-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد ما فشل في توظيف القنوات السياسية والدبلوماسية

المخزن يستنجد بالنخب اليمينية لإفساد العلاقات الجزائرية – الفرنسية

محمد مسلم
  • 9403
  • 0
المخزن يستنجد بالنخب اليمينية لإفساد العلاقات الجزائرية – الفرنسية
أرشيف

حرّك نظام المخزن المغربي بيادقه في اليمين واليمين المتطرف الفرنسي للضغط على الساسة في باريس، على أمل تعديل الموقف الفرنسي للحيلولة من دون أي تحسن في العلاقات الجزائرية الفرنسية على حساب العلاقات مع المملكة المغربية.
وجاء الدور هذه المرة على الكاتب، لوران غايار، الذي حاول تنظيف فناء نظام المخزن المغربي، وتقديمه على أنه الشريك المثالي لفرنسا في المنطقة المغاربية، رافضا ما اعتبره “تضحية” الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بالرباط، من أجل إقامة علاقات مستقرة مع جارتها الجزائر.
وبعد ما يئس النظام المغربي من قدرة وفعالية القنوات السياسية والدبلوماسية، على إعادة الدفء إلى العلاقات بين نظام المخزن وفرنسا، لجأ إلى بعض النخب السياسية والإعلامية الفرنسية، لمحاولة خلق نقاش حول النهج السياسي للرئيس إيمانويل ماكرون في سياسته تجاه الجزائر، ومحاولة التأثير عليه من أجل تعديل مواقفه من الرباط.
وبالنسبة لـ”لوران جايار”، فإنه يجب ألا يتم إحياء الحوار الفرنسي الجزائري على حساب البلدان المجاورة، وفي مقدمتها المغرب، وفق ما جاء في مقال مطول، أوردته “لوفيغارو فوكس” الفرنسية، الجمعة، وهي الفكرة ذاتها التي كان قد عبر عنها أحد عتاة الفرانكوفيلية في المغرب، الكاتب الطاهر بن جلون، المقيم في فرنسا.
وعشية زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون إلى الجزائر، قال بن جلون في مقال سبق لـ”الشروق” أن علقت عليه: “إن الرئيس ماكرون ساذج للغاية. لقد اكتشف منذ أيام فقط، أنه لن يكون هناك سلام بين فرنسا والجزائر، لكنه يناقض نفسه عندما يسارع إلى القول بأن كل الرؤساء الذين سبقوا ماكرون إلى قصر الإيليزي، اعتقدوا أن بإمكانهم إقامة علاقات طبيعية مع الجزائر، لكنهم أصيبوا جميعا بخيبة أمل. فهل كل أسلاف ماكرون سذج؟”.
وعلى شاكلته كتب غايار: “استُثمرت رحلة إيمانويل ماكرون إلى الجزائر في الفترة من 25 إلى 27 أوت المنصرم، بشكل مبالغ فيه، مع أهمية خاصة من جانب الإليزيه وجزء من وسائل الإعلام الفرنسية. منذ بداية ولايته الأولى، جعل إيمانويل ماكرون المصالحة الفرنسية الجزائرية مسألة شخصية، لكن من خلال القيام بذلك، وبالنسبة للعديد من المراقبين، سمح الرئيس الفرنسي لنفسه بالوقوع في فخ الذاكرة وفي خطاب الاستياء، الذي أصبح المحور الأساسي للسياسة الخارجية الجزائرية عندما يتعلق الأمر بفرنسا، إلى حد الإهمال الخطير للتحالفات الأخرى الممكنة والأكثر فائدة في المنطقة”.
الكاتبان وظفا العبارات ذاتها تقريبا، بشكل يؤشر على أن ملهمهما من خلف الستار واحد: “من غير المرجح أن تنجح عملية مصالحة الذاكرة (…) تتخيل السلطة التنفيذية الفرنسية، بسذاجة كبيرة، أنها قادرة على الدخول مرة أخرى في لعبة ابتزاز الذاكرة، على أمل الحصول على الغاز الطبيعي من الجزائر”.
ويضيف لوران غايار مستخفا بسياسة ماكرون تجاه الجزائر: “..وبسذاجة أكبر، تسعى فرنسا جاهدة لتعزيز شراكة استراتيجية وأمنية وهمية للغاية مع الجزائر، التي تشترك في آلاف الكيلومترات من الحدود مع كل من مالي والنيجر، حيث تمتلك فرنسا مصالح حيوية في مجال تعدين اليورانيوم، وحيث تنوي باريس أيضًا مواصلة محاربة انتشار الجهاد، على الرغم من الخلاف الأخير مع مالي”.
ويتضح تجند لوران غايار لخدمة حسابات نظام المخزن على حساب مواقف رئيس بلاده: “إذا كانت احتياجات الطاقة والأمن تحكم على فرنسا بعدم إهمال الجزائر، فلا شيء يجبرها على الازدراء، باسم سياستها الجزائرية، والتحالفات المحتملة الأخرى في المنطقة، ولاسيما تلك مع المغرب”.
ويبدو الكاتب وكأنه “أطرش في الزفة”، فهو يرفض من جهة، معاقبة باريس لحليفتها السابقة مملكة المخزن، غير أنه يتجاهل من جهة أخرى، الأسباب التي أدت إلى هذا العقاب وهي ليست خافية عليه من دون شك، والتي على رأسها فضيحة “بيغاسوس”، التي أكدتها مصادر متطابقة، وتمثلت في تجسس المخابرات المغربية على الرئيس ماكرون ومعه مسؤولين كبار في الدولة الفرنسية، وفي ذلك، تطاول سافر من “دولة وظيفية” على دولة عظمى من منظور الساسة الفرنسيين.
ويخلص الكاتب اليميني المتطرف، إلى القول بأن إحياء الحوار الفرنسي الجزائري يمكن أن يستجيب لحالة طارئة، هي حالة الغاز، لكن ليس من المؤكد أنه يمكن أن يكون جزءًا من قضية أمنية واستراتيجية طويلة الأمد على حساب المغرب التي وصفها بـ”الحليف التاريخي”، والمبرر برأيه، يكمن في تعزيز الجزائر علاقاتها مع روسيا، المورد الرئيسي للسلاح في الجزائر والعدو الرئيس لفرنسا والغرب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!