الكاميرون لعبت ضعف مباريات الجزائر في المونديال

حقق المنتخب المغربي، بتأهله على حساب إسبانيا، تأهلا تاريخيا إلى الدور ربع النهائي، لأول مرة بالنسبة لمنتخب عربي، وهو رابع تأهل لمنتخب إفريقي إلى هذا الدور المتقدم، وليس أمام المغرب سوى القتال من أجل بلوغ المربع الذهبي الذي سيكون سابقة بالنسبة لإفريقيا، ويضمن بذلك بلوغ سبع مباريات كاملة في الدورة، لأنه حتى في حالة الخسارة فسيلعب مباراة ترتيبية.
ومع كل هذا الإنجاز الفريد للمنتخب المغربي، يبقى التواجد الإفريقي محتشما جدا، لأن بلوغ أربع منتخبات إفريقية فقط الدور ربع النهائي، على مدار قرابة قرن يعتبر أمر قليل جدا خاصة أن الدوريات الأوروبية صارت مفتوحة الأبواب أمام جحافل من اللاعبين الأفارقة، الذين صاروا يلعبون مع كبار العالم ويفوزون برابطة أبطال أوربا وينافسون على الكرة الذهبية في صورة محمد صلاح وساديو ماني.
ويُعد الوصول إلى الدور ربع النهائي من بطولة كأس العالم، لحد الآن هو أكبر إنجاز إفريقي، وقد نجح أربع منتخبات فقط في تحقيقه، وهم الكاميرون الذي كان أول من تحدى الكبار في مونديال إيطاليا 1990، ولم يوقفهم سوى إنجليترا بنجمها لينيكر وبصعوبة بليغة عندما استفاد من ركلتي جزاء وهذا في زمن الأسطورة روجي ميلا، والسنغال في مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002، وتم توقيفهم أيضا بصعوبة بهدف واحد أمام تركيا، وغانا في مونديال جنوب إفريقيا 2010، حيث كانت على بعد ركلة جزاء في آخر دقيقة أمام الأورغواي، حيث حصلت غانا على ركلة جزاء فأضاعتها ثم خسرت في ركلات الترجيح، وأضاعت على نفسها وعلى القارة السمراء بلوغ نصف النهائي، ليصل إلى نفس الدور منتخب المغرب الذي سيواجه البرتغال من أجل كسر هذا الحاجز النفسي وربما الفني بالنسبة للأفارقة، ويبقى الإشارة إلى أن الكاميرون يعتبر صاحب أكبر عدد من المباريات لفريق إفريقي في تاريخ كأس العالم برصيد 26 مباراة. أي ضعف ما لعبته الجزائر في المونديال حيث لم تزد مبارياتها عن 13 في أربع مشاركات، بثلاث مباريات في كل دورة، ولكن بأربع مبريات في دورة البرازيل، بمعنى أن الفارق ارتفع كثيرا بعد تضييع الخضر التأهل للمونديال في المناسبتين الأخيرتين في روسيا وقطر، مع العلم أن أول تأهل للكاميرون إلى المونديال كان في سنة 1982 مع الجزائر.
تواضع الجزائر بأنديتها في المنافسات الإفريقية حيث لم تفز برابطة الأبطال بصيغتها الحديثة سوى مرة واحدة في سنة 2014، ولم تتوج بألقاب الفئات الشبانية، كما أن الاكتفاء بلقبين فقط في كأس أمم إفريقيا هو قليل جدا مقارنة مع الكاميرون ومصر.
لا نظن بأن هناك عاشق للكرة في القارة السمراء مثل الشعب الجزائري، وهو البلد الأغنى أيضا ومع ذلك تمر السنوات ومنتخبات مثل تونس والمغرب والكاميرون تزيد في الفارق بيننا وبينهم، أما عن الكرة المحلية فإن ما تحققه الأندية في رابطة أبطال إفريقيا وكأس الكونفدرالية يجيب بصراحة.