الرأي

الله يستر من البرلمان القادم!

قادة بن عمار
  • 6014
  • 23

البرلمان الذي يترشح فيه لخضر بلومي، ويتنافس على عضويته ڤعيڤع والشيخ عطا الله من حصة الفهامة، ويبحث فيه رؤساء الفرق الكروية الذين لوّثوا البطولة الوطنية بالرشوة والمحسوبية عن مقعد!! هو برلمان لا يمثل مجلسا تأسيسيا كما يتمنى وزير الداخلية، ولد قابلية، لكنه سيكون برلمانا تهريسيا، (من التهراس)، أي الهدم والتخريب، وقطع الطريق على الممارسة السياسية والنيابية النظيفة في البلاد!!

الرئيس بوتفليقة قال في خطابه بأرزيو ـ قبل فترة قصيرة ـ إن الشباب لو أساء الاختيار فلن ينفع معه سوى الدعاء “الله يستر”، رغم أن السلطة نفسها أساءت الاختيار أكثر من مرة، ولم يحاسبها أحد، وذلك من خلال تحويلها أصحابَ الشكارة إلى “سيناتورات” في الثلث الرئاسي، كما خاضت حروبا شرسة في الكواليس من أجل رفع شأن من لا شأن لهم ولا قيمة، والإنقاص من مراتب الرموز الوطنية والتاريخية والثقافية، حتى وجدنا في البرلمان، أنصاف الممثلات، وأشباه المثقفين، وأرباع النخب، ومنهم من لم يحضر أبدا جلسات البرلمان، وإن حضر لم يفعل شيئا سوى رفع يديه ورجليه، قبل اكتشاف الاختراع العظيم المسمى التوكيل”، والذي جعل معظم النواب لا أثر لهم، لا يظهرون سوى في أرقام الميزانية الخاصة بالرواتب والمنافع والمنح والملذات.

أليس من المضحكات المبكيات في سياستنا، ترشيح لاعب كرة قدم، لا يجيد حتى التحليل الرياضي فما بالك بالسياسي، أو دعم مذيعة للأخبار فقط لأنها جميلة، أو ترشيح صاحب برنامج إذاعي يتقن فن التعامل مع اهداءات المستمعين!!؟

ولكن أحيانا، نتصور أن هؤلاء لم يخطئوا في ترشيحاتهم، بل نحن ـ المتخلفين ـ من أخطأنا واستبقنا الجميع في إصدار الأحكام.. فمن اختار مذيع الإهداءات، يدرك تماما أن البرلمان تحوّل فعلا إلى حلقة من حلقات برنامج ما يطلبه الوزراء ورؤساء الحكومات، كما أنّ ترشيح لاعب كرة القدم للبرلمان المقبل، يتماشى تماما مع فهم السادة النواب للسياسة، على أنها فن “الهربة تسلّك”، ناهيك على أنّ الجمال والحُسن باتا شرطين ضروريين في البرلمان، من أجل تحسين النوعية وشدّ المشاهدين لمتابعة الجلسات المملة على التلفزيون، والترويح عن الوزراء من الجلوس لساعات دون غض البصر، حتى إن ما كتبته الصحافة في العهدة الماضية عن جمال إحدى النائبات، فاق بكثير ما كتبته بخصوص قرارات المجلس وقوانينه!!؟

مقالات ذات صلة