المؤبد في حق قاتل الطفل عامر بسطيف

أصدرت الأحد، محكمة الجنايات الابتدائية بمدينة سطيف، حكما بالسجن المؤبد في حق المتهم بقتل الطفل عامر، والذي مثل سابقا أمام القضاء الفرنسي وأدين بـ25 سنة سجنا نافذا بفرنسا لامتلاكه جنسية جزائرية وأخرى فرنسية.
هذه الجريمة التي ارتكبت في حق الطفل عامر، وقعت بتاريخ 21 جانفي 2007 بمدينة العلمة، أين قام المتهم باختطاف الطفل الصغير لابن عمه المدعو عامر الذي كان يبلغ من العمر حينها 11 سنة. وكان الاختطاف بهدف طلب فدية من والده قدرت بـ1 مليار سنتيم، لكن المتهم لم يتردد بعد سويعات في قتل الطفل عامر خنقا، وتسبب له في كسر على مستوى الرقبة ليرمي جثته في منحدر ببلدية تيزي نبشار شمال ولاية سطيف.
وتمكن الجاني بعدها من الهروب إلى تونس، ثم إلى فرنسا أين ألقي عليه القبض، وأُحيل على العدالة الفرنسية لامتلاكه جنسية ثانية فرنسية. وعند مثوله بتاريخ 24 مارس 2017 أمام محكمة سانت إيتيان بفرنسا أدانته هذه الأخيرة بـ30 سنة سجنا. وبعد الاستئناف بتاريخ 23 ديسمبر 2018 أمام مجلس قضاء مدينة بورغ اون براس التي تبعد عن مدينة ليون بـ58 كلم، تحول الحكم إلى 25 سنة سجنا. وكان تركيز القضاء الفرنسي على المكالمات الهاتفية التي ضُبطت بدقة من طرف خبراء مختصين، حيث استعمل المتهم ثلاث شرائح هاتفية يطلب بها الفدية، لكنه استعمل نفس الشرائح للاتصال بأقاربه، فكانت الاتصالات الهاتفية محور الإدانة التي ثب”تت التهمة على الجاني.
وبالنسبة للقضاء الفرنسي فقد طوي الملف سنة 2018، والجاني يقبع اليوم في السجن بفرنسا، ليأتي الدور هذه المرة على القضاء الجزائري بحكم أن الجريمة وقعت على الأراضي الجزائرية، حيث بُرمجت القضية في الدورة الجنائية الحالية بمحكمة العلمة، وكانت بداية المحاكمة بتدخل دفاع المتهم الذي طلب تأجيل القضية، لكن رئيس الجلسة رفض الطلب وأصر على إجراء المحاكمة، التي بدأت بالاستماع إلى والد الضحية، الذي بدا متأثرا للجريمة التي حرمته من فلذة كبده، وحز في نفسه أن الجريمة نفذت من أحد أقاربه الذي لم يرحم الطفل عامر وأزهق روحه ورمى بجثته في أرض خالية، وطالب الوالد بتطبيق القانون في حق المتهم.
وأما وكيل الجمهورية فقد أكد أن أركان الجريمة قائمة، وكل الدلائل تدين المتهم الذي قتل طفلا بريئا بطريقة بشعة، ليطلب في ختام مداخلته بتطبيق حكم الإعدام في حق الجاني. وبعد المداولة نطق رئيس الجلسة بحكم المؤبد مع إصدار أمر دولي للقبض على المتهم. ليطوى بذلك ملف الطفل عامر الذي قُتل سنة 2007 وعمره 11 سنة، ولو بقي على قيد الحياة اليوم لكان رجلا يبلغ من العمر 27 سنة.