-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الكورونا تطرق أبواب الأطفال.. حينما تشتكي البراءة ضيق العيش

صالح عزوز
  • 1425
  • 1
الكورونا تطرق أبواب الأطفال.. حينما تشتكي البراءة ضيق العيش

لا ينتبه الكثير منا، إلى أن كورونا مست كل أطياف المجتمع دون استثناء، أي كل الفئات العمرية صغيرا وكبيرا، والدليل اليوم، أنها طرقت أبواب البراءة، وبدأنا نسمع من هنا وهناك، أن أطفالا رضعا وتلاميذ في عمر الزهور مسهم هذا الداء. وحين يصل الخطر إلى فلذات أكبادنا، فإن الأمر أصبح أعظم وحقيقة يجب عدم المجادلة والمراء فيها، لذا، يجب علينا الاجتهاد بكل الطرق، من أجل الحفاظ على سلامتهم، مهما كلف الثمن.

ليس ببعيد عن هذا التاريخ، الذي أرخ لإصابة العديد من الأطفال، كنا نسمع أنه لا يمس الأطفال وهم بعيدون كل البعد عنه، وكانت هذه حقيقة، لأن هذا الداء يصل اليوم إلى العام الثاني، وظهر عند الأطفال في الآونة الأخيرة فقط، نتيجة لتحول هذا المتحور إلى شكل جديد، وأصبح كل أفراد المجتمع معرضين له، حتى الأطفال الرضع.

نشرت الكثير من الجرائد والصحف صورا لأطفال يتنفسون بأجهزة التنفس الاصطناعي، أو قارورات الأكسجين.. وهي مشاهد لمعاناة البراءة. صور لم نكن نعتقد أننا سوف نراها في مجتمعنا، لكنها حقيقة. وهذا يدل على أن إمكانية السيطرة على هذا الفيروس بعيدة كل البعد، خاصة وأنه يأخذ أشكالا جديدة، وكذا موجات متتابعة تصيب المجتمعات وبتسميات عديدة.

قبل الحديث عن الإصابات التي مست بعض أطفالنا، وجب العودة إلى الوراء قليلا، وكيف عاش هذا الطفل مرحلة الحجر الصحي منذ سنيتن تقريبا، وهذا التباعد الاجتماعي الذي قضى على كل شيء جميل في حياة الأطفال خاصة، حيث بقي الطفل محاصرا لشهور عديدة بين أربعة جدران، حتى أصابه الملل، فهو أمر يعاكس الطبيعة والفطرة، فمرحلة الطفولة تتطلب مساحات واسعة، وحركات وحيوية زائدة، يشغلها في اللعب واللهو مع الأطفال في كل مكان، وفجأة وجد نفسه محاصرا من كل مكان سواء في البيت أم الشارع أم في مكان الدراسة، وأصبحت تحركاته محسوبة إن صح القول. ونقل إلينا الكثير من الآباء أن أطفالهم ملوا وكرهوا، من هذا الحصار الذي دام أشهرا طويلة، حتى إن منهم من تفطن إلى طرح سؤال محزن بالرغم من أنه بريء: “بابا.. وقتاش نعيشو

حياتنا؟”. سؤال يعكس حقيقة ما يفكر فيه الطفل، الذي ذبلت طفولته وانكمشت ممارستها في ظل جائحة كورونا، التي طرقت أبوابهم، وهم لا يزالون صغارا لا يعرفون حقيقة ما يدور حولهم.

هي معاناة أخرى تضاف إلى تلك التي كنا نعاني منها منذ ظهور هذا الفيروس في عالمنا، لكنها أشد وطأة وتأثيرا على أنفسنا، لأنها مست البراءة وفلذات أكبادنا وهم في المهد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • قبايلي إبن الجزائر الأبية

    الذنب يتحمله الكبار !!!