-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بسبب ما يحدث في البطولة الجزائرية

اللاعبون الجزائريون “يهربون” إلى تونس… والفاف تتفرج

م.وليد
  • 6845
  • 2
اللاعبون الجزائريون “يهربون” إلى تونس… والفاف تتفرج

يبدو أن اللاعبين الجزائريين قد وجدوا ضالتهم في البطولة التونسية، حيث إن 26 لاعبا جزائريا في مختلف الأندية التونسية.. والعدد مرشح للارتفاع، ما لم تجد الهيئة الكروية في الجزائر حلا سريعا لهذا النزوح، الذي أضر بالكرة الجزائرية، وجعل رئيس الفاف يترجى الأندية الإبقاء على لاعبيها، وعدم السماح لهم بالتنقل إلى الشقيقة تونس، رغم أن هذا القرار لم يجد آذانا مصغية.

منذ أن اعتمد الاتحاد التونسي لكرة القدم لاعبي بلدان اتحاد شمال إفريقيا محليين، أصبحت الأندية التونسية تبحث عن العصافير النادرة في بلدان شمال إفريقيا، خاصة من الجزائر، حيث حزم 26 لاعبا من الجزائر أمتعتهم، والتحقوا بـ 14 ناديا. وهو ما جعل الانتقادات تطال الاتحاد التونسي للعبة، الذي لم يستطع إيجاد حلول لهذا النزوح الذي يقلل من فرص اللاعبين التونسيين للوجود في الملاعب التونسية. ووجهت الاتهامات إلى اتحاد اللعبة، الذي قرر تحديد عدد لاعبي شمال إفريقيا والأجانب بخمسة فقط، من جملة 11 عنصرا على الميدان، في لقاءات الدوري والكأس، بما يمكن من منح الفرصة للاعبين التونسيين.

ويتم الاعتماد على 6 لاعبين يحملون الجنسية التونسية، في كل مباراة في الدوري، إلا أن الانتدابات من بلدان شمال إفريقيا والتعاقدات مع أجانب كانت بأعداد هامة، خلال فترتي التنقلات الصيفية والشتوية.

السمعة الكبيرة للاعب الجزائري، والإمكانيات الكبيرة التي يتمتع بها جعلت أحسن الأندية التونسية تتهافت على اللاعبين الجزائريين، خاصة الترجي بخمسة لاعبين، وهم عبد القادر بدران ومحمد أمين توغاي وعبد الرحمان مزيان والياس الشتي وعبد الرؤوف بنغيت، النجم الساحلي بنفس العدد، من سليم بوخنشوش ورضوان زردوم ثم التحق بهما الطيب المزياني وزين الدين بوتمان وحسين بن عيادة، والنادي الصفاقصي بلاعبين وهما من زكريا منصوري

وصبري شرايطية. علما أن للإفريقي لاعبين جزائريين لم يتمكن من تأهيلهما، باعتباره ممنوعا من الانتدابات، قام بإعارتهما، وهما هشام شريف الوزاني لنادي مستقبل رجيش، وإبراهيم فرحي لأولمبيك باجة.

كما تعاقد نادي نجم المتلوي مع لاعبين جزائريين، هما شمس الدين نغير وأنيس العلالي، كما خطف النادي البنزرتي كلا من جمال شتالو وأشرف بودرامة، وفي الاتحاد المونستيري كل من الهادي بلعميري وتوفيق زرارة، ولاعب وحيد في اتحاد تطاوين هو محمد عطية.

وعن سبب مغادرة هؤلاء اللاعبين البطولة الجزائرية والالتحاق بالبطولة التونسية، قال أحد العارفين بالكرة وخاصة التونسية، إن ذلك يعود إلى الفوضى الموجودة في الكرة الجزائرية، حيث يفضل هؤلاء اللعب في تونس، حفاظا على حقوقهم المالية، باعتبار أنهم يملكون عقودا احترافية يصعب على الأندية التونسية عدم احترامها، وهي بوابة لهم من أجل الاحتراف، مثلما حدث مع لاعبين، على غرار بونجاح وبلايلي ولعريبي، الذين تمكنوا من الظفر بعقود احترافية كبيرة، وربما اللعب للمنتخب الجزائري، مثلما حدث للاعب بدران الذي عاد إلى المنتخب من بوابة البطولة التونسية.

زطشي يطالب بعدم السماح للاعبين بالاحتراف في تونس

انتقال اللاعبين الجزائريين لم يعجب المسؤول الأول عن الكرة الجزائرية، الذي قال في تصريحات سابقة خلال الجمعية العامة للاتحاد الجزائري لكرة القدم، إنه “يجب على رؤساء الأندية أن يتوقفوا عن بيع لاعبيهم إلى البلدان المجاورة، إذا كنا نرغب في تقديم نتائج في الساحة الإفريقية يجب أن نحافظ على أفضل لاعبينا… الترجي التونسي يفوز اليوم بلاعبينا، وأتمنى أن تحتفظ الأندية الجزائرية بأفضل لاعبيها”.

خطوة زطشي تأتي بعد أن قام في وقت سابق بتقديم شكوى ضد الجامعة التونسية لكرة القدم، لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم، احتجاجا على قانون شمال إفريقيا الذي أقره الاتحاد التونسي، الذي اعتبر لاعبي الجزائر والمغرب وليبيا ومصر محليين. وكان هدف زطشي من خلال هذه الشكوى وضع حد لمسلسل إضعاف الأندية الجزائرية، التي تأثرت سلبا من مسلسل هجرة نجومها نحو البطولة التونسية.

ورغم أن رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، خير الدين زطشي، ناشد الأندية الجزائرية ضرورة وضع حد لعملية بيع المواهب الجزائرية إلى الأندية التونسية بشكل خاص، إلا أنه كان أول من لم يحترم ذلك، من خلال مواصلته تصدير

لاعبي فريقه، نادي بارادو، إلى الأندية التونسية، حيث وجد عدد من لاعبي فريقه في البطولة التونسية، على غرار زكرياء منصوري. ولا يعتبر منصوري أول لاعب من نادي بارادو يلتحق بفريق تونسي هذا الموسم، حيث وجد أيضا زكرياء نعيجي، الذي وقع في الإفريقي التونسي خلال فترة التحويلات الصيفية، قبل إن يعود إلى البطولة الجزائرية وينضم إلى اتحاد العاصمة، إضافة إلى الطيب مزياني، وأيضا بن غيث.. ويبقى الباب مفتوحا أمام الأندية التونسية لشراء لاعبي نادي بارادو.

تصريحات المسؤول الأول عن الكرة الجزائرية تتناقض مع الواقع الكروي، بحيث تنص قوانين الفيفا على أنه يمنع منعا باتا حرمان أي لاعب من اللعب في أي فريق يختاره، خاصة إذا كان يملك الوثائق الضرورية، خاصة ورقتي التسريح والخروج… ورغم ما طلبه زطشي من الأندية، إلا أن تصريحاته لم تجد آذانا مصغية، حيث تتواصل عملية انتقال اللاعبين إلى البطولة التونسية بصورة عادية، خاصة أن الأندية تستفيد ماليا، مثلما حدث مع نصر حسين داي، الذي استفاد كثيرا من بيعه عددا كبيرا من اللاعبين إلى الأندية التونسية.

بونجاح: “في تونس تحصل على حقوقك وأموالك”

من بين اللاعبين الجزائريين الذين تألقوا في البطولة التونسية، قبل أن يشد الرحال إلى البطولة القطرية، ويصبح قطعة أساسية في تشكيلة جمال بلماضي، بغداد بونجاح، الذي ترك بصمته في النجم الساحلي عن قضية انتقال اللاعبين الجزائريين إلى البطولة التونسية. وبخصوص ظاهرة انتقال اللاعبين الجزائريين المكثف نحو الدوري التونسي، وإن كان السبب في فتح الأبواب لهم، قال هداف النجم الساحلي السابق في تصريحات لموقع وين وين القطري: “لم أكن أنا من فتح الباب لهم، لأن جابو وبلايلي انتقلوا قبلي إلى الدوري التونسي”.

وأضاف قائلا: “حتى لا أقول إن اللاعبين الجزائريين يهربون من البطولة الجزائرية، فإن السبب يعود إلى وضعيتهم، فهم لا يتقاضون أجورهم في الأندية الجزائرية، والجميع يدان له برواتب تصل إلى أشهر عديدة. وبالتالي، فهم يبحثون عن فرص أفضل”. وتابع: “عندما تلعب في تونس تحصل على حقوقك وأموالك، ولا يبقى لك سوى التركيز على كرة القدم”. وختم: “الأندية التونسية تلعب الأدوار الأولى في المنافسة الإفريقية، على عكس الأندية الجزائرية، وهذا عامل آخر يحّفز اللاعبين الجزائريين على الانتقال إليها، وكل ما أتمناه هو أن تعود الأندية الجزائرية إلى منصات التتويج الإفريقية، خاصة أندية وفاق سطيف ومولودية الجزائر وشبيبة القبائل، المشاركة في المنافسة القارية”.

وكان ثلاثة لاعبين جزائريين قد اختيروا ضمن قائمة أفضل اللاعبين الأجانب الذين مروا على البطولة التونسية عبر التاريخ من طرف صحيفة “المغرب” التونسية، بفضل الإنجازات والأرقام التي سجلوها هناك، ويتعلق الأمر بكل من فضيل مغارية وعبد المومن جابو وبغداد بونجاح، وحمل اللاعبان الأولان ألوان النادي الإفريقي، في حين برز ابن الباهية مع النجم الساحلي، وترك اللاعبون الجزائريون بصمتهم بقوة في البطولة التونسية، ما يبرر حضورهم القوي هناك، لا سيما في الموسمين الأخيرين، حين أصبحت أندية تونس الشقيقة تتهافت على اللاعبين الجزائريين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • amremmu

    في هذا البلد الكل يهرب الا من لا يملك لذلك امكانيات : يهرب اللاعبين ويهرب الطلبة ويهرب الأطباء ويهرب المغنيين ويهرب المتقاعدين و يُهَرَبُ القُصَر ... الخ وذلك ليس غريبا بما أن الجزائر تسير بخطى ثابتة نحو الوراء فنهار اليوم أفضل من اليوم الموالي الذي بدوره أفضل من اليوم الذي يليه .... الخ

  • ابو عمر

    يقول المثل حتى قط ما يهرب من دار العرس