-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الكاميرون - الجزائر (الجمعة بملعب جابوما في الساعة السادسة مساء)

“المحاربون” في جابوما.. مباراة “حياة أو موت

نبيل بلحيمر
  • 13222
  • 0
“المحاربون” في جابوما.. مباراة “حياة أو موت
ح.م

يخوض يوم الجمعة، المنتخب الوطني لكرة القدم مباراة “حياة أو موت”، أمام نظيره الكاميروني في ذهاب الدور التصفوي الأخير المؤهل لنهائيات كأس العالم قطر 2022. وهذا بملعب جابوما الواقع بمدينة دوالا الكاميرونية، بداية من الساعة السادسة مساء بتوقيت الجزائر، في لقاء قوي وصعب على كلا الجانبين لعدة اعتبارات.

“الخضر” لتجاوز العقبات واستعادة نغمة الانتصارات

وسيكون المنتخب الوطني مجبرا، لا مخيرا، على العودة بنتيجة إيجابية من الكاميرون، للحفاظ على كامل حظوظه في بلوغ “مونديال” قطر، قبل مواجهة العودة، المقررة يوم الثلاثاء القادم بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، في الساعة الثامنة والنصف ليلا.

ويعود “الخضر” بمناسبة هذا اللقاء، إلى ملعب “الرعب” جابوما، الذي شهد سقوط تشكيلة “المحاربين” في كأس إفريقيا الأخيرة، بخروجهم المخزي من الدور الأول بعد تتويجهم باللقب عام 2019 بمصر، في إنجاز فريد من نوعه يحسب بالدرجة الأولى للمدرب جمال بلماضي.

ويسعى المنتخب الوطني إلى رد الاعتبار لنفسه كمنتخب قوي ومرعب للأفارقة واستعادة نغمة الانتصارات التي توقفت عند المباراة رقم 35 دون هزيمة بالخسارة أمام غينيا الاستوائية في “الكان”، والوقوف مجددا من حيث سقط بالتحديد، على حد تعبير بلماضي في ندوته الصحفية الأخيرة حين قال بصريح العبارة: “صراحة، أنا سعيد بالعودة إلى الكاميرون وملعب جابوما بالتحديد، أين خسرنا الكثير وسقطنا هناك، حيث أطمح للنهوض فيه من جديد.. صحيح أننا سقطنا هناك، لكن علينا النهوض سريعا، وأتمنى أن يفهم اللاعبون ذلك”..ت صريحات بلماضي كانت بمثابة رسالة قوية للاعبين مفادها أن الخطأ ممنوع والعودة بالتعادل على الأقل غاية يجب إدراكها قبل مواجهة العودة بتشاكر لنيل بطاقة التأهل إلى “المونديال”، خاصة وأنه طالبهم بتحمل كامل المسؤولية أمام “الأسود” غير المروضة.

واختار بلماضي تحسبا لهذه المواجهة 24 محاربا، من بينهم مهاجم الوكرة القطري محمد بن يطو ومدافع النجم الساحلي التونسي يوسف لعوافي لأول مرة، مستبعدا في الآن ذاته المهاجم بغداد بونجاح في مفاجأة من العيار الثقيل، تزامنا مع إعادة المهاجم إسحاق بلفضيل وعدلان قديورة وهشام بوداوي.

ويتجه بلماضي الذي وصف موقعة الكاميرون بمقابلة “العمر” بالنسبة له والعديد من اللاعبين أيضا، إلى إحداث تغييرات كثيرة على مستوى التشكيلة الوطنية مقارنة بآخر ظهور لـ”المحاربين” في نهائيات كأس إفريقيا بالكاميرون، خاصة على مستوى خطي الوسط والهجوم.

وسيكون مبولحي الرقم واحد في حراسة المرمى دون منازع، عطال في الجهة اليمني من الدفاع وبن سبعيني في الجهة المقابلة، أما محور الدفاع فسيتشكل من ماندي وبلعمري بدلا من بدران، كون الأخير كان مصابا ولم يستعد عافيته سوى مؤخرا، أمام على مستوى الوسط فعودة قديورة ستمنحه الأفضلية ليكون أساسيا رفقة زروقي أو بن دبكة وأيضا بن ناصر المتألق مع نادي ميلان مع الاحتفاظ بفغولي في الاحتياط كورقة رابحة، وليكون أيضا جاهزا لمواجهة العودة بتشاكر، كونه يعاني من آلام في العضلات، في وقت سيتشكل الهجوم من الثلاثي بلايلي وسليماني ومحرز، الأخير يراهن بلماضي كثيرا على صنع الفارق أمام الكاميرون وتعويض أدائه الشاحب في “الكان”.

وعلى الجانب الآخر، لن يكون المنتخب الكاميروني لقمة صائغة بالنسبة لـ”الخضر”، خاصة بعد التغيير الذي حدث على مستوى الطاقم الفني الشهر الماضي، حيث أعلن اتحاد الكرة الكاميروني، عن إقالة المدرب البرتغالي أنطونيو كونسيساو وتعيين أسطورة “الأسود غير المروضة”، روغبيرت سونغ بدلا منه، الأمر الذي من شأنه أن يعطي دفعة معنوية كبيرة للاعبين من أجل بلوغ “المونديال”، خاصة وأن العديد من اللاعبين لم يكونوا على اتفاق مع المدرب البرتغالي السابق.

أهمها التحكيم.. أربع عقبات تواجه “الخضر”
يواجه المنتخب الوطني 4 عقبات في موقعة الكاميرون، يستوجب على أشبال المدرب بلماضي تجاوزها أو التأقلم معها للخروج بأخف الأضرار وتحقيق الهدف المنشود في هذه المباراة.
أولا، ستكون أرضية ملعب جابوما السيئة التي ساهمت بشكل أو بآخر في تسجيل “الخضر” لنتائج سلبية في كأس إفريقيا الأخيرة، أول العراقيل في وجه المنتخب الوطني، الملزم بالتأقلم معها خاصة من جانب الطاقم الفني بقيادة بلماضي الذي يملك الخبرة لإعداد خطة مناسبة تتلاءم مع الأرضية السيئة سواء بالاعتماد على الكرات الطويلة والعالية أو أمر آخر.
ثانيا، سيكون “الخضر” مجبرين على فك عقدة المنتخب الكاميروني الذي يعد “الشبح الأسود” لـ”المحاربين”، حيث لم يسبق للجزائر الفوز على “الأسود” غير المروضة في مباراة رسمية على مر التاريخ.

ثالثا، عامل المناخ هو الآخر من شأنه أن يؤثر على الأداء العام لرفقاء محرز في لقاء الكاميرون، التي ستقام تحت حرارة شديدة ورطوبة عالية تتراوح ما بين 76 بالمائة إلى غاية 95 بالمائة، مع العلم أن المنتخب الوطني سيحل اليوم بمدينة دوالا بعد خوضه تربص قصير بمدينة مالابو بغينيا الاستوائية على أمل التأقلم مع الظروف المناخية التي تتشابه كثيرا مع دوالا.
رابعا، يعد التحكيم أكبر عائق أمام التشكيلة الوطنية، حيث اختار الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “الكاف” لإدارة هذه المباراة، البوتسواني جوشوا بوندو، المثير للجدل والمعروف بأخطائه القاتلة والمؤثرة في المواجهات الكبيرة.

وكان الاتحاد الجزائري لكرة القدم “الفاف”، قد قام بخطوة استباقية حين راسل الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” المسؤول الأول عن تنظيم المواجهة، رافضا تعيين هذا الحكم لمباراة حاسمة وقوية ولا تقبل أي أخطاء جسيمة ومؤثرة على النتيجة النهائية، إلا أن الهيئة الدولية رفضت هذا الطلب.

أزيد من 1700 مشجع في دوالا.. دفع معنوي قوي

على عكس كأس إفريقيا الأخيرة، سيكون المنتخب الوطني في فاصلة “المونديال” مدعوما بأزيد من 1700 مشجع بملعب جابوما بدوالا الكاميرونية، بعد قرار رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، تخصيص رحلات مدعمة إلى الكاميرون بمبلغ زهيد يتمثل في 5 ملايين سنتيم فقط، يشمل كافة المصاريف، وهذا ما سيعطي دفعا معنويا قويا لرفاقاء الحارس رايس وهاب مبولحي.
ولم يخف بلماضي سعادته الكبيرة بتنقل أنصار المنتخب إلى الكاميرون، حيث وصف الأمر بالمهم للغاية، وقال إن اللاعبين عازمون على التأهل لإسعادهم، مقدما شكره لهؤلاء الأنصار والسلطات الجزائرية التي قامت بتسهيل مهمة تنقلهم. كما قال بلماضي إن “قرار لعب مباراة العودة بمدرجات ممتلئة يعتبر أيضا أمرا في غاية الأهمية”، وقال إن التواجد القوي للأنصار سيكون له الدور الكبير في تحقيق التأهل”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!