-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

اللعب بالنار

الشروق أونلاين
  • 1582
  • 0
اللعب بالنار

محمد يعقوبي: yacoubim@ech-chorouk.com

إتضح جليا، أن تلويح الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن بانتخابات مبكرة هو مجرّد تهديد لإرغام حماس على القبول بحكومة وحدة وطنية وفق الشروط التي حددتها فتح ورضي بها الأمريكان، خاصة عندما قالها عباس بصريح العبارة إذا حصل إجماع على حكومة وحدة وطنية فلن تكون هناك انتخابات مبكرة.من الواضح أن عباس قد استحلى وسيلة التهديد لفرض “قناعات” فتح على حكومة هنية، فقبل أسابيع وعندما رفضت حماس الاحتكام إلى وثيقة الأسرى في تحديد السياسة الخارجية للسلطة الفلسطينية، لوّح عباس بإجراء إستفتاء شعبي لحسم الموضوع، ولأن الأوضاع كانت تسير نحو الصدام فقد اضطرت حماس إلى القبول بالأمر الواقع حتى لا يحملها الفلسطينيون والمحيط الدولي مسؤولية أي اقتتال داخلي، وهو ما جعل عباس يفهم بأن أسلوب التهديد ورمي الكرة دائما في مرمى الشعب هو خير وسيلة لإرغام حماس على التراجع عن قناعاتها ومواقفها.

وقد أثبتت التجربة في محاولة عباس الأولى ومحاولته هذه المرة إستشارة الشارع واللعب على حاجة الفلسطينيين وفقرهم ليس أقل من اللعب بالنار، لأنه في المرتين اقتتل الفلسطينيون وسقط عشرات الضحايا، وفي المرتين إستفادت إسرائيل وخسر الفلسطينيون.

وفي المرتين أريد لحماس أن تقدم تنازلات سياسية لصالح إسرائيل ” عباس ترك وظيفته في تخفيف العبء عن الفلسطينيين وأصبح العامل الأساسي الذي يثير الفتنة بين الفلسطينيين وكان في مقدوره أن يستثمر “علاقاته” الخارجية في جلب الأموال ودفع الرواتب ومساعدة الحكومة على الهم الاجتماعي، لكن الواقع أثبت العكس، فإسماعيل هنية لم يغادر غزة إلى الخارج منذ استلام الحكومة، وعندما قرّر أن يقوم بجولة دبلوماسية أتى وفي جعبته 34 مليون دولار وهو ما يكفي لدفع رواتب ستة أشهر كاملة لولا أن إسرائيل أوعزت إلى حلفائها في المعبر لمصادرة هذا المال.

أما عباس، فقد ملّ الفلسطينيون جولاته الدبلوماسية الفارغة باتجاه أوربا دون أن يستطيع دفع رواتب الموظفين، وهذا يعني فيما يعنيه أن حكومة حماس عندما تتوفر لها الأجواء وتجد من يساعدها عربيا قد تحل الكثير من مشاكل الفلسطينيين دون أن تقدم تنازلات عن قناعاتها ومواقفها، كما فعلت فتح ولم تقبض بديلا عنها أي ثمن؟

ليس من الحكمة أن يحل عباس مشاكله مع حماس بالاستثمار في “رواتب الموظفين” وفقر الفلسطينيين وسلاح الميليشيات.. وليس من العقل في شيء أن يفقد “الرئيس” عنصر الإجماع ويصبح طرفا في صراع الفصائل، لأن فلسطين أكبر من حماس وأكبر من عباس وأكبر من الفصائل مجتمعة كانت أم متفرقة، وأي إهمال لهذه الحقيقة واللعب على وتر الخلافات هو لعب بالنار وفتح لأبواب جهنم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!