-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المصيبة مصيبتان!

جمال لعلامي
  • 1089
  • 3
المصيبة مصيبتان!
ح.م

المتزاحمون على “منحة المحنة” أمام البلديات، يريدون المليون، لكنهم تناسوا عدوى كورونا، التي لا يُمكن مقاومتها بالمليون ولا هم يحزنون، والحال، أن التدافع والطوابير والتزاحم، تكشف من جهة “لا وعي” الكثير من المستهترين والمغامرين، ومن جهة أخرى، فإنها تكشف عُمق الأزمة وعدد ضحايا فيروس “كوفيد 19″، وقد تفضح أيضا متلاعبين وانتهازيين “والفو” الاستفادة من أيّ إعانة تقدمها الدولة للمعوزين والمتضررين!

المصيبة مصيبتان، إذا كان من بين المتزاحمين والمتدافعين، “غمّاسين” ومنتحلي صفة المستضعفين والمعوزين والمنكوبين.. نقول هذا الكلام، لأن هذا النوع من الكائنات التي لا تستحي، متعوّدة ومعروفة باختراق أيّ مسعى موجّه تحديدا وخصيصا للتضامن مع الفئات التي تضرّرت من كارثة ما، ولعلّ ما حدث خلال السنوات الماضية بالنسبة لقفة رمضان، ومنحة التمدرس، وحتى منح المعوّقين والمحتاجين، يثبت المرض الذي في نفوس أولئك!

نعم، “مول التاج ويحتاج”، لكن أن يستبق محظوظون ومرتاحون ماليا واجتماعيا، صفوف إخوانهم “المهرودين” و”المزلوطين” للاستفادة كذلك من المنحة المخصّصة تحديدا للمتضررين من وباء كورونا، فهذا ما لا يصدّقه عقل، وما لا يجب إغفاله، ولا ينبغي كذلك التعامل معه وفق مبدأ الرحمة والشفقة، بل على المكلفين بتسجيل الأسماء وتوزيع الإعانات، أن يفضحوا هؤلاء وينشروا أسماءهم وصوّرهم في جدران الشوارع!

ليس غريبا ولا عجيبا أن يلجأ بعض “الساقطين” إلى الغرف من كلّ شيء ومن أجل أيّ شيء، فهذا النوع من الناس يشبه التجار عديمي الذمة الذين يرفعون الأسعار خارج القانون والأخلاق وتعاليم الدين، ويشبهون أيضا المضاربين الذين يفتعلون الندرة لإشعال النار في سعر المواد الاستهلاكية الضرورية، ولا يختلفون كذلك عن هواة الجشع والطمع ممّن يسوّقون سلعا فاسدة ومنتهية الصلاحية في عزّ المحن والأزمات!

للأسف، أن لكلّ محنة تجارا، ولكلّ أزمة مستثمرين، ولكلّ مصيبة سماسرة، وهاهو كورونا، يكشف ملّة أناس لا يخافون الله، ولا يخشون “دعاوي الشرّ”، لكن بالمقابل، الحمد لله، أن هناك رجالا ومخلصين ومتعاونين ومتضامنين، يجدهم البلد في السراء والضراء، واقفون مكافحون مثابرون مضحّون، من بداية المعركة إلى نهايتها، لا يستسلمون أبدا، ينتصرون أو يستشهدون!

تزاحم “تجار الحروب” في طوابير المستضعفين والمعدومين والضحايا، هو كذلك فساد، على الجميع كشفه ومحاربته وملاحقة منتفعيه ومدعّمين ومشجعيه، حتى تفلح الأغلبية الساحقة والمسحوقة من النزهاء والشرفاء والأتقياء، في مهام بناء جزائر جديدة، لا مكان فيها للأوبئة والفيروسات الأخطر من السيدا والسارس والكوليرا والتيفوئيد والإيبولا وكورونا.. فاللهمّ لا تؤاخذنا بما فعله السفهاء التعساء منّا وبنا!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • Abdelhamid hamiche

    Aujourd'hui, nous sommes à l'ère des technologies de la communication et de la numérisation et
    en l'absence d'un système social performant et d'une plateforme des statistique bien précise mesurant les classes démunies et vulnérables de la société, et voir le manque d'exploitation de cette technologie numérique, dans ce domaine comme d'autres bien-surs , les choses resteront les mêmes tant que l'intention de changer pour le mieux est absente chez la majorité des responsables défaillants.

  • بن مداني عبد الحكيم

    قديما قيل " اذا سقطت البقرة كثرت سكاكينها " البقرة يقصد بها الفائدة والغنيمة والسكاكين يقصد بها الطامعين والمنتهزين فهم في كل زمان ومكان جيوبهم و أنانيتهم وطمعهم هو المعيار حب الذات أعماهم ولكن الطيب الذي يعطيهم هو شريك لهم وليس ضحية خطأ والغريب استغلال مرونة التطوع الى حد الأهمال والتفريط لا نه تطوع ليس له حارس أو مراقب ولكل ظرف فقراؤه "مجرد رأي"

  • SoloDZ

    تذكرني الدولة في طريقة صرف "هباتها" للمعوزين من شعبها (والمفروض لا يكون في الجزائر معوز) تذكرني بطريقة صب منظمة الغذاء الدولية الأكل على "جياع" افريقيا حيث تحلق طائرة على القرى الفقيرة وترمي اكياس القمح فترى الناس يتهافتون بطريقة "الخططاف" وكان بإمكان المنظمة ان تكلف اعوان يوزعون المعونة بنظام ونفس الشيء بالنسبة لسلطات بلادنا تعلن عن منحة وتترك الناس من اصحاب الحق و"الشحامين" يتخاطفونها فتضيع المنحة بذهابها لغير اصحابها ويضيع معنها بتلك الفوضى والسبب هو لأن السلطات صبت المنحة من الجو مثل منظمة الغذاء دون ان تحدد من يستفيد منها ودون ان تضع آليات تنظيمية لذلك وتستمر سياسة البريكولاج !