“الكاف” يواصل التهريج ولا صوت يعلو فوق سيادة الجزائر

تواصلت مهازل الاتحادية الإفريقية لكرة القدم، وتواصل معها مسلسل الاستفزازات المغربية على الجزائر، بعد ما قام نادي نهضة بركان بالتنقل إلى الجزائر بقميص فيه خريطة، صنعتها مخيلة الجيران، تخرق فيها لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” والاتحاد الإفريقي لكرة القدم “الكاف”، كما تسيء فيها إلى أحد مبادئ الدولة الجزائرية، وموقفها الداعم للقضية الصحراوية ضد الاحتلال المغربي.

ورغم أن قميص نهضة بركان كان خاليا من تلك الخريطة في كل لقاءاته السابقة إلى غاية تنقله إلى الجزائر لمواجهة اتحاد العاصمة، حيث قرر وضع صورة لخريطة المغرب، تضم الأراضي المحتلة للصحراء الغربية، ولكنها في المقابل منقوصة من أرضه في “سبتة وميلية”، وهو أمر كان مقصودا من ممثل فوزي لقجع في منافسة “الكاف”، متحديا أعراف ومبادئ الدولة الجزائرية، التي تدافع دائما عن الأراضي المحتلة، وتطالب بحق تقرير مصير الشعوب منذ الأزل.

سيناريو الفيلم كتبه الإعلام المغربي بعد الهالة الإعلامية الكبيرة التي حاول إحداثها، من خلال اتهام الجزائر باحتجاز الوفد المغربي بمطار هواري بومدين، غير أن كل الصور والفيديوهات، أثبتت أن تشكيلة نهضة بركان، كانت تجول بكل حرية داخل المطار، وتم استقبالها بأفضل طريقة ممكنة، في حضور رئيس مجلس إدارة نادي اتحاد الجزائر، كمال حسينة، وممثل عن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، غير أن ما صور في الإعلام الغربي، لا يعكس تماما ما كان يجري في أروقة مطار هواري بومدين.

تطور الأحداث وموقف ممثل “الكاف”، وتهديداته بإقصاء اتحاد العاصمة من المنافسة، جاء ليؤكد للمرة الألف، أن الهيئة الإفريقية أصبحت رهينة للمدعو “لقجع”، وأصبح الآمر الناهي في قراراتها، ما يعتبر إهانة للقارة السمراء، وما قام به الفريق المغربي، ما هو إلا امتداد لسلسلة الاستفزازات وتعدٍّ صارخ على أخلاقيات الكرة، في قارة أصبحت الأخلاق فيها فعلا ماضيا ناقصا.

التجاوزات المغربية على كل ما هو جزائري ليست وليد اليوم، بل انطلقت من تنظيم البطولة الإفريقية لكرة اليد بمدينة سمارة المحتلة، ما جعل عديد الأندية الجزائرية تنسحب وترفض المشاركة في تلك الدورة، بالإضافة إلى التحامل الكبير، والاستفزازات في بطولة إفريقيا للناشئين التي أقيمت في الجزائر قبل سنتين، وصولا إلى مهزلة تنظيم كأس أمم إفريقيا 2025، دون إغفال التصريحات المستفزة من غلام المخزن “لقجع”، على كل ما هو جزائري، وحتى المدرب السابق لزملاء زياش، تم إقالته بسبب تصريحه الشهير، ودفاعه عن الجزائر من تكالبات الصحفيين المغاربة، في تلك الفترة، ما يوضح الحقد المدسوس من طرف المسؤولين في الجهة الغربية.

من جهة أخرى، الأمر الذي يبيّن التناقض الموجود في قضية القميص المفبركة، أن كل المواجهات التي جمعت الأندية الجزائرية والمغربية في العديد من المرات وفي مختلف المنافسات، بالإضافة إلى المنتخب المغربي الذي شارك في عدة دورات ومواجهات مع المنتخب الوطني، غير أنه لم يسبق لأي ناد أو منتخب مغربي، أن وضع على قميصه هذه الخريطة المستوحاة من مخيلة نظام المخزن، التي ستبقى مبتورة من مدينتي ميلية وسبتة، وهما المدينتان الأولى بالتواجد في الخريطة المغربية، وليس الأراضي الصحراوية، لكن، إذا عرف السبب بطل العجب، ونهضة بركان هو فريق رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، فوزي لقجع، لتتضح الرائحة السياسية النتنة في لقاء الاتحاد.

المتاهات السياسية في الكرة المغربية، ستجعل الأمر يتأزم أكثر فأكثر، في حال لم يكن هناك رد فعل قوي من “الكاف”، فالجارة المغربية، أصبحت تستعمل أساليب قذرة حتى في الشكليات، على غرار جوائز الكاف، وغيرها من الأحداث، وأبرز مثال ما عاناه الأشقاء الليبيون في اللقاء الماضي، حين انهزم أبو سليم أمام منافس الاتحاد بفضيحة تحكيمية كبيرة، وهذا ما جعل الأمور تتعدى الواقعية، والأخلاق الرياضية.

هذا ما ينص عليه قانون الفيفا والكاف:

بعد استفزازات نادي بركان المغربي باللعب أمام اتحاد العاصمة بأقمصة تحمل خريطة المغرب، وهي تضم أراضي الصحراء الغربية المتنازع عليها، فإن المادة الرابعة من قانون الاتحاد الدولي لكرة القدم تشرح هذه القضية جيدا حيث تقول: يمنع استعمال أي شعار أو رمز سياسي أو ديني أو شخصي ويمنع اللاعبين من ارتداء هذه الشعارات أو الصور و حتى الرسائل حتى على أقمصتهم الداخلية وفي حالة العكس اللاعب والفريق سيعاقب من منظم المنافسة (الكاف) و الاتحاد الدولي لكرة القدم. وتطبق المادة الرابعة على كل العتاد و الألبسة سواء اللاعبين الأساسيين والاحتياطيين القميص يحمل رقم واسم اللاعب شعار الفريق شعار يروج لكرة القدم واحترام النزاهة والإعلانات المسموح بها من قبل الهيئة المنظمة للمنافسة.

قوانين المنظمة للمنافسات الكروية على مستوى الكاف تنص في المادة السادسة (البند السابع) على ضرورة توافق الإعلانات والشعارات مع قوانين البلد المضيف ولا تتعارض مع سيادته.

الحكم الدولي السابق محمد زكريني:
نهضة بركان وضع “الكاف” في حرج أمام “الفيفا”

أكد محمد زكريني، الحكم الدولي السابق، أن إجبار اتحاد العاصمة على خوض مباراة ذهاب نصف نهائي كأس الكونفدرالية الأفريقية، أمام نهضة بركان المغربي، بأقمصته الجديدة، قد يضع “الكاف” في موقف محرج أمام الفيفا.

وقال زكريني في تصريحات صحفية: “بعثة نهضة بركان حظيت باستقبال حار لحظة وصولها إلى الجزائر، ولكن ما حدث بعدها مؤسف حقا”.

وأضاف: “هناك قوانين خاضعة للفيفا، وكلها تسري على جميع دول العالم، وبحسب الفقرة الخامسة من المادة الرابعة، لا يمكن أن تحمل الألبسة الرياضية أي شعار سياسي”.

وأضاف: “القوانين تمنع منعا باتا استخدام أي شعار سياسي أو ديني على قميص النادي، أو وضع أمر شخصي، كما لا يسمح للاعبين بعرض شعارات فوق القميص أو تحته”.

وختم: “إذا كان الفيفا يمنع وضع شعارات تحت القميص، فكيف هو الأمر بالنسبة لفريق يضع شعارات سياسية على القميص نفسه. أعتقد أن الكاف سيكون في ورطة كبيرة لو وافق على ذلك”.