-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الرئيس قيس سعيد يحتفي بنظيره الصحراوي في استقبال تاريخي

المخزن.. صفعة حارّة في قرطاج!

عبد السلام سكية
  • 17874
  • 0
المخزن.. صفعة حارّة في قرطاج!
ح.م

افتعلت المملكة المغربية أزمة دبلوماسية جديدة مع عضو آخر في اتحاد المغرب العربي وهو تونس، بعد الاستقبال الذي حظي به الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي من نظيره قيس سعيد، على هامش مشاركة غالي في قمة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا “تيكاد 8”.
حرصت السلطات التونسية أن تكون الإجراءات البروتوكولية لاستقبال الضيوف المشاركين في القمة بالتساوي بين جميع الرؤساء، وعلى هذا الأساس تولى الرئيس سعيد استقبال نظيره ابراهيم غالي والوفد المرافق له والمكون من وزير الخارجية والسفير الصحراوي في إثيوبيا، ومستشارة الرئيس.
وبثت الرئاسة التونسية مراسيم الاستقبال على صفحتها الرسمية بـ”فايس بوك”، كما سار الرئيس غالي على السجاد الأحمر في مطار قرطاج تونس، واستعرض الرئيسان كتيبة من الحرس الجمهوري التونسي، وبعدها أجريا محادثات بالقاعة الشرفية بالمطار.

الرباط تسحب سفيرها من تونس والردّ بالمثل
وأغضب الاستقبال واللقاء الذي جمع سعيد بغالي المملكة المغربية التي سارعت إلى نشر بيان تتهجم فيه على السلطات التونسية، وقررت استدعاء سفيرها ومقاطعة قمة “التيكاد” التي انطلقت السبت.
وقالت الخارجية المغربية في بيانها، إن قرارها يأتي بعد أن “ضاعفت تونس مؤخرا من المواقف والتصرفات السلبية تجاه المملكة المغربية ومصالحها العليا”، وأضافت أن تونس قررت “ضدا على رأي اليابان، وفي انتهاك لعملية الإعداد والقواعد المعمول بها، بشكل أحادي الجانب، دعوة الكيان (الانفصالي)”، في إشارة إلى جبهة البوليساريو ممثل الشعب الصحراوي.
وزعمت الخارجية المغربية أن “الاستقبال الذي خصصه رئيس الدولة التونسية لغالي يعد عملا خطيرا وغير مسبوق، يسيء بشكل عميق إلى مشاعر الشعب المغربي، وقواه الحية”.
وردت تونس على الادعاءات التي وردت في بيان الرباط، حيث أعلنت، صباح السبت، استدعاء سفيرها لدى المغرب ردا على الخطوة المماثلة، مؤكدة في بيان لخارجيتها، أنها حافظت على حيادها التام في قضية الصحراء، التزاما بالشرعية الدولية، مضيفة أنه “موقف ثابت لن يتغير إلى أن تجد الأطراف المعنية حلاّ سلميا يرتضيه الجميع”.
ولفت البيان إلى أنه “انطلاقا من ثوابت السياسة الخارجية لتونس، بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام خياراتها، فإنها تؤكد أيضا على رفضها التدخل في شؤونها الداخلية وعلى سيادة قرارها الوطني، وعلى هذا الأساس فقد قررت تونس دعوة سفيرها بالرباط حالا للتشاور”.
ويأتي السعار المغربي من الموقف التونسي، أياما فقط من خطاب محمد السادس، حينما خير المجتمع الدولي، إما أن يوافق طرحه الاستعماري في الصحراء الغربية أو العداء، لتأتي الصفعة عاجلا من تونس.

المغرب… صناعة نخب تؤيد طرحه الاستعماري
ولعل ما أغضب المخزن أنه لم يكن ينتظر أن يجري الرئيس الصحراوي زيارة لتونس ويحظى باستقبال رسمي من أعلى المستوى، بعد ما عمل لسنوات على “صناعة نخب” تدافع عن طرحه المزعوم بـ”مغربية الصحراء”، بل سوق كثيرا لهذا الطرح وقام بنقل عدد من المثقفين المغاربة لمدينتي الداخلة والعيون.
وحتى تقتل الحقيقة في تونس، عمد المغرب إلى قبر كل صوت صحراوي، كما حصل في نوفمبر 2020، عندما تخلت جبهة البوليساريو عن اتفاقية وقف إطلاق النار مع المغرب بعد أزمة معبر الكركرات غير الشرعي.
وتعليقا على ذلك الموقف، أجرت إذاعة تونسية خاصة، حوارا مع السفير الصحراوي في الجزائر، عبد القادر طالب عمر، فأغضب الحوار الرباط، حيث حركت سفيرها للرد على تصريحات السفير وقلب الحقائق.
وغداة الاعتداءات الإرهابية في سوسة، قامت قناة تونسية خاصة كذلك، ببث تحقيق عن النشاط الإرهابي في المنطقة، تواصلت من خلاله مع ضابط المخابرات المغربية المنشق هشام بوشتي، المقيم في بلجيكا، حيث تحدث عن وقوف المخابرات المغربية وراء تنظيمات إرهابية، خاصة التوحيد والجهاد، فقامت القيامة لدى السلطات المغربية، لتمارس ضغطا كبيرا لمنع بث الحلقة وحتى الومضة الإشهارية تم حذفها من حساب يوتيوب القناة أصلا.

الاحتلال يستهدف انسجام الاتحاد الافريقي وبلدانه وشعوبه
وتعقيبا على الزوبعة الجديدة التي أثارتها الرباط، شددت الخارجية الصحراوية، أن نظام الاحتلال المغربي يهدف من وراء ممارساته إلى تنفيذ أجندات أجنبية تخريبية تستهدف السلم والاستقرار في المنطقة.
وذكرت الخارجية الصحراوية في ردها أن “الجمهورية الصحراوية كانت قد حذرت، وهي تجدد تحذيرها اليوم، من أن نظام الاحتلال المغربي يرمي، قبل كل شيء، إلى استهداف انسجام وتماسك ووحدة المنظمة القارية وبلدانها وشعوبها”.

المخزن خصم للإقليم المغاربي وخسائر دبلوماسية على كافة الجبهات
ولا تعد تونس الخصم الأول ولن تكون الأخير للمغرب، والذي صار يعادي الجميع لأسباب واهية وبسبب منطقه التوسعي الاستعماري، وهي خصومات وراءها الملك والوزراء، وقد تفتعلها شخصيات سياسية وحتى دينية، كما حصل مع رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني، الذي دعا إلى ضم موريتانيا للمملكة، الأمر الذي اغضب الحكومة الموريتانية وسارعت لإدانة تلك التصريحات، والأمر نفسه مع الطبقة السياسية وعلماء ومشايخ شنقيط.
كما تعرف العلاقات المغربية الفرنسية حالة فتور غير مسبوقة، بل أن المتابعين يصفونها بـ”الأزمة الصامتة”، وقبل ذلك الأزمة مع ألمانيا بسبب موقف برلين من قضية الصحراء الغربية، وتأكيدها أن حل القضية يتم في أروقة الأمم المتحدة.
وامتدت أزمات وخصومات المغرب لتصل الاتحاد الأوروبي، بعد تصريحات ممثله السامي للسياسة الخارجية، جوزيب بوريل، حين شدد “على ضرورة التشاور مع الصحراويين في أي حل للنزاع”.
ولأن محمد السادس خير الجميع، إما أن يكونوا معه أو ضده، وليس مع الشرعية الدولية، ألغى وزيره، ناصر بوريطة، اجتماعا ثنائيا كان مقررا في الرباط، في سبتمبر المقبل، مع بوريل، تحت مبرر أن “الزيارة غير مناسبة في الوقت الحالي”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!