الرأي

الكوليرا.. إشاعة أم حقيقة؟!

قادة بن عمار
  • 3712
  • 15
ح.م

هذا السؤال “الغريب”، بات يتكرر كثيرا على ألسنة الموطنين البسطاء في الشارع، وتفسيره الوحيد، أن الجزائريين لم تعد لهم ثقة في السلطة، وفي ما تقوله السلطة، ولم يعد لهم ثقة في الإعلام، كل الإعلام، إلى درجة اعتبار هذا الأخير “ملحقا” بالسلطة، ومجرد “تابع” يكرر ما تزعمه من أباطيل وينشر ما تدعيه من أكاذيب!!
بعد نحو أسبوع كامل من انتشار خبر وباء الكوليرا، وعلى الرغم من إظهار صور المرضى، بل والحديث عن وفيات وقعت بالبليدة، إلا أن المواطن المغلوب على أمره، لا يزال يعتبر الأمر مجرد “خدعة جديدة” أو قصة تم تأليفها لإلهاء الرأي العام!
أحد المواطنين تساءل: كيف يعقل أن تظهر الكوليرا في الأحياء الشعبية والفقيرة؟ وماذا عن الأحياء الراقية، لماذا لا يمرضون؟ مشككا في نوعية المياه التي يتناولها بعض الجزائريين دون البقية!
أسئلة من هذا النوع، سببها تكريس ثقافة لدى الجزائريين عموما، تدّعي وجود تمييز حقيقي بين المواطنين، وهي ثقافة عادة ما تطلّ برأسها في مثل هذه المناسبات أو الظروف الطارئة، وغالبا ما يجتهد أصحاب القرار في البحث عن إجابات لتلك الأسئلة من شاكلة: “لماذا فقط نحن؟”، فيستعان بالإعلام في سبيل تذكير المواطنين بأن المرض لا يفرق، لكن الأكيد أن العلاج يختلف!
المواطن، فقد ثقته في السلطة، بفعل كثرة الأكاذيب والتلاعبات، ولو خرج أحد المسؤولين ناصحا المواطنين بصورة حيادية وبحثا عن المصلحة العامة، فلن يجد أحدا يصدقه، بل لن يجد أحدا يمكن إقناعه بأن الكوليرا تم القضاء عليها، ذلك أن وباء فقدان الثقة بين المواطن والسلطة أخطر من الكوليرا، لأن هذه الأخيرة يمكن علاجها أما الوباء الأول فقد استفحل ولم يعد في الإمكان سوى استئصال ورمه الخبيث بعدما لم يعد مفيدا التعايش مع أعراضه!

مقالات ذات صلة