-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عوامل تؤثر على صحة الأم البدنية والنفسية

 المرأة في فترة النفاس.. انتقادات وتضييق على جميع الأصعدة، وغياب يد العون

نسيبة علال
  • 651
  • 0
 المرأة في فترة النفاس.. انتقادات وتضييق على جميع الأصعدة، وغياب يد العون

تحتاج المرأة، بعد رحلة الوهن على وهن، إلى عناية خاصة، على المستوى البدني والنفسي. فبقدر ما تعتبر فترة الحمل والولادة تجربة فريدة ومميزة، بقدر ما هي شاقة ومرهقة، على جميع الأصعدة، تتعرض فيها أغلب السيدات للإجهاد، ثم قد يجدن أنفسهن أمام مرحلة جديدة، أكثر صعوبة، وسط آراء وانتقادات المحيط لأسلوب الرعاية وتربية الرضيع، ولكل ما يتعلق بخصوصياتها، كالأكل واللبس ونمط الحياة، فيما لا تجد كثيرات يد العون.

أمهات في حاجة إلى المساعدة

شعور المرأة بالوهن بعد الولادة، رغم كل محاولاتها البائسة في الظهور قوية وصامدة، سيتجلى بعد أيام من السهر الطويل، والامتناع عن النوم، مع القيام بمهام شاقة في وقت ضيق، إذ عليها الرعاية بطفل صغير جدا، حساس لكل شيء، وتنظيف كل ما يخصه بدقة، والحرص على إرضاعه حتى يشبع دون كلل.. هذا، دون استثناء واجباتها المعتادة في رعاية الأسرة، والقيام بمهام المنزل، واستقبال الضيوف. وينتهي اليوم والجهد، وتستمر الأم الحديثة في المثابرة. لذا، فإن حاجتها إلى المساعدة ومد يد العون قائمة. ولكنها، قد تشعر بالحرج من طلبها هذا، ما ينعكس بداخلها على هيئة انهيار، وشعور بعدم الأهلية للقيام بمهمة الأمومة، إذ إن قليلا جدا هن السيدات اللواتي يتجاوزن هذا الشعور المرير، فقط لأنهن يحظين بمساعدة الزوج والعائلة، وحتى الجيران والأقارب، أحيانا.

انتقادات وحشرية في أدق الخصوصيات

تصطدم الأمهات الجديدات، في المجتمعات العربية، بهالة من العادات والتقاليد والموروثات الفكرية والروحية، التي لا طائل منها، وقد تفقدها فرحتها بمولودها. ويمكن أن تكون، بحسب أخصائيين، سببا في معاناتها من اكتئاب مرحلة النفاس. تقول الأخصائية في علم النفس، الأستاذة نادية جوادي: “سيأتي الجميع لإخبارها بأن عليها الارضاع اصطناعيا كذلك، وأنها لا يجب أن تحمل رضيعها لوقت طويل، كي تتمكن من الذهاب إلى العمل لاحقا دون معاناة، أن تأكل أكلات دسمة، وتمتنع عن مغادرة المنزل، وتلبس ألبسة غريبة، وتقوم ببعض طقوس الحناء والسواك، وما إلى هذا.. ويتدخلون في أدق خصوصياتها، منها العلاقة مع زوجها.. ثم بمجرد رفضها هذه

العادات، التي تعتبر جملة غير صحية لا للأم ولا لصغيرها، يبدأ التضييق والانتقاد والكلام الجارح. وهذا، في الغالب، لا تتحمله المرأة، التي وضعت صغيرا بعد رحلة متعبة، وفي وجود هيجان هرموني بجسمها، ما يسبب لها العديد من الاضطرابات النفسية، التي يتم تلخيصها في اكتئاب بعد الولادة، ما يضطرها إلى أخذ علاجات كيميائية أحيانا. وقد يستمر الأمر لشهور أو سنوات..”. لهذا، يعد الوجود في بيئة صحية سليمة وهادئة أمرا ضروريا في مرحلة النفاس. ويوصي الخبراء بعدم التحرج من طلب ذلك، حتى قبل الولادة، دفعا لأي ضرر.

العلاقة مع الزوج.. صدود من الزوج ونفور من العائلة والأصدقاء

يلتف الجميع حول الحامل، متمنين لها ولادة سهلة ومشوار أمومة ممتعا، ثم يبدأ الأقرباء، انطلاقا من الزوج، في التذمر من نمط حياتها الجديد، بعد الولادة. فهي لا تقوم الآن بالواجب الاجتماعي، كما ينبغي، لا تحضر المناسبات بكامل أناقتها، ولا تحضر الحلويات كما عهدها الجميع.. وحتى حضورها ممل وغير مرغوب، لأنها تستمر في إرضاع صغيرها، وتنويمه، ومحاولة إرضائه كي يكف عن البكاء، ويتوقف عن إزعاج الجميع بصوته العالي، ولا يمكنها مشاركة الأصدقاء رحلاتهم الممتعة، لفترة قد تصل إلى سنتين. ففي نظر الزوج، المرأة النفساء والمرضعة، ليست تلك المتأنقة بكامل نعومتها وأنوثتها، جمالها ومظهرها المتكامل، لم يعد أولوية أمام الوقت، والحنان والرعاية التي يجب أن تمنحها لمولودها الجديد.. لذا، تتوسع دائرة الفراغ حولها، ويأخذ الجميع في الانسحاب عنها عادة، إلى حين، دون مراعاة لحالتها النفسية ولما تشعر به.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!