الرأي

اللجام في‮ ‬طهران والعلف في‮ ‬موسكو

عمار يزلي
  • 4206
  • 0

‮”‬روسيا في‮ ‬سوريا‮”! ‬تدخّل الدب على ظهر”الفرس‮” ‬لحماية‮ “‬الأسد‮” ‬من شعبه،‮ ‬كان متوقعا،‮ ‬فسوريا صارت قاعدة عسكرية متقدمة لروسيا في‮ ‬المنطقة،‮ ‬كما صارت العراق قاعدة عسكرية متقدمة لأمريكا،‮ ‬المشكل هو التداخل بين المصالح والقوى في‮ ‬نفس المنطقة،‮ ‬تقاسم أدوار‮ ‬غريب‮: ‬إيران وأمريكا في‮ ‬العراق،‮ ‬وإيران وروسيا في‮ ‬سوريا‮.. ‬

هذا ما سوف‮ ‬يصعّب الأمر على ما تبقى من الجامعة العربية المطالَبة بالتدخل من طرف المقاومة المسلحة المعارِضة في‮ ‬سوريا ضد التدخل الروسي‮ ‬في‮ ‬سوريا؛ فمصر السيسي،‮ ‬تحبّذ هذا التدخل ومتحالفة مع روسيا في‮ ‬هذا الشأن،‮ ‬لكن السعودية ودول الخليج ما عدا قطر،‮ ‬ضد روسيا ومصر في‮ ‬هذا الملف ومعها جميعها في‮ ‬ملف الإخوان‮.. ‬نفس الشيء في‮ ‬الملف اليمني‮.. ‬تقاطعات قد تزيد من تشظي‮ ‬الموقف العربي‮ ‬المتشظي‮ ‬أصلا،‮ ‬مما‮ ‬يرهن الوضع في‮ ‬سوريا لسنوات أخرى بالمجهول والدم والدمار الذي‮ ‬أعلنه الأسد قبل أيام إذا لم تحسم روسيا الأمر في‮ ‬سوريا،‮ ‬والأمر لن‮ ‬يحسم،‮ ‬والدمار مقبلٌ‮ ‬على”فرس‮” ‬مطهمة لجامها في‮ ‬طهران وعلفها في‮ ‬موسكو،‮ ‬وإسرائيل ستعمل على صناعة تحالفات أخرى مع الدب لتفادي‮ ‬سقوطها قبل‮ ‬2022‮!‬

نمتُ‮ ‬على هذه التوترات لأجد نفسي‮ ‬أحضر خطبة رجل من اليمن‮.. ‬فتى في‮ ‬الخامسة عشر من العمر من داخل مسجد صغير بعد أن كادت اليمن أن تُخرَّب بفعل الضربات الخارجية والتقاتل الداخلي‮.. ‬كان‮ ‬يرى كما ترى زرقاء اليمامة‮: ‬يا معشر العرب والمسلمين أجمعين إني‮ ‬والله لأرى سهام النار في‮ ‬الأفق،‮ ‬ما بين عربستان وأفغانستان وروسيا وباكستان‮.. ‬وأرى الأفراس المطهمة تخرج من خراسان لمقاتلة السفياني‮ ‬في‮ ‬الشام الذي‮ ‬جمعت فيه كل الطواغيت لمقاتلة الإسلام،‮ ‬وإن اليمن لمنتصر،‮ ‬وإن شبه الجزيرة لخارجة لمقاتلة الدجّال في‮ ‬الفرات ودجلة والأنبار،‮ ‬وسوف تأتيكم الأخبار،‮ ‬ألا هبّوا‮ ‬يا معشر المسلمين،‮ ‬واعصموا دماءكم المستباحة على أيديكم وأيدي‮ ‬الكفار‮.. ‬اتحدوا شيعة وسنة وفرقا وطوائف ومللا ونحلا وشيعا ومذاهب‮.. ‬فإسرائيل على أبواب أن تهدم أسوارها في‮ ‬هرمجدون،‮ ‬وأبواب النصر مفتوحة لنصرة المنصورين بالله‮!”.‬

صُعقت ورحت أتصل بالهاتف بزوجتي‮ ‬على بُعد آلاف الأميال وأردد عليها الخطبة بالطريقة الجزائرية‮: ‬يا محاينك راها نايضة،‮ ‬أدّي‮ ‬الأولاد وأهربي‮ ‬الدعوة راها سايبة‮! ‬قولي‮ ‬لهم‮: ‬مالكم راكم طافيين،‮ ‬والدعوة هنا راها ڤادية؟ زيدوا‮ ‬غنو واشطحوا وديروا السوسيال،‮ ‬ما باقي‮ ‬حكومات،‮ ‬هذه هي‮ ‬الطروازيام ڤار مونديال‮! ‬يا وعليكم من ڤالمة،‮ ‬ومن‮ ‬غرداية ومن باتنة،‮ ‬والحدود ما زالها مبلعة والقيامة راها قايمة‮.. ‬نوضوا توبوا واستغفروا ربكم إذا كان عندكم وقيتة سالمة،‮ ‬قبل ما‮ ‬يقولونا‮ “‬نوضوا تعمروا جاء الما‮”..‬راني‮ ‬نشوف ما نيش أعمى،‮ ‬البحر راه قدامي‮ ‬أكحل‮.. ‬وحتى السما‮!‬

وأفيق وأنا أصرخ‮: ‬راني‮ ‬عطشان وين راه الماء؟

مقالات ذات صلة