الجزائر
وزارة التربية تحقق في النتائج والأسباب

المدارس الخاصة.. “مهزلة” في البكالوريا!

نشيدة قوادري
  • 23237
  • 30

سجلت مؤسسات التعليم الخاصة نتائج كارثية في امتحان شهادة البكالوريا دورة جوان 2018، حيث بلغت نسبة النجاح في البعض منها صفر بالمائة، بسبب تبييض المسار الدراسي للمطرودين والمعيدين من مؤسسات التعليم العمومية إلى جانب التوظيف العشوائي للطاقم البيداغوجي وسوء التوجيه، الأمر الذي أثر سلبا على نسبة النجاح الوطنية.
علمت “الشروق” من مصدر مسؤول، أن مؤسسات التعليم الخاصة البالغ عددها 119 مؤسسة قد جاءت في ذيل الترتيب في امتحان البكالوريا لهذه الدورة، بتسجيلها لنتائج كارثية، الأمر الذي أثر بشكل سلبي على نسبة النجاح الوطنية التي انخفضت إلى 55.88 بالمائة مقارنة بالنسبة المحققة في دورة جوان 2017 أين قدرت بـ 56.07 بالمائة.
وأضاف نفس المصدر أن ثلاث ولايات قد حققت نسبة نجاح صفر بالمائة، حيث فشل جميع المترشحين بها الذين اجتازوا الشهادة، في حين حققت إحدى مؤسسات التعليم الخاصة بالعاصمة نسبة نجاح 13 بالمائة وهي أدنى نسبة نجاح مقارنة بباقي مؤسسات التعليم الخاصة والعمومية، وبالتالي فمن أصل 45 مترشحا، نال 3 مترشحين فقط البكالوريا، فيما تم تسجيل أعلى نسبة نجاح قدرت بـ37 بالمائة، فيما بلغ عدد الناجحين بـ7 مدارس خاصة 25 ناجحا فقط.
وشدد المصدر نفسه أن انخفاض نسبة النجاح بهذه المدارس، راجع لعدة أسباب أبرزها لجوء البعض منها وليس جميعها إلى اعتماد سياسة “تبييض المسار الدراسي” لفئة التلاميذ المعيدين أو المطرودين من مؤسسات التعليم العام، حيث يتم استقطابهم واستيعابهم عن طريق إعادة إدماجهم وتسجيلهم بصفة عادية، خاصة عقب عديد الحالات لتلاميذ طردوا في السنة رابعة متوسط- على سبيل المثال- بمصادقة مجلس الأساتذة، ليجدوا أنفسهم بالسنة أولى ثانوي بعد استفادتهم من تبييض مسارهم الدراسي، لينتقلوا إلى السنة الثانية وبعدها إلى السنة ثالثة، غير أن مستواهم الدراسي الحقيقي الكارثي يظهر لدى اجتيازهم للبكالوريا على اعتبار أن المراحل التي تمر بها ورقة الامتحان لا تترك مجالا للشك ولا لتضخيم العلامات ولا للتمييز بين مترشح وآخر فالجميع سواسية.
وأضاف مصدرنا أن سوء توجيه التلاميذ قد أثر سلبا على النتائج التي تدهورت بشكل كبير، حيث أظهرت التحقيقات الميدانية التي أجرتها المصالح المختصة على مستوى مديريات التربية للولايات، أنه تم تسجيل حالات عديدة لأولياء قد حولوا أبناءهم من مؤسسات التعليم العام إلى مؤسسات التعليم الخاص بسبب توجيههم إلى شعبة آداب، أين يقومون بدفع مبالغ مالية ضخمة قد تصل إلى 15 مليون سنتيم شهريا ما يعادل 180 مليون في السنة، لأجل أن يوجهوا أبناءهم إلى شعبة علوم تجريبية. إلى جانب عامل آخر وهو “التوظيف العشوائي” للأساتذة، أين يتم تعيين أساتذة غير مكونين ولا يتوفرون حتى على شهادة الليسانس، كما يتم توظيف أيضا فئة المترشحين الراسبين في مسابقات التوظيف.
وفي نفس السياق، نقلت مصادرنا أن مديرية التعليم الثانوي العام والتكنولوجي بوزارة التربية قد فتحت تحقيقا على مستوى مدارس التعليم الخاصة، للكشف عن أسباب انخفاض نسبة النجاح بها رغم ما توفره من إمكانيات مادية ضخمة للمتمدرسين.

مقالات ذات صلة