-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يستعملن شفرات الحلاقة وماء النار للنيل من غرمائهن الذكور

المسترجلات يزاحمن الرجال في النساء

نادية شريف
  • 10890
  • 12
المسترجلات يزاحمن الرجال في النساء
ح/م

اعتدنا ومنذ الأزل أن تقع الإناث فريسة لمعاكسات الذكور، لكن الواقع اليوم يؤكد أنه حتى الأنثى باتت تشكل خطرا على شقيقتها الأنثى، فشوارعنا تضم بين جنباتها الكثير من النساء المنتميات إلى الجنس الثالث اللواتي بتن يجهرن بغرائزهن على مرآى ومسمع الجميع، دون خوف أو خجل أو وجل، حتى بتنا نخشى على أنفسنا منهن أكثر من خشيتنا من أشقائنا الرجال من ذوي القلوب المريضة والنفوس الجامحة، فخالتي بوعلام وإن كانت مجرد شخصية امرأة في مسلسل جزائري، اختار لها والدها اسمها على شاكلة أسماء الذكور تحسرا على عدم ظفره بذكر، وبالرغم من هندامها الذي كان زيا ذكوريا محضا في السلسلة، إلا أن كثيرات توافقنها في اللقب وتخالفنها في الميول، الطباع وأكثر من هذا بكثير، ولمعرفة أساليبهن، ميولاتهن ودوافعهن، ارتأينا النزول إلى الشارع والبحث في الأماكن التي تستهويهن.

الساعة كانت تشير إلى تمام العاشرة صباحا من أحد أيام الشتاء الباردة، والوجهة كانت أشهر أحياء العاصمة “أودان”، فغير بعيد عن جامعة الجزائر وعلى امتداد نفس الرصيف يقع صالون شاي، في ظاهره بيتزيريا ومقهى، بحكم موقعه الاستراتيجي الذي عادة ما يستقطب الأزواج غير الشرعيين الذين يتقاسمون وجبات خفيفة على موائده الرخامية المربعة، وسط رومانسية شديدة تعززها الإنارة الخافتة الكلاسيكية وطلاء الجدران العاجي الذي يضفي لمسة متمردة على المكان، هذا بالنسبة للطابق الأرضي، أما الطابق الأول فيحوي طاولات مستديرة، تشغل حيزا ضيقا بحكم حجم المكان، أكثر حميمية وأكثر شاعرية، أول ما يجلب اهتمامكم هو سحب الدخان الكثيفة التي تخلفها السجائر، فكل شيء مسموح هنا، وهو المكان المفضل للباحثين عن الخلوة والمتعة بعيدا عن أعين الفضوليين، ولكن النصيب الأكبر من هذا الدخان كان لثلاث فتيات لجأن إلى هذا المكان بحثا عن دفء الأجساد، بعيدا عن سياط برد الشتاء القارس وبحثا عن دفء الأرواح، وهذا ما تبيّن في رباعي آخر، كنّ جالسات إلى طاولة في الركن الأيسر البعيد من القاعة التي ضاقت بما حملت، إحداهما كانت مقابلة، في الثلاثينيات من العمر، ببشرة قمحية، وشعر أسود داكن، مصبوغ على ما يبدو، تم تصفيفه بهلام الشعر “الجالّ” بطريقة تظهر القصة الرجالية الموحية بالكثير، مرتدية سروال جينز ضيق، سترة برسم مربعات بنية وبيضاء، حذاء رياضيا من نوع أديداس، تضع قرطين مربعين صغيرين جدا لا تكاد العين المجردة تدرك استقرارهما هناك، سوار رجالي في المعصم الأيمن وساعة رجالية في المعصم الأيسر، مع خاتم بحجر أسود كبير في الخنصر، ويفوح منها عطر سكوربيون الرجالي، وإلى جانبها رفيقتها، شابة في أواخر العشرينات، بيضاء البشرة، تضع لوحة صارخة من الماكياج والتاتواج على الحواجب، مرتدية سروال جينز ضيق وسترة نسائية من الكاجوال، وحذاء بكعب عال، أما عطرها فحدث ولا حرج، يتم استنشاقه على بعد أمتار بفعل قوته، كانت المقاعد ملتصقة بعضها ببعض، والأولى تطوق ظهر الثانية بذراعها وتلتهم سيجارة بين أصابع الذراع الثانية، وقبالتهما شابتين أخريين لم تكونا أقل شأنا من سابقتيهما، كانت ضحكاتهن تتعالى وتتصاعد وهن يرتشفن فناجين القهوة على مهل، ويتبادلن النكت، وعلى ما يبدو هن من مرتادات هذا الركن، بالنظر للحميمية التي كانت بينهن وبين النادل، الذي قاسم إحداهن سيجارة بكل ارتياح.

تراوحت أحاديثهن بين النكت والخرجات

 وبدا أن صاحبة الشعر الأسود كانت مستاءة من شيء ما، بدليل صراخها المفاجئ في رفيقتها، قبل أن تقوم بقرصها، محذرة إياها من الحديث مع شاب معين، لأنها ّبرفقتها، والأخرى كانت تحاول إقناعها بأن الأمر عادي ولا يتعدى أن يكون معرفة وصداقة ليس أكثر.

غير بعيد عنهن، كان هناك ثنائي، كلاهما متحجبتان، على ما يبدو من مظهرهما العام، كانتا تجلسان في كرسيين ملتصقين، كلاهما تضعان مساحيق التجميل الدارجة هذه الأيام، كانتا تتحدثان إلى بعضهما البعض بكثير من العذوبة والحميمية وسطها الكثير من الإيحاءات الجنسية والملاطفات الحسية، وفجأة امتقع وجههما بسبب ثنائي ذكوري كان يعاكسهما، ثارت ثائرتهما ودخلتا في نزاع وشبه تلاسن قوي، استعملت فيه أثقل أنواع السباب والشتائم، بطريقة جعلت الذكرين ينسحبان في هدوء أمام صدمتهما، ليدرك الحضور أنهما ثنائي لصيق، لا يعترفان بالجنس الآخر، لأنهما بكل بساطة مثليتان.

مثليات يعترفن: “نحن هكذا، ومن يحاول تفريقنا سيموت”  !

ليس من السهل التقرب من هؤلاء، فهن عدائيات جدا مع الرجال، ويتكلمن على شاكلتهم، وهن خطيرات على النساء العاديات ويرين فيهن إحدى فرائسهن، فالواحدة منهن تنظر للفتاة على أنها أنثى لابد من التقرب منها والتمتع بمفاتنها بكل ما في الكلمة من معان، ومع هذا، ثمة فئة منهن تمكنت من التأقلم مع الوضع، ويحسن التخفي وإخفاء ميولهن الجنسية المريضة وكل شيء، ومن بين هؤلاء نسيمة 27 سنة، إحدى قاطنات العاصمة، تقول في الموضوع: “حالتي ليست بيدي، فحقيقة أنا في الأصل فتاة، نعمت بطفولة عادية، لكن التضييق الأسري وحرماني من الاختلاط بالجنس الخشن، خاصة في مرحلة البلوغ والمراهقة جعلني أحاول اكتشاف هذا العالم الغامض، ولأنني لم أكن أقوى على ربط علاقة مع شاب، لم أجد أمامي غير ابنة عمتي التي كنا نتقاسم الفراش ونكتشف المتعة الجسدية معا وهكذا، وبمرور السنوات تزوجت قريبتي وبات لزاما علي إيجاد أخرى، ولم تكن هناك احن عليّ من زميلتي في العمل لمياء التي سرعان ما حلت محل الأولى وبتنا لا نفترق”، وعن عمر علاقتهما، وإذا ما تم كشفهما، تضيف: “نحن على هذه الحال منذ 7 سنوات تقريبا، لدينا الكثير من الذكريات معا، عيد العشاق نحتفل به معا، نتجول معا، نسافر معا، ومع هذا لازالت علاقتنا في السر ولم يكشفها أي كان ولن يحدث، لكن أبقى متوجسة من فقدانها يوما”.

 وإن كان هذا حال نسيمة، فالشابة التي قدمت نفسها على أنها نعيمة، 24 سنة، والتي كانت تهم بمغادرة صالون حلاقة وتجميل رفقة صديقة لها، يظهر قلقها عليها وغيرتها الزائدة من كل شيء يحوم حولها أنها رفيقتها الحميمة، ليست من النوع الذي يخفي إعجابه بأي أنثى كانت، كانت عدائية في تصرفاتها وحتى في مغازلتها للشابات، وهي تطلق وابلا من الكلام الفاحش بين الحين والآخر، غير آبهة بأي كان، والجميع يخشاها، هذه الأخيرة التي رفضت التحدث إلا بعد جهد جهيد، بعد ما تم إقناعها بأن الموضوع يتعلق ببحث أكاديمي ليس إلا، وهذا ما شجعها على الاسترسال في الحديث: “أنا سعيدة هكذا، خلقت هكذا وإن سمحت لي الفرصة سأغير بنيتي الفيزيولوجية في حال توفر المال طبعا، لست أبالي بالناس، ولأن عائلتي أتعبتني غادرت المنزل العائلي، وأنا الآن أعيش في بيت للإيجار رفقة رفيقتي فريال -في إشارة إلى مرافقتها- لا يهمني شيء والويل كل الويل لمن يحاول أخذها مني أو التورط في علاقة معها، فهي خلقت لأجلي وأنا لأجلها، تعاهدنا على البقاء معا وإن نكثت العهد يوما لن أتردد في إيذائها -بابتسامة خبيثة وغامضة    “.

هذا ووفق المعطيات الآنية والمحيطة بالموضوع، فإن هذه الفئة الدخيلة على المجتمع نادرا ما تحتك بالجنس الخشن، إلا في حالات البيع والشراء، المواصلات، وعدا هذا، فهي تفضل الانزواء والوحدة والعيش في ثنائيات أو رباعيات على أقصى تقدير، ونادرا ما تشاهد شلة كاملة منهن، يكثر تواجدهن في أوساط العمل المغلقة، في المستشفيات، في الإقامات الجامعية وحتى في الملاهي الليلية والحمامات الشعبية، اكتشافهن ليس دائما سهلا، طالما أن بعضهن يحسن التخفي والتواري عن الأنظار، وابتدعن أسلوب عيش وسط، يمكنهن من العيش بسلام وسط الأشخاص العاديين  . 

 

رؤيتهن باتت ديكورا مألوفا واتقاء شرهن لابد منه

يقول زكرياء، طالب جامعي سنة ثالثة أدب عربي، وأحد مرتادي هذا المكان: “اعتدنا الاحتكاك بهذه الفئة منذ سنوات، فهن يقاسمننا قاعات الشاي والحدائق وكل شيء هنا تقريبا، في العادة هن مسالمات ما لم تتعرض لهن وما لم تحاول النيل من إحداهن، ولكن إن ثبت أنك تشكل خطرا عليهن، فستتصادم مع جنس مجهول وليس مع أنثى، وهذا المخيف في الأمر، لهذا أنا شخصيا وحتى أصدقائي نتجنب الاحتكاك المباشر معهن، لاسيما وأنهن يعتبرن أنفسهن جنسا قريبا منا، ولا يقل عنا خشونة”، وان كان هذا ما يراه زكرياء، فإسلام، الشاب بملامح الهيب هوب لا يجد من حرج في تنامي أعداد المسترجلات: “الوضع في رأيي لا يشي عن أي ضرر، فكل مسترجلة أو “عيشة راجل” كما نقول بالعامية عندنا تتحمل مسؤولية أفعالها، وهي حرة في تصرفاتها وفي أي شيء تقوم به، حرة في اختياراتها ما لم تؤذ بها غيرها، وهنا أنا أتساءل ما الضرر إن كانت معظمهن تجدن فتيات على شاكلتهن وتقترن ببعضهن، كيف نرضى بوجود الجنس الثالث  في الرجال بيننا ولا نرضى بوجود امرأة مثلية؟؟”. أما ليوسف فرأي مغاير تماما: “اللهم نسألك الهداية.. هذا ما يقال انه من إشارات آخر الزمان، أن تجد امرأة نفسها في امرأة أخرى، وتخلص لها، متحدية بهذا هبة الخالق الذي جعلها أنثى مهمتها إعطاء الحنان والتوالد وغيرها من الأشياء التي أعزها الله عز وجل وكرمها بها، في رأيي لابد من إقامة الحد على هؤلاء، فهن يختلين ببعضهن ويمارسن السحاق، وما خفي كان أعظم، وكل هذا بسبب الانفتاح الخاطئ على الغرب”.

 منهن من يضربن بـ”اللام”.. أطرافهن مطفئات للسجائر

يفيد عبد النور، 32 سنة، عامل في مؤسسة خاصة بالقرب من المركز التجاري لباب الزوار، انه كثيرا ما يصادف هذا الجنس الثالث إن صح التعبير وهو ذاهب أو قافل من مكان عمله: “أشاهدهن باستمرار، يمتلكن مركبات فخمة في العادة، يتجولن في شكل ثنائيات، بعضهن يسهل اكتشافهن من خلال طريقة حديثهن، مشيتهن، عطورهن وحتى هندامهن، اذكر جيدا صورا لهن ترفض مغادرة مخيلتي، شابات منهن الجميلات ومنهن داكنات البشرة، أغلبهن عدائيات، يتقن التقاتل ولا يفقهن في شيء عدا التشاجر، يحملن “اللام” و”قارورات الغاز المسيلة للدموع”، آثار المعارك إن صح القول بادية على أطرافهن، وهناك منهن من سخرها لتكون مطفأة للسجائر التي لا تفارقهن والتي على ما يبدو تعينهن على ما هن فيه”.

ويضيف خالد 25 سنة، طالب بجامعة باب الزوار: “الصائفة الماضية كنا نتمتع على رمال شاطئ زموري، كانت أمامنا شلة من البنات، كن يمرحن ويسبحن، فبادلناهن النكات ولعبن معهن، ولكن سرعان ما كادت الأمور تخرج عن السيطرة حينما حاول صديق لنا التقرب من إحداهن، فهنا وجد أمامه رفيقتها التي لم تتوان في توجيه ضربة له بواسطة شفرة حلاقة كانت بين أصابعها، كادت تشوه له وجهه بالكامل، لا لشيء إلا لأنه حاول العبث مع”فتاتها”، بينما يروي لنا شاب آخر حكاية هي أقرب إلى الخيال منه إلى الواقع، يتعلق بإحدى هؤلاء المتنمرات والتي سارعت بقصد منزل غريمها الرجل بعد ما سألت عنه، وتقصت أخباره، كونها اكتشفت انه على علاقة بخليلتها، فلم تجد أمامها من طريقة إلا التوجه نحو مقر سكناه وتوعده أمام والده بالنيل منه وقتله إن لم يقطع علاقته بالأخرى، كونها تخصها وحدها، محدثة “تبهديلة”كبيرة في حيه.

* نقلا عن مجلة الشروق العربي 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
12
  • زليخة

    ,,,,,,,,,,, إنذار,,,,,,Alerte .
    1)قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم:(إذا استحلت أمتي خمساً فعليهم الدمار: إذا ظهر التلاعن، وشربوا الخمور، ولبسوا الحرير، واتخذوا القيان، واكتفى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء)(رواه البيهقي، وخرجه الألباني .
    2)عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال" رواه البخاري.
    قال تعالى:[فَأَخَذَتْهُمْ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ * فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا ...) الحجرات 73/74

  • amma

    أنا معك في المقولة يا عمر من الحراش لا حول و لا قوة الا بالله

  • آدم

    هو الهروب من الواقع للتعبير عن النفس
    نقص في الشخصية
    التقليد الأعمى
    التشبه بالغير
    قروب الساعة

  • عمر

    هنا اطبق المثل القائل اذ كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب

  • bouzid

    اعتقد أن السبب الرئيسي الابتعاد عن الدين والتقليد الأعمى للغرب سبب من الأسباب ، انعدام ثقة بعض الفتيات بأنفسهن كفتيات له دور بالانحراف بالتصرفات التي يشعرن بأنها تلفت إنتباه الأخرين سبب ثاني ، الحرية التي يمنحها بعض الاهالي لبناتهم والتي تتجاوز الحدود لتصرفاتها كأنثى في اللباس والتصرفات المسترجلة فالتربية والتنشئة لها الدور الرئيسي في صقل شخصية الفتاه أو الشاب .

  • بدون اسم

    يا حفيظ الله يسترنا و يهدينا و الله رانا في زمان صعييييب
    اللهم أني أستغفرك و أتوب إليك
    اللهم أني أستغفرك و أتوب اليك

  • Sidali

    و اذا عاد الارهاب سا يتوب كل واحد في هذا المجتمع. الى اين يتجه هذا الشعب خنث جنس ثالث ضلم استبداد ووو .كما قيل لجحا العدو في بلادك قال يبتعدوا عن بيتي قيل له العدو في بيتك فقال يبتعدوا عن راسي . اللهم لا تؤاخذنا بما عمل السفهاء منا وارزقنا باحاكم عادل.

  • الجزائر

    قوم لوط....... استغفر الله العظيم........ ربي اهدينا جميعا

  • مايا

    لاحول ولا قوة الا بالله استغفر الله العظيم كل هادا يحدث في مجتمع عربي مسلم

  • سمية

    استغفر الله العظيم ولا حول ولا قوة الا بالله اقشعرت نفسي وانا اقرا المقال ,,,,,,,,,,,,,,,تقززت

  • نور الايمان

    يا حفيظ الله يسترنا و يهدينا و الله رانا في زمان صعييييب
    اللهم أني أستغفرك و أتوب إليك
    اللهم أني أستغفرك و أتوب اليك

  • بدون اسم

    يا ستار