الجزائر
تتسبب في خلق الندرة وارتفاع الأسعار واضطراب الأسواق

“اللهفة” عادة جزائرية مسجلة مع بداية رمضان

وهيبة سليماني
  • 7506
  • 23
أرشيف

مختصون يُشَرِّحون الظاهرة ويقفون وراء أسبابها

“اللهفة”، صفة سيئة، أصبحت في السنوات الأخيرة لصيقة برمضان الكريم، الشهر الذي يوصف بالرحمة والقناعة، الذي يدعو فيه الله إلى الإحسان والمغفرة.. مضاربة وندرة وتذبذب في التوزيع، وطوابير وتدافع، وخوف الحرمان من شراء ما يلزم شراؤه لإعداد مائدة الإفطار، هي عوامل زادت من حدة “اللهفة” لدى الجزائريين الذين يغزون الأسواق والمتاجر ومساحات البيع عشية وبداية رمضان.

عاد رمضان كعادته، ولم يستغن الجزائريون عن سلوك “اللهفة”، وعن الطوابير والتدافع لشراء المواد الغذائية بالجملة وتخزينها مع بداية شهر الصيام، حيث يرى رئيس جمعية الأمان لحماية المستهلك، حسان منوار، أن “اللهفة” لها مبرراتها عند الجزائريين، وهي لم تأت من فراغ، وهناك حسبه، فوضى في تسيير السوق، رفعت من حدة هذه “اللهفة”، ولا تزال الفوضى وسوء تسيير بيع المواد الاستهلاكية موجودة رغم كل الدعوات إلى الإصلاحات والحديث عن الجزائر الجديدة.
وقال منوار إن رمضان الجاري، هو فرصة لوزارة التجارة والقطاعات الأخرى لمعرفة أسباب تذبذب السوق، والندرة في بعض المواد الغذائية، والمضاربة والغلاء واختلاف الأسعار من منطقة إلى أخرى. وعاب منوار في ذات السياق، اجتماعات الهيئات والمنظمات وجمعيات حماية المستهلك، والمهنيين، والتجار، وجمعيات الفلاحين، التي تدور فقط، حسبه، في فلك عرض العضلات دون أن تأتي بجديد وما يطبق على ارض الواقع ويغير تسيير السوق في الجزائر.

وأكد رئيس جمعية الأمان لحماية المستهلك، حسان منوار، أن السوق الجزائرية في المواد الاستهلاكية سواء مواد غذائية أم الخضر والفواكه، لا تزال تحتاج إلى أسواق جوارية، وأسواق جملة ومنشآت قاعدية للمراقبة وللتوزيع، كما أن ضبط السوق، حسب منوار، مشكل مطروح يحتاج إلى أرادة جادة، وإلى خطوات فعالة، حيث الفوضى سببها غياب آليات التسيير والمتابعة.

ويرى منوار أن خوف الجزائريين من الندرة ومن ارتفاع الأسعار، يعود إلى غياب الثقة في مؤسسات الرقابة ومؤسسات التسيير للسوق لاسيما في المواد الغذائية وهي أكثر سوق أصبح غير موثوق فيه من طرف المستهلك. وأرجع ذات المتحدث أسباب الندرة في بعض المواد الغذائية والمضاربة، إلى غياب الثقافة الاستهلاكية لدى شريحة واسعة من الجزائريين، ثهؤلاء حسبه، من مهد الطريق إلى الغش والتلاعب بالأسعار في التجارة.

غياب الثقة.. بين المستهلك والتاجر والمسؤول

وحول ذات الموضوع، قالت أستاذة علم الاجتماع، الدكتورة ثريا التيجاني، إن التربية أساس كل شيء وإن القناعة تبدأ بالتربية من الأسرة، ولكن “اللهفة” التي تتكرر على المواد الغذائية مع بداية كل شهر رمضان، حسبها، لديها عوامل سلبية تزيد من حدتها، حيث ترى أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية الأخيرة، ألقت بظلالها على العائلات الجزائرية، وخلقت نوعا من الخوف وعدم الثقة سواء في التجار أم الجهات المسؤولة عن تسيير التجارة والسوق في الجزائر.

وأفادت الدكتورة التيجاني بأن الطفل يتربى منذ الصغر على ثقافة السوق والتسوق، وإن كل الفوضى الحادثة في التجارة والأسواق تبقى راسخة في تكوين هذا الطفل، وإذ كانت الأسرة لا تملك صفة القناعة، فإن “اللهفة” تبقى دائما صفة تتوارثها الأجيال، ولا يمكن التخلي عنها، إلا بمسؤولية كبيرة من طرف السلطات.

وقالت أستاذة علم الاجتماع بجامعة الجزائر، الدكتورة ثريا التيجاني، إن الطوابير على المواد الاستهلاكية، سلوك لا يمكن أن يتخلى عليه الفرد بسهولة، وإن وجود أي طابور وفي أي مكان يجر إليه وبطريقة لا إرادية المواطن الجزائري، ودون أن يعلم أحيانا حتى ما الذي يباع!..

وأوضحت، التيجاني أن المضاربون والمحتكرون للسوق، وجدوا مناخا مناسبا وفرصة سانحة للربح وتخزين بعض المواد الغذائية، بعيدا عن رقابة صارمة للسلطات وغياب ثقافة استهلاكية وقناعة لدى المستهلك.

مقالات ذات صلة