمن.

لقد سمعتُ مؤخرا عن حادثين يمثلان هذه الشراكة بين البلدين؛ الأول عن مواطن بريطاني كبير السن، كان مسافرا على متن سفينة سياحية مارة قرب الجزائر وأصيب بمرض خطير، فنقلته قوات حرس السواحل الجزائرية إلى المستشفى وتم إنقاذه. وفي حادثٍ آخر، ساعدت سفينة القوات البحرية البريطانية صيادين جزائريين كانا ضائعين في البحر. تبرز هاتان الحادثتان خدمة القوات المسلحة للشعب والعلاقة الودية بين البلدين، وتعكس التزام البلدين للمبادئ الإنسانية الدولية. وفي هذا الخصوص، يجدر التذكير بتراث الأمير عبد القادر في مجال القيم الإنسانية والحقوق الدولية، فقد حمى المسيحيين واليهود أثناء الاضطرابات في دمشق، وكتب في رسالة في سنة 1862 بأن أعماله كان يمليها احترام “حقوق الإنسانية”، مصطلحٌ أطلقه قبل اعتماد البيان العالمي لحقوق الإنسان بعد 85 سنة في سنة 1948.
وفِي الوقت نفسه، استعان الأمير بآيةٍ من القرآن تقول: “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً”، ومعناها أنه “من ينقذ حياة واحدة فكأنه أنقذ العالم بأكمله”. وشهدنا هذه المبادئ القيِّمة في الأحداث الأخيرة مع القوات المسلحة الجزائرية والبريطانية فأنقذوا البريطانيين والجزائريين.

مقالات ذات صلة