-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أكدوا أن أغلبها غير صحية.. مختصون يحذرون:

اللّمجة المدرسية.. تهدد أطفالنا بالسّكري والبدانة

نادية سليماني
  • 4630
  • 0
اللّمجة المدرسية.. تهدد أطفالنا بالسّكري والبدانة

يتجاهل كثير من الأولياء موضوع نوعية اللمجة المدرسية لأبنائهم، غير مبالين بتأثيرها السلبي على حياة أبنائهم الصحية والعقلية مستقبلا، فاللمجة غير الصحية التي أصبح يفضلها أولادنا وبتشجيع من الأهالي، باتت سببا مباشرا لأمراض البدانة والسكري والضغط الدموي، كما تسبب قلة تركيز وضعف الذاكرة، وهو ما يحذر منه المختصون في التغذية الصحية.

تغيّر نمط التغذية كثيرا بالمجتمع الجزائري، خلال السنوات الأخيرة، بسبب عمل المرأة، وانتشار محلات الأكل السريع، فابتعدت العائلة عن الغذاء الصحي، متجهة نحو المُصنّع والسّريع، الذي يحتوي دهونا أكثر وإضافات كيميائية، وكميات سكر غير طبيعية وحريرات أكبر، وتعتبر فئة الأطفال الأكثر إقبالا على المأكولات السريعة والمصنعة، وهو ما كشفته دراسة حديثة، أكدت أن الغذاء غير الصحي يتسبب في 30 بالمائة من بدانة أطفال الجزائر.

أولياء يعلمون مخاطرها ويتجاهلون..

وفي هذ السياق، تأسف طبيب التغذية والعلاج الطبيعي بالإبر الصينية والأوريكيليوتيرابي، كمال هني، مما اعتبره “تجاهلا وليس جهلا” لكثير من الأولياء، الذين يعرفون أضرار اللّمجات المصنعة، ومع ذلك يقدمونها لأطفالهم، وأضاف أن أغلب اللمجات المدرسية التي يتناولها التلاميذ، عبارة عن عصائر صناعية وحلويات مصنعة ومُملحات. بعدما عوّد الأولياء أبناءهم على تناول لمجات غير صحية، بحيث يمدونهم بالمال صباحا لشراء ما يفضلونه من المحلات.

السّكريات المُصنعة.. فرط نشاط ثم إرهاق

وقال هني في تصريح لـ ” الشروق”، بأن اللمجة التي يتناولها غالبا التلاميذ، تحتوي على 80 بالمائة من السكريات سريعة الامتصاص، ومن خطرها، أنها تعطي فرط نشاط للأطفال في الساعات الأولى من تناولها ثم تشعرهم بتعب شديد، “بحيث تنخفض لديهم مستويات السكر بعد ساعة أو ساعتين، ويشعر الطفل في أثنائها بأنه بحاجة لاستهلاك سكريات أكثر”.

هنّي: اللّمجة تحتوي 80 بالمائة سكّريات ومحفزات الذوق

“وبسبب هذه الأعراض الجسمانية، لا يمكن للتلميذ إكمال يومه الدراسي، ولا التركيز في القسم ولا مع أساتذته”.

الخطر الثاني بحسب المختص، أن اللمجة غير الصحية، تحتوي على محفزات الذوق مثل غلوتامات الصوديوم، التي تجعل مستهلكها يدمن المنتجات الحُلوة جدا والمالحة جدا. “فمثلا الطفل الذي يبدأ في استهلاك كيس شيبس لا يقدر على التوقف إلى غاية إكماله، وكثير من الأطفال يطلبون مزيدا من الأكياس”، وهذا ما سماه هنّي بـ “الإدمان الفوري على منتج معين”، وهي حيلة يستعملها المصنعون لتسويق منتجاتهم الغذائية على أوسع نطاق.

إدمان السّكر والملح.. وهجْر أكل المنزل

والخطر الذي تسببه محفزات الذوق، بحسب محدثنا، أنها تجعل الطفل لا يستسيغ الذّوق الحلو العادي للفواكه، فما بالك بحلاوة الخضر، التي يتجنبها تماما. وهنا تتغير العادات الغذائية للطفل، الذي سيطلب وجبات غذاء وعشاء مالحا جدا أو حلوا جدا، زيادة على ما تسببه الوجبات غير الصحية من بدانة، خاصة إذا كان الطفل قليل الحركة.

الأفضل.. خبز بالزبدة وجبن وفاكهة

وينصح الطبيب الأولياء، بتقديم وجبات صحية لأطفالهم المتمدرسين، وليس أحسن من قطعة خبز مع زبدة أو جبن، التي تمد الجسم بطاقة تدريجية، ولا تسبّب انخفاضا في نسبة السكري بالدم، ولا تغير له محفزات التذوق. ومن الأفضل أيضا، تعويد الطفل على تناول الفاكهة، بمنحه مثلا 8 أو 10 حبات عنب فقط.

مسّوس: هي موضة وتقليد وليست ضرورة

ومن جهته، اعتبر المختص في التغذية، كريم مسوس، أن اللمجة الغذائية للتلميذ، ليست ضرورية إلى ذلك الحد الذي يراه الأولياء، مؤكدا أنها تحولت مؤخرا إلى “موضة” أو تقليد لا غير، لأن الطفل الذي يتناول فطورا كاملا صباحا لا يحتاج إلى لمجة مدرسية، والفطور مكون من خبز وجبن وزبدة وفواكه وخضر.

وقال إن تناول الطفل قطعة حلويات مع عصير صناعي على العاشرة صباحا، يمنحه سعرات حرارية عالية وطاقة فارغة ويشعره بالشبع، فتنعدم شهيته لاحقا للأكل عند عودته للمنزل.

وكشف مسوس أن 100 غرام من الشوكولاتة تحتوي على 600 حريرة، وهذه كمية عالية جدا من الطاقة، ودعا المتحدث الأمهات، لتعويد أبنائهن على تناول مختلف أنواع السلطات الطازجة والخضر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!