المسرح الجزائري يمتلك طاقات تفوق عادل إمام والبعد عن العاصمة “قبرها”
تحتضن دار الثقافة بالقليعة، العرض الشرفي لمسرحية “دمعة ألم”، الخميس المقبل 19 أفريل الجاري على السابعة مساء، حيث تناقش المسرحية التي اقتبسها نسيم أزري عن “انتيقون” لليوناني سوفوكليس حدود الحق والواجب بين الحاكم والمحكوم من خلال قصة
الصراع بين انتيقون المرأة التي ترفض قرار خالها الملك كريون بعدم دفن أخيها بولينيس، وترك جثته في العراء تنهشها الكلاب، بينما يسمح بدفن جثة أخيه ايتيكول، الذي قتل معه.
أنتيقون تموت شهيدة الدفاع عن القانون الديني الذي يقره الشعب والذي يأمر بدفن الموتى، فتتحدى الملك “كريون” الذي سن قانونا مغايرا يمنع دفن الموتى ويهدد كل من يتحدى قانونه بالمو.
وأشار نسيم إزري، رئيس جمعية أحباب المسرح – القليعة أن اقتباس هذا النص ما يزال صالحا للإسقاط على واقع الشعوب العربية التي ما تزال أسيرة واقعها بحثا عن الديمقراطية، وهي نفس الفكرة التي دافع عنها مخرج العرض سعيد نصر سليم الذي يرى أن نص سوفوكليس الذي يمتد تاريخه إلى 2400 عام، ما يزال صالحا للمعالجة في عصرنا الحالي، وأضاف المخرج المصري أنه حافظ على المناخ الإغريقي في النص، لكنه أضفى عليه روح العصرية من خلال ترك بصمته الإخراجية على العمل عبر المزج بين الأسلوب الواقعي الطبيعي مع الأسلوب العصري.
من جهة أخرى قال المتحدث إن المسرح الجزائري يمتلك طاقات تمثيلية رهيبة، تفوق في مواهبها عادل إمام، وأضاف قائلا “ذهلت لما زرت المسارح الجهوية والفرق والتعاونيات والجمعيات خارج العاصمة، لكن جهود هؤلاء مشتتة لذا لم يتمكنوا من البروز، أما ممثلو العاصمة فقد أصبحوا مجرد موظفين للأسف الشديد، ما جعلهم يبتعدون عن الإبداع، الفنان الحقيقي نجده خارج العاصمة”، لكن من جهة أخرى قال مخرج “دمعة ألم” إن المسرح الجزائري يعاني من نقص النصوص المتاحة للبناء الدرامي، نتيجة اعتماد الرواية كمصدر أول للاقتباس، ما يجعل السرد والحكي عبءا، يعيق تحويل نص إلى عمل ركحي،
رغم تميز المسرح الجزائري كما يقول سعيد نصر سليم في السينوغرافيا، حيث أبرز فيها عدة أسماء تفوق نظيرتها في المشرق العربي، فرغم قلة تلك الأسماء المشتغلة اليوم على مجال السينوغرافيا، لكنها جددت وخرجت عن القواعد الجاهزة أمثال عبد الرحمن زعبوبي، حمزة جاب الله، مراد بوشهير، أحمد رزاق…