المجازر المرورية تحصد الأرواح بالجملة

تعرف حوادث المرور ارتفاع ملحوظا خلال الآونة الأخيرة، حيث أحصت مصالح الدرك الوطني في آخر حصيلة لها على مستوى مناطق اختصاصها، وفاة 42 شخصا وإصابة 202 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة على إثر وقوع 126 حادث مرور جسماني خلال آخر أسبوع من جانفي المنصرم، ففي حادث واحد فقد 5 أشخاص حياتهم. وعليه يدعو خبراء السلامة المرورية لتوخي أقصى درجات الحيطة والحذر، وخصوصا مع انتشار ضباب كثيف صباحا ومساء، خلال هذه الأيام، وهو ما يقلل مجال رؤية السائقين عبر الطرق السريعة.
لقي خمسة أشخاص حتفهم في حادث مرور، نهاية الأسبوع المنصرم، ببلدية خميس مليانة (شرق عين الدفلى). والحادث وقع في حدود الساعة الثالثة زوالا على الطريق الوطني رقم 18 بالمكان المسمى “دوماس” ببلدية خميس مليانة، عندما اصطدمت شاحنة مع سيارة نفعية، خلف وفاة 5 أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 27 و35 سنة.
ولقي شخصان مصرعهما في عين المكان، في حين لفظ الثلاثة الآخرون أنفاسهم بالمستشفى.
وشهدت نفس الولاية مصرع شخصين وإصابة 3 آخرين بجروح في حادث مرور وقع الخميس بالطريق السيار شرق-غرب بعين سلطان (شرق عين الدفلى تمثل في اصطدام 3 شاحنات وسيارة سياحية مصحوب بحريق، ما أدى إلى تسجيل وفاة شخصين أحدهما حرقا وإصابة 3 آخرين بجروح…

تجاهل الحذر عبر الطرق الخطيرة
ويفسر مواطنون أسباب كثرة حوادث المرور خلال هذه الفترة إلى انتشار ضباب كثيف صباحا وعند الغروب بسبب فترات الصحو خلال فصل الشتاء والتي تعرفها ولايات الوطن. بينما يرجع آخرون أسباب الظاهرة لعدم أخذ السائقين احتياطاتهم عبر الطرق الخطيرة، المعروفة بكثرة حوادث المرور فيها. بينما تتأسف فئة أخرى من كون ضحايا الحوادث المرورية هم سائقون ملتزمون بقوانين المرور، ولكنهم يتفاجؤون بمتهورين عبر الطرق يسلبونهم حياتهم على حين غرة.

سائق متهور يصدم سيارة عائلة..
وفي هذا الصدد، كشف لنا سائق دراجة نارية، من الجزائر العاصمة كان مارا على طريق سريعة بمدخل مدينة خميس مليانة، وهي الطريق المعروفة بانحدارها الشديد وكثرة حوادث المرور المسجلة بها، بحيث قال: “كان رب عائلة يسير بسرعة بطيئة مع أولاده، ليتفاجأ بشاب متهور “يتجاوز دراجتي بأقصى سرعته ويناور بسيارته في الطريق الخطيرة، وفجأة اصطدم بسيارة العائلة والتي بدورها دخلت في جدار إسمنتي، ما ألحق جروحا خطيرة بأفراد العائلة، الذين نقلتهم الحماية المدنية إلى المستشفى، بينما لم يصب الشاب المتهور بأي أضرار ماعدا خدوش في سيارته”.

مبادرة “كفى” للتحسيس بمخاطر الحوادث
وفي هذا الصدد، اعتبر الباحث في السلامة المرورية، امحمد كواش، أن الحصيلة الأخيرة المسجلة جراء حوادث المرور، “مأساوية” وأكد لـ “الشروق” أن العنصر البشري يعد أبرز سبب لحوادث المرور لعدم مراعاته شروط السلامة،المرورية، عن طريق التهور والقيام بالمناورات الخطيرة، نتيجة للقلق أو الإرهاق أو لمجرد المغامرة، أو يكون السائق تحت تأثير الخمور والمخدرات، وحوادث أخرى بحسبه سببها تجاوز السرعة المسموح بها في الطرقات الرئيسة والفرعية، أو استخدام الهاتف النقال في الحديث في أثناء القيادة، أو تبادل الرسائل وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي من السائق أو المشاة، “بينما يؤدي عدم صيانة المركبة بشكل دوري إلى حدوث أعطال في الماسحات، أو الكوابح، أو الأضواء الأمامية والخلفية”.
وأطلق محدثنا مبادرة من اجل التخفيف من حوادث المرور، أطلق عليها شعار ” كفي”، التي تهدف بحسب قوله، إلى التوعية والتحسيس بأسلوب حديث، من خطورة الحوادث المرورية، وذلك عن طريق التوعية والتحسيس بنشر فيديوهات قصيرة يقدمها مشاهير ومؤثرون.
وناشد المختص في السلامة المرورية، السائقين تجنب أسباب وقوع الحوادث، ومن أهمها تجاوز السرعة القانونية وعدم القيام بالمناورات والتجاوزات الخطيرة وتجنب السفر ليلا ووضع حزام الأمن، واحترام المسافة الأمنية، إضافة إلى التطبيق الصارم لقوانين المرور.